الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:38 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

عن غسان ومنال وأعداء الثقافة

الكاتب: معن سمارة

في العامين الأخيرين كرم العالم في أكثر من مناسبة الشاعر الفلسطيني غسان زقطان، وذلك لأن شعره وصل للعالم كله، وقد حصل زقطان في هذا الإطار على أكثر من جائزة في الشعر مثل جائزة جريفن العالمية، وكذلك وجود اسمه ضمن المراهنات النهائية لجائزة نوبل العالمية للآداب. ورغم هذه الحفاوة الدولية والعربية به إلا أنه قد قوبل بخيانة ثقافية فلسطينية تمثلت في التنكر له، ولما يؤسس له في الأدب الفلسطيني والإنساني بشكل عام مثلتها معظم الجهات الثقافية الرسمية ابتداء من بيت الشعر الفلسطيني، مرورا بوزارتي الإعلام والثقافة، وبعض المؤسسات الثقافية الأخرى، وانتهاء بإتحاد الكتاب الفلسطينيين، ( ونستثنى هنا التكريم الخاص من قبل الرئيس عباس بمنحه وسام الاستحقاق الفلسطيني).

ولعل هذا التنكر والإجحاد لم يكن رسميا فقط، بل وزاد من وتيرته بعض الأصوات ( مدعية الثقافة والأدب في فلسطين) الذين بثوا سموم أقلامهم ضد زقطان، واستكثروا على البلاد أن يكون فيها مبدع وعالمي مثله حتى وصل البعض لإتهامه بالزواج من يهودية. وهنا ومن باب السخرية ربما يتوجب علينا التحقق من أن الزميلة فاتن فرحات من أصول يهودية وإسرائيلية أم ماذا؟؟؟
وما حدث مع الشابة الفلسطينية منال موسى في الآونة الأخيرة حيث تعرضت لهجوم ثقافي وأيدلوجي كاسح ينطوي تحت ذات الإطار في التخبط الثقافي الفلسطيني، وما يمكن أن نطلق عليه ( الغيرة والفراغ وغياب مفاهيم التنافسية والبحث والبناء في المقولة الثقافية والفنية الفلسطينية)، فتم اتهامها باليهودية والخدمة في الجيش الإسرائيلي، والتطبيع. رغم أن المتتبع لسيرة منال الفنية، وبمجرد بحث بسيط على موقع يوتيوب يدرك تماما عملها على مشروعها الخاص في إعادة إحياء الغناء التراثي الفلسطيني.
ولم ينتبه هؤلاء على الإطلاق لضرورة احتضان هذه التجربة، وتوفير كافة مقومات النجاح لها، كونها يمكن أن تمثل نموذجا في التصدي للاحتلال ومحاولاته طمس الهوية العربية الفلسطينية في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948.
في العام 2010 وأثناء عملي ومجموعة من الأصدقاء الكتاب الشباب في التأسيس في الجسم الأدبي الفلسطيني، وإبراز المواهب الأدبية الشابة تعرضت لتهديد هاتفي بالقتل على دوار المنارة من رئيس أحد المؤسسات الثقافية الأدبية الفلسطينية لانتقادي لدوره والمؤسسة التي يديرها بما يخص الشباب، هذا طبعا إضافة لما قام به أحد المدراء العامين في إحدى الوزارات من إتلاف لتوصية من رئيس الوزراء آنذاك الدكتور سلام فياض تقضي بطباعة 4 أعداد فصلية من مجلة أدبية كنا نحاول إصدارها تحت مسمى " نوافذ الثقافة" وذلك لأننا كنا مجموعة مستقلة رفضت أن تلتحف بغطاء أي من مجموعات الانقسام الثقافي والمجتمعي الفلسطيني.
يمكن اعتبار هذه الأمثلة هي النموذج الواسع لتعامل قيادة الثقافة والفن في البلاد مع أي صوت فلسطيني مبدع ومتميز...
نموذج يعتمد على الإقصاء والمحاربة والتهميش، بل والقتل أحيانا...
نموذج يرتكز على الافتقار لأدنى مقومات المسؤولية الوطنية والأدبية...
نموذج يعتمد على ذبح أي فكرة أو رؤية لتطوير الحال والبنية الثقافية والمعرفية ...
نموذج يطمس الحاضر والمستقبل الفلسطيني بكل معانيه وتوجهاته....
أعتقد أنه على الجهات الثقافية والمعرفية الفلسطينية أن تفسر لنا ما تقوم به من محاولاتها المستمرة لقتل الإبداع والتميز، وأن تفسر لنا دورها الحالي في تطوير وبناء معالم ثقافة تنويرية فلسطينية في ظل الجهل القاتل في المجتمع الفلسطيني، وإشارات الظلام والتخلف القادمة من داعش وأقرانها في فلسطين.
عليهم أن يقولوا لنا لماذا هذا القتل اليومي لغسان؟ وللشعر؟؟
وأنني، بصفتي مواطنا فلسطينيا عاديا، أطالب شركات الاتصالات في فلسطين، وكافة شركات ومنشآت القطاع الخاص الفلسطيني أن تكشف لنا سر دعمها لمحمد عساف في العام الماضي، وتقاعسها عن ذلك مع منال وهيثم هذا العام؟
عليهم أن يخبرونا جميعا عن اللوبي الذي عمل على إنجاح تجربة عساف وإفشال التجارب الأخرى...؟؟؟
على شركات الهاتف المحمول في فلسطين ومن باب النزاهة والمسؤولية الوطنية، أن يكشفوا لنا عن فواتير المؤسسات الرسمية والخاصة والشخصيات الاعتبارية التي دفعت أو ما زالت دينا على ذمتها من أجل التصويت لعساف؟؟؟

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...