الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الأرض سر المعارك

الكاتب: رأي الراية

حضور الأرض الفلسطينية يتسع على جبهات الصراع، لأنها جوهر المعركة والذاكرة التي تصبح وتمسي على مواجهة مع الاحتلال حول الأرض المحروقة بالحروب والحصار، والأرض المنهوبة بالاستيطان والتهويد، وستظل الأرض وجع الفلسطينيين الكبير، ولأنهم منها يقاتلون من أجلها، فالفلسطيني بلا أرض حقيبة مسافرة، أو سجن بحدود الكون، على اعتبار أن الأرض وصية الراحلين الأولى للورثة الذين ينبتون صبرا ومقاومة.

رغم مساعي الموت المدججة بالطائرات والمحملة بقنابل الفتك وحركة الجنود خلف الليل لاعتقال الأمنين، واطلاق الخنازير من المستوطنات نحو ورد الفلسطينيين وزيتونهم، وكل وسائل الشطب البشعة تقابلها الذاكرة بالبقاء واستحضار الأمل.

مرت عشرات السنوات على لحظة الوفاء للأرض والتشبث بها، وتماهي دم الشهداء مع تراب نخيلهم.. يوم الأرض لن ينسى بالتقادم وباشتداد المعاناة وسيزداد الالتحام الفلسطينيين بالأرض رغم اتساع المستوطنة.

المستوطنة التي تتوسع في كبد الفلسطينيين وفي عين العالم، تؤكد وقفية الأرض كوقف انساني وموقف اخلاقي قبل أن تكون ملكية لعشاقها، انها الأرض المباركة بالنص والدم وطهارة المواجهة.

المعركة هنا في فلسطين المحتلة تأخذ أبعادها كاملة في أعراف السياسة، التي تحاول تقزيم المعادلة، لكن جوهر المعركة بين لحم السكان الأصليين وأسلاك المحتلتين وصمت الصامتين.

المعركة الفلسطينية المديدة دفاعا عن الأرض المسلوبة بالقوة، ليست صراع حدودي، لكنها مواجهة مع احتلال يقصف في السودان ودمشق ويغير على بيروت ويغتال في دبي وتونس وطهران ويخطف من أوكرانيا، فحدود الرغبة التوسعية ترسمها الدبابات والطائرات، وفلسطين خط الدفاع الاول عن الحدود المفتوحة والمستباحة بالصراعات والاهمال.

نهب الأرض من تحت بيوت وزينون الفلسطينيين، للأسف يقابله تيه المشاريع السياسية وقهر الحلفاء والأعداء، ويزيد الانقسام من اضعاف الحق وانهاك الضحية، لذلك لا عذر لانقسام الساسة في فلسطين ولضيق الأفق، ولا مغفرة لمن يتوغل في الدم العربي ويهرب من معركته مع الشر المتجدد هنا.

الأرض هي مسرح المواجهة الحقيقي، ومقاومة الانسان الفلسطيني حتمية لأنها دفاع عن الذات حتى تتغير موازين القوة ويحسب للحق حساب.

ورغم ضيق مساحة الامل سيحيي أبناء الأرض العام القادم حبهم للأرض وهم أكثر بأسا بانتظار جيل قد لا يغفر لكنه لن ينسى.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...