الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الخيار المتبقي للفلسطينيين..

الكاتب: محمد عبيد – القدس

اسرائيل تهدّد الفلسطينيين بالعقوبات والحصار، وتلوّح بمزيد من العدوان، رداً على لجوء السلطة الفلسطينية للانضمام إلى المنظمات والمعاهدات والمواثيق الدولية، وتتهم الجانب الفلسطيني بإفشال مفاوضات التسوية التي ستلفظ أنفاسها رسمياً في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، بعدما عانت غيبوبة امتدت طوال الشهور التسعة التي اتفق مع الطرف الأمريكي على العمل خلالها للتوصل إلى اتفاق ما .
على مدى الشهور التسعة سمعنا كلمات معدودة تكررت أكثر من أي أمر آخر على لسان كل من أطراف العملية التفاوضية، على رأسها ما سمي مقترح وثيقة الإطار، التي ادعى الجانب الأمريكي بقيادة وزير الخارجية جون كيري أنه وضعها ليتم التوافق عليها، بهدف جسر الهوة بين المواقف المتناقضة، والتوصل إلى معالم اتفاق يفضي إلى حل نهائي..
ويعلم كثيرون أن وثيقة الإطار هذه لم تكن إلا وثيقة "ترتيبات أمنية" تلحظ المطالب الإسرائيلية وتلبي كل ما تطالب به اسرائيل.
وثيقة "الترتيبات الأمنية" لم تكن لتخرج إلى العلن في شكلها المكتوب، ذلك أنها لم تكن إلا مجرد "خربشات" وضعها كيري وهو يقلّب فكره في الأزمة العصية على الحل، وكونه مقيّداً مثل إدارته، والإدارات التي سبقتها، بما يريده الاحتلال، وبما يخدم مصالح الأخير، ويغطي على انتهاكاته اليومية، وممارساته وسياساته التهويدية ، فإن الوثيقة المزعومة لم تجد طريقها إلى أيدي الطرفين أو أحدهما على الأقل، وظلت حبيسة رأس الرجل الحائر .
المشهد الحالي ليس غريباً، فقد عاشه الفلسطينيون خلال السنوات الماضية، وواجهوا آثاره بصبر وثبات، فاحتجاز أموال الضرائب الفلسطينية ومنع وصولها إلى خزائن السلطة، الذي تهدد به السلطات الاسرائيلية، ليست جديدة، والمتوقع من الأخيرة أن تصعّد سياسات الخنق والتضييق والعقوبات، لكن ذلك سيكون من دون معنى، كون الشعب الفلسطيني يخضع فعلياً لسياسات العقاب الجماعي، وترتكب بحقه مختلف الانتهاكات ضد الإنسانية .
ليس أمام الشعب الفلسطيني حالياً سوى خيار وحيد، يتمثل في مواجهة هذا الاحتلال، ورفض كل المحاولات الأمريكية والإسرائيلية لإطالة أمد المفاوضات، وتثبيت وقائع مشروع تهويد وتحريف التاريخ في القدس المحتلة، وليس أمام أطراف الانقسام الفلسطيني البغيض إلا أن ينهوه ويتوقفوا عن النظر إلى الأمور من خلال مصالح حزبية وسياسية فئوية، لا تعني الشعب الفلسطيني، ولا تقع ضمن حساباته الكبرى .
التطورات على مستوى القضية الفلسطينية، تعدت كل معقول ومقبول منذ زمن طويل، ومجرد التفكير فقط في أن الانقسام الفلسطيني يوشك على دخول عامه الثامن من دون استشعار نية حقيقية وصادقة، على الأقل، لإنهائه ووضع حد له، واستمرار طرفيه في وضع الشروط والشروط المضادة، وتراشق الاتهامات بالتعطيل والتعنت ورفض الحل، يصعّب الأمر أكثر، ويضعف إمكانات المواجهة، ويجعل من الشعب الفلسطيني عاجزاً .
تهديدات إسرائيل لن تغير في الواقع المرير شيئاً، ولن تزيده سوءاً على سوء، لكن على الجانب الآخر، فإن استمرار الانقسام، وعدم وضع استراتيجية للمواجهة، وعدم وضوح الرؤية والتوافق عليها، كل ذلك سيزيد سوء الأوضاع، وسيكبل أي إمكانات لإحباط المخططات الاسرائيلية.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...