الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

ليكن عيد الحداد على ضحايا فلسطين

الكاتب: ابتسام اسكافي – القدس

انتهى شهر رمضان المبارك، وهو الشهر الذي شهد هذا العام مجازر مروعة بحق الشعب الفلسطيني في (غزة) حيث تمارس حرب استنزاف دموية ضد الشعب الفلسطيني من قبل اسرائيل التي تتسلح بالعديد من المرتكزات اللوجستية المالية والسياسية الذاتية والدولية القائمة تاريخيا على استراتيجية الاحتلال.
في المكان والزمان الفلسطيني لا امتيازات للعيد في القدس والضفة وغزة وفلسطين الداخل وكافة اماكن اللجوء والشتات، فالضحايا هم من فلسطين، من اللاجئين عام 1948 أي من حيفا ويافا وتل الربيع وعكا وصفد والنقب المحتل وكل مكان فلسطيني تم محوه بالكامل منذ ذلك العام المشؤوم وما تبعه من اعوام حملت معها كثيرا من المآسي التي مورست على الشعب الفلسطيني من قبل محتل وجد الدعم من كافة الاطراف المتواطئة..
على مر التاريخ حملت ايام العيد مرارة الالم والتشريد للفلسطينيين لكن سيكتب التاريخ اليوم عن عيد الحداد والموت حيث سيكون يوما لحكايات التضحية بالشعب الفلسطيني وموت الاطفال الذين استشهدوا دون ذنب وعلى مرأى من العالم، سيحكى عن عيد مليء بمشاهد الدمار والخراب والعتمة والجوع والعطش والخوف والتشرد والضياع حيث يسود الصمت وتخبو اصوات الفرح واصوات الاطفال في يوم عيد انتظروه طويلا علهم يحظون بهدية او عيدية يتلقونها من الكبار ليبتاعوا الحلوى وبعضا من الالعاب التي يلهون فيها مع اقرانهم من الصغار.
في العيد هذا العام ،تكفي مشاهد المجازر في الشجاعية ورفح وعبسان والمغازي وبيت حانون وخانيونس.. تكفي مشاهد اشلاء الاطفال والنساء والشيوخ والشبان، والدمار الشامل للبيوت والمساجد والمستشفيات لتعبر عن عزلة الفلسطيني ليواجه مصيره امام العالم، وكيف تهون روحه من اجل مشاريع استيطانية سمح لها ان تبدل مسار التاريخ على حساب شعب آثر حب الحياة والوطن والحرية والكرامة.
سيكتب التاريخ في يوم العيد عن الذين رحلوا والذين لم يرحلوا وهم الذين لم ينسوا مأساة تضاف إلى مآسي الشعب الفلسطيني في فلسطين ولبنان وسوريا والاردن وفي مخيمات فلسطين وسيكتب عن الذين يخطون مشروع التحرير بالدماء والدموع سائرين على درب الشهداء ناجي العلي وعز الدين القسام واحمد ياسين وياسر عرفات وابو جهاد وابو علي مصطفى وعمر القاسم...
من يكتب التاريخ! هم الذين تبدل انتظارهم للعيد إلى انتظار للقذائف التي تخطف الارواح، من تبدل عامهم الدراسي عامهم الجديد وصفهم الجديد في مدرسة تقدم التعليم إلى مدرسة تحولت ملاجئ يختبئون فيها حتى لا تقصف ارواحهم واجسادهم الغضة.
في العيد هناك اطفال فلسطينيون زاد عددهم عن مائتي طفل زهقت ارواحهم قبل العيد وهناك الآلاف من الجرحى صامدون بأجسادهم المتعبة والضعيفة والمجروحة. يفكرون في الصمود ولا يفكرون في العيد يفكرون بالحياة الكريمة وليس بهدية، يختزنون بذاكرتهم حب الوطن والاستعداد للصمود في المعركة ولا يفكرون بعيدية يخزنونها في (الحصالة) يفكرون بسجل جديد من التاريخ المليء بالقسوة والقهر ولا يفكرون بالذهاب في رحلة استجمام في يوم العيد يفكرون بكلمة او صورة او خبر تدلهم على قريب ضاع في المعركة ولا يفكرون بجهاز كمبيوتر او تلفزيون يلهون فيه.
عدد ايام العيد ثلاثة ايام تمر وترحل وكأنها لا شيء يذكر امام ايام وليال طويلة من الالم، لا تتوقف ولا تنتهي الا بانتهاء الاحتلال، عدد ايام العيد لا تكفي ليجد من استيقظوا من غيبوبتهم عائلاتهم وذويهم ولا تكفي ليعود الهائمون على وجوههم إلى منازلهم ولا تكفي للبحث عن الام والاب والابن والابنة والاخوة والاهل والاقارب حيث من لا مكان لهم في الحياة لا مكان لهم في العيد.
اماكن اللعب واللهو المرتب لها في العيد على شاطئ غزة وفي المنزل والبيوت والحارات والازقة ذهبت بفعل القذائف والصواريخ، اوقات المتعة العائلية المنتظرة على مائدة الطعام في العيد وغير العيد ذهبت مع قسوة الاحتلال، اوقات السعادة ومبادلة التهاني في العيد ذهبت مع اوجاع الموت ودموع الالم فأصوات الفرح نامت مع اصحابها النوم الاخير.
في فلسطين غابت الفرحة من بيت محمد ابو خضير ومن بيت شهيد حوسان والرام والخليل ورام الله وكل بيت في غزة حيث لا مكان لاطفال فلسطين في الحياة اذا لا مكان لهم في العيد، ومن لا مكان له في البيت وصار التهجير في المدارس بديلا له ولبيته فلا عيد له ونحن لا عيد لنا.
لا طعام للعيد ولا ملابس للعيد ولا فواكه ولا حلويات ولا كعك العيد واطفال فلسطين محرومون من كل هذا وغيره. فاليوم نحن فاقدون لاطفالنا وجزء مهم من ابناء شعبنا لدينا شهداء ومصابون ومشردون ومقهورون ومطاردون بقذائف الموت، لذلك فنحن لا نستحق العيد.
يوم العيد هذا العام؛ يجب ان يكون عيد الحداد على شهداء فلسطين يوم خوض المعركة على الذات، يوم نتعالى فيه على جراحنا وخلافاتنا، يوم نطلق فيه صوت الحرب على الظلم، يوم نستنهض فيه هممنا الوطنية لنعبر عن متحد وطني، لنقول فيه للعالم العربي وقبله الاسلامي: لكم عيدكم ولنا يوم حدادنا حين لم تستنهضكم صور القتل والدمار لاطفال باتوا تحت التراب، انه يوم حدادنا حين باتت جراحنا مصدر متعة لكم ودموع اطفالنا ماء تغسلون به عاركم وثيابكم التي تكتبون بها بيانات شجبكم واستنكاركم المزيف عبر شاشات محطاتكم.
فيوم عيدنا هو يوم تتعرى به وجوهكم امام العالم أكثر فأكثر فتاريخنا حافل بتخاذلكم امام قضيتنا.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...