الحملة الدولية ضد الاستيطان ... وجنون الغطرسة الاسرائيلية
الكاتب: حديث القدس – القدس
تحركت السلطة الوطنية لمواجهة الاستيطان باتجاهين: الاول طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الامن والثاني توجيه الرئيس ابو مازن رسالة عاجلة الى الادارة الاميركية والطلب منها التدخل لوقف الاستيطان وربما اقناعها بعدم استخدام الفيتو في مجلس الامن ضد اي قرار محتمل بهذا الخصوص.
على المستوى العربي تحرك الاردن وصدرت تصريحات قوية من مسؤولين كبار ضد اي تحرك اسرائيلي لتغيير الوضع القائم في المسجد الاقصى على ضوء الاقتراح المقدم للكنيست بالغاء الوصاية الاردنية وقد وصلت هذه الانتقادات حد القول، كما نقل عن السفير الاردني لدى اسرائيل، انها تهدد اتفاقية السلام بين الدولتين، وكذلك ما نسب الى رئيس مجلس النواب الاردني من قول ان ممارسات اسرائيل لها اخطار لا تقل عن الاخطار التي يشكلها تنظيم "داعش".
على المستوى الاوروبي تحرك مكتب المسؤولة عن الشؤون الخارجية كاثرين اشتون وطلب ايضاحات عن المشاريع الاستيطانية الجديدة وقال مصدر اوروبي ان اشتون اكدت ان مصير العلاقة الاوروبية الاسرائيلية يتوقف على قضية الاستيطان التي تهدد حل الدولتين. وكانت وثيقة اوروبية رسمية، قبل ايام قليلة قد رسمت "خطوطا حمر" تتعلق بالاستيطان وتهديد حل الدولتين.
حتى على المستوى الاميركي تتوتر العلاقات حتى ان وزير الدفاع الاسرائيلي تم منعه من مقابلة عدد من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الاميركيين، مما اغضب اصحاب القرار في اسرائيل وتحدثوا عن ازمة في العلاقات.
علاقات اسرائيل اذن، مع العالم كله تقريبا لم تعد ايجابية وتتزايد الانتقادات والمعارضة لممارساتها سواء الاستيطانية او التهويدية في القدس وضد المقدسات، ومع هذا فان جنون القوة والغطرسة والعمى السياسي يدفع رئيس وزراء اسرائيل الى التحالف مع كبار وغلاة المتطرفين في حكومته ضد الرأي العام الدولي، ويتحدى العالم ويعمل على ارضاء هؤلاء بقرار اقامة المزيد من المباني الاستياطنية.
السؤال الكبير الى اين تقود اسرائيل هذه السياسة ؟ والى اين تجر هذه السياسة المنطقة كلها وفي المقدمة مساعي السلام وحل الدولتين والعمل على وأد التطرف والعنف لا تغذيته؟
ربما تستطيع اسرائيل ان تقرر ما تريد وتفعل ما تريد من توسع وادارة الظهر لكل العالم، لكن المستقبل القريب وليس البعيد ينذر باسوأ العواقب والنتائج ويجر المنطقة الى جحيم التطرف وعدم الاستقرار.
اضاءة تونسية
في ليل العالم العربي وسط الاقتتال والتفجيرات والدماء التي تسيل بغزارة في العالم العربي ووسط الوضع المظلم والمستقبل الذي يبدو اشد سوادا، تظل علينا التجربة التونسية ببادرة أمل وبشرى خير وتفاؤل بالمستقبل.
لقد اتفق الجميع بعد مخاض طويل ونزاع عنيف بين القوى والاحزاب، على اللجوء الى صناديق الانتخاب ليقول الشعب كلمته، وبعد مخاض طويل ونقاشات معمقة جرت الانتخابات الحرة امس، وفاز حزب نداء تونس العلماني بالاغلبية، مبدئيا، واعترف حزب النهضة الاسلامي بذلك وهنأ الفائز وارتضى بقرار الشعب.
ان ما ينقصنا في العالم العربي هو هذه الديمقراطية والاحتكام الى الشعب وليس الى السلاح. اننا نحيي ونبارك للاخوة التونسيين بهذه التجربة الرائدة، كما نقدر موقف حزب النهضة الاسلامي الذي استوعب الدرس المصري جيدا. وفي الختام لا بد من ان نتذكر الرئيس الرائد الحبيب بورقيبة الذي اسس لدولة متقدمة وبنى شعبا واعيا.
