الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:41 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:16 PM
العشاء 8:36 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

نظرة على مراكز الإيواء

الكاتب: رامي مهداوي

نزح ما يقرب 450 الف مواطن من المناطق الحدودية الشمالية والشرقية من قطاع غزة جراء القصف المستمر على المنازل، ما أدى الى تحويلها الى أنقاض، والشاهد على ذلك مدينة بيت حانون، الشجاعية، خزاعة، شرق رفح، وأماكن مختلفة. فما كان من السكان وللحفاظ على حياتهم الا أن يلجؤوا الى هذه المراكز المتمثلة في مدارس وكالة الغوث الدولية والتي فتحت أبوابها للنازحين.
يقول (م.ف) من سكان بيت حانون بأنه "تم الاتصال بهم من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي للخروج من المنازل الساعة الثانية صباحاً، بالتالي خرج ما يقارب 170 مواطنا لمدرسة في معسكر جباليا مشياً على الأقدام_ تقريباً مسافة 5 كيلومترات_ وطلب منهم أن يشعلوا كشافات وكانت الطائرات بدون طيار فوقهم حتى وصلوا مدرسة بيت لاهيا الواقعة في بداية معسكر جباليا من الناحية الشمالية.... في ظل الخوف والتعب لدرجة الإرهاق المميت وصلنا الى المدرسة ولم نجد بها الماء حتى نتسحر عليه ولا فراشا ولا غطاء. اسبوع كامل كان النوم على البلاط أو الإسفلت والسماء هي الغطاء، وطعامنا فقط حبات قليلة من التمر وقت الفطور والسحور".
هذا هو حال جميع مدارس الإيواء في الأيام الأولى من النزوح، هناك عائلات لم تفطر إلا على حبة بندورة وخيارة، ولم يجدوا ماء الشرب، فشربوا من مياه غير صالحة لشرب الإنسان أو الحيوان!! وخلال الإطلاع على مراكز الإيواء بالمدارس، ففي غرفة الصف المدرسية الواحدة يمكث بها أكثر من 50 مواطنا ينامون على البلاط، ويوجد 10 حمامات صغيرة ،فتجد النازحين يصطفون لقضاء حوائجهم _ غير مؤهلة للاستحمام_ بل هي مخصصة لقضاء حوائج الطلاب. وبحسب التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة يعتمد قطاع غزة على خزانات المياه الجوفية كمصدر أساسي للمياه والتي استنزفت على مدى عقود. هذا الأمر أدى إلى جعل أكثر من 90% من المياه في غزة غير صالحة للشرب. وذات التقرير يشير أن المياه ستنعدم فعلياً في غزة بحلول العام 2020.
ويبلغ عدد النازحين في المدرسة الواحدة 2000 مواطن، مع الإشارة بأن حوالي 100 الف نازح سيبقون في أماكن الإيواء بسبب تدمير بيوتهم بشكل كلي. (ه.ص) من سكان بيت لاهيا منزلها عبارة عن ركام قالت لي إنها هي وأطفالها لم تستحم أكثر من أسبوع بسبب عدم توفر المياه الكافية، وأيضاً لا يوجد هناك حممات مخصصة للاستحمام، "مما أدى الى إصابتي أنا وأطفالي بمرض جلدي، أما ابنتي البالغة من العمر 10 سنوات أصيبت بحمى شوكية، مكثت بها في المستشفى 4 أيام".
هذا راجع الى عدم تأهيل المدارس بالأعداد الكبيرة من السكان والمبيت، أغلب الذين تحدثت معهم اشتكى من عدم توفر مياه الشرب بالإضافة الى عدم وجود الخصوصية بين العائلات، ومن خلال الملاحظات السابقة يجب الإسراع في الحلول الجذرية، وتتمثل في توفير عيادة طبية أولية في كل مدرسة لمتابعة الحالة الصحية للمواطنين، والإسراع بإرسال حمامات متنقلة إضافية مهيأة للاستحمام وقضاء الحاجة، بالإضافة الى معرفة الحاجات الأساسية التي مازال هناك حاجة لها ولم تتوفر بعد هذه المدة.
يجب أن أشير بشكل سريع أن حكومة التوافق التي كان برنامجها هو الاعداد للانتخابات وعمل توحيد شقي الوطن، وجدت نفسها امام مهام جديدة كليا، وهي الايواء والإغاثة وإعادة الاعمار، وربما هذا الجهد ولعودة الامور لسابق عهدها يحتاج للعمل 5 سنوات ليل نهار على الأقل، وإذا ما نظرنا فقط بالعين نجد بأن وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية قامتا وتقومان بكل ما لديها من إمكانيات، مع الأخذ بعين الاعتبار السؤال الاساسي هو مدى سيطرة غرفة الطوارئ المركزية التي أنشأتها الحكومة على مجريات الامور فيما يتعلق بالإغاثة والإيواء، فعليا الغرفة تسيطر نسبيا وهناك عدم سيطرة في عملية التوزيع بقطاع غزة، حيث لا زالت حماس ومؤسساتها هي القوة على الارض وتقوم بالسيطرة على كل ما يرد القطاع من مواد، وهنا على الحكومة أن تقوم بالتأكد بأي وسيلة كانت من أن جميع من يحتاج الى أي مساعدة من النازحين يصله ما يحتاج له وضمن عدالة اجتماعية للنازحين وليس محمد يرث ومحمد لا يرث!!
يقول صديقي أنور حمام الوكيل المساعد لشؤون المديريات في وزارة الشؤون الاجتماعية "عملية ايجاد حلول ناجعة وفعالة لكل ابناء شعبنا الذين هجروا من بيوتهم التي دمرتها آلة الحرب الاسرائيلية تحتاج الى جهود كبرى على المستوى الوطني، المطلوب الآن أن يتم وضع خطط غرفة الطوارئ المركزية موضع التنفيذ عبر استئجار كل الشقق الفارغة من اجل ايواء ما يمكن إيوائه، وترميم بعض المنازل المتضررة جزئيا للإسراع بعودة السكان الى منازلهم، وكذلك توفير البيوت الجاهزة المؤقته "الكرفانات" من اجل ايواء العائلات بأقصى سرعة لحين اعادة بناء البيوت التي دمرتها الحرب."
للتواصل:
بريد الكتروني mehdawi78@yahoo.com
فيسبوك RamiMehdawiPage

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...