اقتربت ساعة الحسم في الاقصى ولا بد من قمة عربية واسلامية
الكاتب: حديث القدس – القدس
منذ سنوات وغلاة المتطرفين اليهود من رسميين وقيادات ومنظمات واحزاب يمارسون سلسلة متواصلة من الاقتحامات والدعوات للاقتحام واقامة ما يدعونه من هيكل في المسجد الاقصى، وتزايدت الاعداد وممارسة طقوس احتفالية ودينية، وصارت شبه يومية وخاصة في الاعياد والمناسبات عندهم. وكنا نسمع، كما كان الجميع يسمعون، دعوات واضحة وصريحة لاقتسام الزمان والمكان في الحرم القدسي ... وكانت الحفريات تحت الاقصى والمصادرات للارض حوله وفي محيطه جزءا من المخطط الاوسع.
وكان هؤلاء المقتحمون ومن يقف وراءهم ويدعمهم، يرون التخاذل العربي والاسلامي في ردود الفعل، على كل ممارساتهم، فيزدادون غطرسة واندفاعا نحو تحقيق اهدافهم من ناحية رسمية بعد ان خلقوا اجواء من الاعتياد على اقتحاماتهم المتكررة، وكان لهم في ما حدث في الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل قدوة تشجع حيث اقتسموا الزمان والمكان وضيقوا الخناق على المنطقة كلها واغلقوا الحرم كله في وجه المسلمين في اكثر من مرة واكثر من مناسبة.
وان كان هناك فلسطينيا وعربيا واسلاميا، من كان يكتفي بالتنديد او يدعو اسرائيل الى عدم الاقدام على تقسيم الزمان والمكان ويحذر بالكلام من اثارة حرب دينية، فقد حان الوقت للانتقال من الكلام الى الفعل ومن التنديد الى الاجراءات ومن التحذير والنداءات، الى الاستيقاظ من وهم التراجع الاسرائيلي.
لقد قررت اللجنة البرلمانية المختصة في الكنيست طرح مشروع قرار في الشهر القادم، اي خلال فترة قصيرة جدا، يدعو الى تقسيم الزمان والمكان في المسجد الاقصى بين اليهود والمسلمين، واذا تحقق ذلك فان اي قرار كهذا سيكون كارثة حقيقية، وحتى لو لم يتفقوا على قرار كهذا فان مجرد مناقشة الامر وبهذا الوضوح في الكنيست يعني ان المخطط اقترب من مرحلة التنفيذ ان لم يكن التنفيذ قد تقرر فعلا.
إزاء هذا الوضع فان المطلوب قمة عربية واسلامية عاجلة تدعو اليها الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي لمواجهة الاخطار التي تحدق في ارض الاسراء والمعراج واولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومن مسؤولية السلطة الوطنية قبل الجميع ومن مسؤولية الاردن ايضا وقبل الجميع، اتخاذ زمام المبادرة نحو تحرك كهذا لاستصدار قرارات ميدانية ذات تأثير وليس مجرد بيانات... وكلام شجب وتنديد.
لقد اقتربت ساعة الحسم في المسجد الاقصى وسيسجل التأريخ ما الذي نفعله وكيف هي ردود فعلنا على كل المستويات الفلسطينية والعربية والاسلامية .. والتاريخ لن يرحم متخاذل او عاجز عن حماية واحد من اهم المقدسات .. وعلى اسرائيل ان تدرك ان خطوة كهذه ستكون مفترق طرق جديد في تاريخ الصراع وستعزز التوجهات والحروب الدينية التي نراها .. !!
