الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

عملية قطع إصبع إيران!

الكاتب: سليمان جودة

أطرف ما فى الحرب على الجماعة الحوثية فى اليمن، أن إيران تدعو الآن.. والآن فقط.. إلى حل سياسى هناك، ثم لا تفعل شيئاً، بعد دعوتها هذه، إلا أن تظل تشجب وتدين قرار الحرب!

إن عودة سريعة إلى أحداث الأيام القليلة الماضية، سوف تكشف لك أن إيران هذه نفسها، لم تكن تنطق بكلمة، عندما كانت جماعتها الحوثية تقتحم العاصمة صنعاء، ولا عندما كانت جماعتها تحدد إقامة رئيس الحكومة اليمنى، ولا عندما كانت جماعتها تحدد إقامة رئيس الجمهورية ذاته، ولا عندما راحت الجماعة تطارد الرئيس، بعد أن تسلل هارباً من صنعاء إلى عدن!

لم نسمع حرفاً وقتها من إيران، ولا من وزير خارجيتها، عن أى حل سياسى.. بل كان العكس تماماً، وبزاوية مائة وثمانين درجة، هو الذى حدث!

كنا، مثلاً، نقرأ عن أن وفداً من الجماعة الحوثية قد طار إلى طهران، وأنه قد عقد مباحثات سياسية مع السلطة فى العاصمة الإيرانية، وأنه قد تقرر بعد المباحثات تسيير رحلات جوية مباشرة من طهران إلى صنعاء، ولأول مرة!

وكنت أنت تسأل عن الصفة التى يتباحث بموجبها الوفد الحوثى مع إيران فلا تجد، ولا يرد عليك أحد، ولا تكلف إيران خاطرها بالإجابة عن السؤال.. ثم الآن.. والآن فقط.. تتكلم عن حل سياسى!

وكنا جميعاً نقرأ عن أن الجمهورية الإيرانية قد تعهدت للوفد الحوثى الذى زارها، بإمداد اليمن بحاجته من النفط ومشتقاته، لمدة عام، وكنا نسأل عن الصفة التى بمقتضاها عقد الوفد الحوثى مثل هذه الصفقة، فلا نجد أحداً يجيب، ولم يكن أحد يستطيع أن يجيب فى طهران، ولا من بين قادة الجماعة الحوثية، لأن الطرفين كانا يعرفان تماماً أنه لا سند من أى نوع للزيارة، ولا لما تم فيها، وبعدها، وبناءً عليها، وأنه لا صفة رسمية للجماعة الحوثية فيما يخص أى شأن فى اليمن!.. ثم الآن.. والآن فقط، تدعو إيران إلى حل سياسى!
وكانت السعودية تدعو أطراف الأزمة فى اليمن إلى حوار فى الرياض، وكانت تؤكد فى كل مرة تجدد فيها دعوتها على أن الجميع مدعوون إلى الحوار، بمن فيهم الحوثيون ذاتهم، فماذا كان الجواب؟!.. كان الجواب هو الرفض، ثم الرفض، ولا شىء غير الرفض من جانب الحوثيين تحديداً!

ومن السهل أن نخمن أن رفضهم لكل دعوات الحوار لم يكن من عند أنفسهم، فلقد كانت إيران، من ورائهم، تزين لهم كل خطوة يخطونها، وكانت تحرضهم على المزيد، وكنا جميعاً نتساءل فى حيرة: من أين جاء الحوثيون بهذه القوة؟!.. ومن أين جاءتهم هذه الشجاعة؟!.. ومن أين يأتيهم كل هذا السلاح الذى يهددون به استقرار دولة بكاملها؟!

وكانت إيران، فى الخلفية، بادية فى كل لحظة، وفى كل خطوة!
وكانت السعودية طويلة البال مع غباء الحوثيين، إلى حد لم يعد معه عندها مجال «لطولة بال» أخرى، ولا لصبر آخر، وهى ترى أن حدودها الجنوبية مع اليمن مهددة.. وبمَنْ؟!.. بمجموعة مغامرة، وغير مسؤولة، ومتهورة، وغبية، اسمها الجماعة الحوثية!

ولم يكن أمام الملك سلمان إلا أن يدعو تسع دول معه، فتستجيب جميعها فى لحظتها، من أجل هدف واحد، هو قطع إصبع إيران فى اليمن!

وحين رأت إيران الدم يسيل من إصبعها راحت تصرخ وتدعو إلى حل سياسى، دون أن تدرك أن دعوتها قد فات أوانها!
* نقلا عن "المصري اليوم"

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...