الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

التصعيد الاسرائيلي خطير العواقب

الكاتب: حديث القدس – القدس

رام الله- رايــة:

لم تكن الحكومة الاسرائيلية بحاجة أصلا إلى حادث اختفاء ثلاثة مستوطنين وتقديراتها، التي لم تدعم بالأدلة المادية المقنعة، بأن الثلاثة اختطفوا من قبل ناشطين تابعين لحماس قاموا حسب روايتها بقتلهم- لم تكن هذه الحكومة بحاجة لهذه الدراما من أجل أن تقوم بهجوم أو حرب جديدة على قطاع غزة. فالاغتيالات لناشطين فلسطينيين من فصائل متعددة سبقت هذه القصة، حتى حين كان الهدوء النسبي يسود خط الحدود بين غزة وجنوب اسرائيل. وكانت القذائف التي تطلق من غزة، وهي محدودة العدد، تسقط في أرض خالية، ولا تسفر عن أي ضحايا، ومع ذلك كانت اسرائيل ترد عليها في حينها أولا بأول، ومن باب المحافظة على ما تسميه بالردع العسكري.
غير أن التغيرات والتطورات في العالم العربي، وخصوصا في دول الطوق، سارت لمصلحة اسرائيل حيث تفرغت كل من مصر وسوريا لحل مشكلاتهما الداخلية، ولم تعد القضية الفلسطينية في وارد اهتمامات الدول العربية. ومع إغلاق أنفاق غزة، وتجفيف موارد حماس المالية، فإن اللحظة أصبحت مواتية- وفقا لتحليلات العديد من المعلقين والسياسيين الاسرائيليين، لشن عملية عسكرية اسرائيلية واسعة النطاق على القطاع. وهذا ما بدأ بالفعل الليلة قبل الماضية، وحدد له سقف مرتفع من الأهداف يتمثل، وفقا للمتحدثين بلسان الجيش الاسرائيلي، في تدمير قدرات حماس الصاروخية، وإنهاء ما يسمى بتهديداتها على التجمعات السكانية جنوب اسرائيل.
ومن السهل بطبيعة الحال إعداد الخطط وتحديد الأهداف للعدوان الاسرائيلي الجديد على القطاع، لكن العواقب المترتبة عن هذا العدوان لا يمكن تقديرها إلا بعد أن تضع الحرب أوزارها. ولا يشك أحد في أن الجيش الاسرائيلي يمتلك من العدد والعتاد ما يمكنه من شن حرب واسعة النطاق على القطاع، ذي الكثافة السكانية العالية، وربما احتلاله. لكن السؤال هو :ما هي الكلفة التي سيتحملها المواطنون الغزيون الأبرياء العزل نتيجة هذا العدوان، وهم الذين ما يزالون يعانون ويلات حربين شنتهما اسرائيل على غزة عامي ٢٠٠٩ و٢٠١٢ وأسفرا عن مئات الضحايا وآلاف المصابين، وعن تدمير هائل في البنية التحتية ما يزال ماثلا للعيان، وتشريد آلاف من السكان لم تتوفر لهم بعد إمكانية الإيواء الإنساني؟.
وما الذي ستستفيده اسرائيل من هذا العدوان، الذي لن يخفف الاحتقان والتوتر الناجمين عن استمرار الاحتلال والاستيطان في الأراضي الفلسطينية، والحصار الخانق لقطاع غزة؟. العالم كله سيرى جيشا مدججا بالسلاح، يعتبر نفسه من أقوى الجيوش على ظهر البسيطة، يهاجم ويغزو شريطا ضيقا من الأرض مزدحما بالسكان، الذين معظمهم من اللاجئين من نكبة ١٩٤٨. وإذا كانت حماس تمتلك آلافا من الصواريخ، كما تقول المصادر الاسرائيلية، فهل هذه الصواريخ في فعالية وفتك الصواريخ والقذائف التي تلقيها الطائرات والدبابات والمدافع والبوارج الحربية الاسرائيلية، مباشرة وبدقة عالية على القطاع، فتصيب الأبرياء والناشطين معا ودون تمييز، كما حدث في الحربين السابقتين، وما بينهما وقبلهما وبعدهما؟.
ثم ما هي التداعيات لمثل هذا العدوان الذي تشنه اسرائيل في شهر رمضان المبارك، والناس صائمون، على الرأي العام العربي والأوضاع الداخلية في الدول العربية. وما تأثيره على الرأي العام العالمي الذي بدأ يتحرك ضد الممارسات الاسرائيلية، خصوصا بعد قتل الطفل محمد أبو خضير وحرقه حيا، وتعذيب قريبه طارق بهذا الشكل البشع؟.
هذه الاعتبارات وغيرها يحسن بالحكومة الاسرائيلية أن تأخذها بعين الاعتبار قبل أن توسع من عملياتها العسكرية، وقبل أن تنفذ أهدافها المتمثلة في إعادة احتلال القطاع كما تقول. فهي أهداف خطيرة العواقب بكل المقاييس. ومن الأفضل، والحالة هذه، صرف النظر عن هذا العدوان وتهدئة الوضع لمصلحة الجميع، اسرائيليين وفلسطينيين وعربا على حد سواء.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...