الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

غزة سوق سوداء

الكاتب: رأي الراية

كان من المفترض أن يشهد قطاع غزة بعد الحرب الطاحنة رفع للحصار "هدف الحرب" أو تخفيف واضح فيه، مع مصالحة حقيقية " كواجب أخلاقي قبل أن يكون وطني" بالنظر لنتائج الحرب الكارثية في كل المجالات، خصوصا بعد أن فاوض الفلسطينيون الاحتلال موحدين، لكن للأسف الشديد تحول قطاع غزة بعد الحرب لسوق سوداء أبرز مبيعاتها كيس الاسمنت الذي أصبح طموح كل صاحب بيت مدمر وشاب يريد أن يبني له ولزوجته واولاده غرفة، حيث أصبح كيس الاسمنت جنة لم تفتح أبوابها لكل المهن التي تنتظر البناء لعمل الحداد والنجار وكل الحرفيين والعمال.

الا أن كيس الاسمنت الذي يدخل كالمخدرات برقابة دولية وتحت نظر الكاميرات ولجان التفتيش أصبح عملة نادرة تتقاذفها السوق السوداء بأسعار ترتفع وتهبط حسب حركة معبر كرم أبو سالم ومزاج ضابط الارتباط، وفي كل الاحوال لم يقل ثمن كيس الاسمنت عن 3 أضعاف، حينما يتيسر لمنكوب عدد من الأكياس جراء هدم جزئي فيقرر بيعها لأولوية الطعام على البناء في زمن البطالة والفقر المرعب.

غاز الطهي دخل السوق السوداء بقوة  بعد دخول كميات الحد الادنى للقطاع رغم موجة البرد التي تزيد من الطلب على الغاز، الان أن ارتفاع سعر البنزين دفع السائقين للاعتماد على الغاز بدل البنزين في وقود السيارات، فتضاعف الطلب على الغاز وأصبح سعر الاسطوانة لمت احتاج للضرورة 100 شيكل بدل 65 شيكل، والفقير له الله والسوق مفتوح لمن معه فقط.

بيع أهم احتياجات غزة من اسمنت وغاز وغيرهما في السوق السوداء هو امعان في اهانة المواطن وصعود صاروخي لمن يتاجر ويدعم من يتاجر في السوق السوداء ويوفر له المبيعات في غياب رقابة حقيقية وحماية جدية للمستهلك وانشغال الحكومة بحيثيات الانقسام بدلا من حل أصل الأزمات، التي نصنعها بيدنا يوميا لطرد غزة من رحمة الله.

لكن التدقيق في جوهر الأزمات وتفاصيل الحياة السرية خلف السوق السوداء يؤكد أن قطاع غزة بالمجمل دخل السوق السوداء السياسية والأمنية وما الاسمنت والغاز الا انعكس للسوق السوداء الكبيرة بأطرافها المحلة والاقليمية والدولية، وشعب غزة اليتيم ليس له الا الله أو موقف شعبي حاسم من قوى الفساد والانقسام.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...