الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:32 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:42 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

أين إسرائيل في الحملة على «داعش»؟

الكاتب: محمود الريماوي - القدس

هناك طريقة مثالية ونموذجية من وجهة نظر إسرائيلية عبّر عنها وزير الداخلية الاسرائيلي المستقيل جدعون ساعر بقوله: إن الأردن قد يكون عاجزاً عن التصدي ل"داعش"، بما يثير مخاطر تمدد هذا التنظيم عبر الحدود وهو ما يملي ضرورة ضم غور الأردن (المقصود من الجهة الفلسطينية) إلى إسرائيل .
بهذا تتم ترجمة وجود "داعش" وتمدده، إلى جعله ذريعة للتوسع في الأراضي المحتلة وضم أراض فلسطينية إلى اسرائيل . كل شيء يمكن أن يشكل ذريعة للتوسع: وجود حماس، تحريض السلطة ضد الاحتلال، "داعش" والقاعدة . علماً بأن تنظيم "داعش"، كما تنبىء تحركاته وبرامج انتشاره، لا يضع الاحتلال على أجندته، حتى إن هناك أقوالاً منسوبة لقادة في التنظيم قالوا فيها "إن الله لم يأمرنا بقتال إسرائيل"! .
حلم إسرائيل
مع ذلك، فإن اسرائيل تحلم وتهجس دائماً بأن لا يملك العرب والمسلمون قطعة سلاح واحدة، وأن يقتصر التسلح عليها . فإذا ما نشأ أي تنظيم مسلح في الديار العربية والإسلامية، فإن المطلوب من حامليه أن يوجهوه إلى أشقاء وشركاء لهم في الوطن، وأن يتخلوا في ما بعد عن هذا الأسلحة .
إضافة إلى تفوهات الوزير المستقيل بخصوص الأردن وعجزه المزعوم عن الدفاع عن نفسه والتي دحضتها الوقائع، فإن ظهور "داعش" وفّر للاحتلال فرصة النفخ في العداء للإسلام والمسلمين، ولكل ما هو إسلامي، واعتبار الصراع مع هؤلاء هو الأولوية التي يجب أن يتجند لها العالم كله . وهذا رأي إسرائيلي قديم، سابق على نشوء "داعش"، لكن ظهور هذا التنظيم الإرهابي منح فرصة جديدة للإسرائيليين كي يصرفوا أنظار العالم عن احتلالهم لأراضي الغير، والتركيز على أمور أخرى، ومنها الادعاء بأن كل جماعة إسلامية فلسطينية وعربية هي "داعش"، وفي هذا قال نتنياهو إن حماس هي "داعش"، وقد رد ناطق باسم الحركة (سامي أبو زهري) قائلاً: إن هذه الاتهامات لا تنطلي على الدوائر الغربية، ودعا الغرب إلى تحمل مسؤولياته تجاه الاحتلال الإسرائيلي وغير المسبوق في العصر الحديث . فيما رد النائب في الكنيست محمد بركة وزعيم الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، بالقول إن الأقرب إلى "داعش" هي حكومة نتنياهو، التي سبقت هذا التنظيم في اقتراف الانتهاكات، وما زالت اعتداءاتها ضد المدنيين في غزة ماثلة في الأذهان .
البحث عن الدور
على أن اسرائيل لا تجد لها بعدئذ مكاناً أو دوراً في الحملة على هذا التنظيم، ولا طلب عليها بهذا الخصوص حتى من أوثق حلفائها الأمريكيين، فنشاط "داعش" بعيد عن الأراضي المحتلة، حتى إن صحيفة "هآرتس" كتبت خلال الحرب على غزة "إنه شيء رائع ان تُضرب غزة ولا يهدد "داعش" إسرائيل.
وهو ما يجعل الزعماء الاسرائيليين يتخبطون ويُلقون كلمات في الهواء ويسعون سعياً محموماً للفت الأنظار إليهم بالزعم أن "داعش" يستهدف إسرائيل، وأن الحملة على التنظيم هي حملتهم، فيما المحاكم الدولية ما زالت تنتظر تحريك قضايا ضد الجيش الاسرائيلي وحكومة نتنياهو للمساءلة عن الجرائم التي ارتكبت بحق مدنيين ومرافق مدنية المرة تلو المرة في غزة، وأماكن أخرى في الأراضي المحتلة .
إن توقيع العقاب بمجرمٍ ما مثل "داعش"، لا يجُبّ انتهاكات آخرين يتمادون في سلب حقوق الغير، ثم إنكار هذه الحقوق والسعي إلى الفتك بأصحابها .
لقد تغذى "داعش" في أيديولوجيته الدموية من بيئة شرق أوسطية زاخرة بعقائد العنف والكراهية والتحريض عليهما، ويتصدر الاحتلال الاسرائيلي منذ نحو قرن من الزمن، مصادر العنف ومنابعه الأولى، ووقائع التاريخ لا يطمسها شيء، حتى إن نفراً من الاسرائيليين ومن اليهود أقروا بالكثير من هذه الوقائع: إسرائيل شاحاك، شلومو ساند، ايلان بابيه، المحاميتان ليئا تسيمل واليفرا باتيشكو، حركة ناطوري كارتا اليهودية التي لا تعترف بالصهيونية، وشخصيات أخرى عدة، ومثل هؤلاء، وبعضهم راحلون، يُحرمون أو حرموا من الظهور في وسائل الإعلام في "واحة الديمقراطية" .
الادعاء الاسرائيلي
من السخف المتهافت الادعاء الاسرائيلي بالحرب على الإسلام السياسي المتطرف ومثاله الحالي "داعش" . واقع الأمر أن أصوليين يهود خاضوا، ويخوضون الحرب ضد شعب آخر هو شعب فلسطين بكل مكوناته الدينية والطائفية والاجتماعية، ومقابل الإسلام السياسي المتطرف هناك الأصولية اليهودية المتطرفة التي تشن حرباً دينية على غير اليهود في سبيل الاستيلاء على أراضيهم .
لا مكان لاسرائيل في الحرب على "داعش"، ومثل هذه الحرب كان حريّاً بها أن تستهدف التطرف الحاكم في اسرائيل، لو أن المعادلات كانت في عالمنا غير المعادلات القائمة . ولو كانت الولايات المتحدة تقف ضد كل إرهاب، أياً كان مصدره ولبوسه، لا أن تقتصر حملاتها المحقة على إرهابٍ ما، وتستثني آخر أقدم عهداً وأشد خطورة وأفدح في نتائجه..

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...