الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

من يعرّف الأمن القومي العربي؟

الكاتب: جمانة غنيمات

كما هو متوقع، سيطرت قضية اليمن على القمة العربية التي اختتمت أعمالها في شرم الشيخ بمصر، أول من أمس؛ فيما توارت حد الغياب عن اجتماعات القادة العرب، ملفات لا تقل أهمية عن هذه القضية، إن لم تفقها، لاسيما الحرب على الإرهاب وتنظيم "داعش" تحديداً.

وبالنتيجة، فقد بدا ممكنا قراءة اختلاف المواقف العربية حيال العديد من القضايا التي ظلت حتى وقت قريب، الشغل الشاغل للعديد من الدول. إذ لم تحظَ أزمتا العراق وسورية، خصوصاً، بالقدر الكافي من الاهتمام، فيما تُوّج الحديث عن تحالف عسكري ضد الحوثيين بإقرار إنشاء قوة عربية مشتركة لصون الأمن القومي العربي.
لكن سؤال المليون هنا: ما هو تعريف الأمن القومي العربي اليوم؟ فهل يقتصر على تمدد إيران في المنطقة حد السيطرة على أربع دول عربية، كان آخرها الحديقة الخلفية للسعودية؟ وبالتالي، هل يخرج تهديد التنظيمات الإرهابية، بحسب أجندات بعض الدول، من هذا التعريف؟ وهل بات الملفان السوري والعراقي على الهامش، وضمن آخر الأولويات الموضوعة على الطاولة؟

المهمة الرئيسة للقوة العربية المشتركة ليس مواجهة التحديات المتعددة التي تواجه مختلف الدول العربية، لاسيما التنظيمات الإرهابية التي رحّبت هي أيضا بضرب الحوثيين، على اعتبار أنهم أعداء للإسلام. وليبدو أن ثمة تناقضا واضحا، بل وحتى انقلابا على أجندة محاربة التطرف؛ وهو ما يحتاج إلى توقف. إذ كيف تلتقي مواقف أعداء الأمس، إلا بسبب توافق المصالح، وهو إعلان صريح بأنها حرب دينية بين السُنّة والشيعة؟

فالاتفاق المريب على حرب اليمن، يكشف العنوان الأهم والأخطر، بأن عنوان هذه الحرب هو الطائفية والتحارب بين "السُنّية" و"الشيعية". ولعل ما يدلل على ذلك دخول باكستان وتركيا، بصفتهما دولتين سُنّيتين، لدعم الحرب على الشيعة، وإن كان لكل هدفه. إذ يتمثل هدف الأتراك تحديداً في ركوب موجة الحرب لعدم فقدان التعاطف السُنّي، وحتى لا تقطف السعودية وحدها ثمار الود السُنّي.

التحرك لضرب اليمن لم يكن لولا أن دولا في المنطقة شعرت بالضيق، وأن التهديد وصل حتى بابها. لكنها، وضمن ترتيب الأولويات، تغضّ الطرف عن تهديد آخر لا يقل خطورة عن تهديد الحوثيين.

خطورة الحرب في اليمن أنها غير مضمونة النتائج، وربما تتطور لتصبح حربا بالوكالة. والتاريخ يُثبت أن كل الحروب في هذا البلد أثبتت عدم جدواها. وقد كان ممكنا الاكتفاء بحماية الحدود، أما التورط في حرب ربما تطول، مع نتائج غير محسومة، فهي مسألة كان يجدر دراستها بعمق.

بيد أن الظاهر يتمثل في أن السعودية حددت بدقة زمن إطلاق العملية العسكرية في اليمن؛ إذ جاءت تحديدا قبل انتهاء اجتماعات لوزان بسويسرا، والتي ستحدد مصير الاتفاق النووي مع إيران. وذلك لمعرفة المملكة التامة بأن مسلك إيران سيختلف بعد الاتفاق، في حال تحققه. وبالفعل، فقد جاء رد الفعل الإيراني الأولي أقل من المتوقع، لأسباب معروفة.

مرة أخرى، فإن المشكلة اليوم تكمن في تعريف الأمن القومي العربي، ومن هو صاحب الحق في تحديد الأولويات، خصوصا أن أي تهديد قائم اليوم، لاسيما المتجسَّد بالتنظيمات الإرهابية، لن يتوقف امتداده، حتى لو أيدت هذه التنظيمات بشدة توجيه الضربة إلى اليمن، وليبقى المطلوب رؤية عربية مشتركة، يضع تفاصيلها الجميع، بعيدا عن الأجندات الخاصة ببلد بعينه.

 

نقلا عن "الغد الأردني"

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...