الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

سيميوني ومورينيو زعماء دار العجزة!

الكاتب: محمود ماهر

تتعدد وتختلف أساليب اللعب في عالم كرة القدم الحديثة مع اختلاف ظروف وامكانيات كل فريق، فلا يمكن لريال مدريد أن يلعب من أجل الدفاع لمدة 90 دقيقة ومعه لاعبين بحجم رونالدو وبيل وبنزيمة وخاميس رودريجيز، خاصةً وأنه يمتلك في نفس الوقت مدافعين على أعلى مستوى مثل راموس وبيبي وفاران.

على النقيض، فريق مثل فياريال يُعاني دفاعيًا حين تتقدم أجنحته وأظهرته بشكل مبالغ فيه لتأدية الدور الهجومي بسبب ضعف ارتدادهم عند خسارة الكرة، فهناك سوء تغطية من لاعبي الارتكاز والوسط الدفاعي للفراغات والمساحات تزامنًا مع سوء تمركز قلبي الدفاع، ورغم كل ذلك لا ينكمش فياريال إلا فيما ندر، لذا يدفع ثمن تهوره الهجومي هذا ولا يحقق نجاحات ملموسة مثلما يفعل إشبيلية الذي يلعب دائمًا وفقًا لامكانياته وبذكاء تكتيكي مستفز قاده لعدة ألقاب محلية وقارية في غضون ال15 سنة الأخيرة.

من غير المقبول أن يرى عشاق اللعبة لفريق يتمتع بامكانيات رفيعة في جميع خطوطه، ويضطر للانكماش في الخلف بصورة مبالغ فيها كما فعل تشيلسي أمام مانشستر يونايتد على ملعب ستامفورد بريدج مطلع الأسبوع الماضي في الدوري الإنجليزي، وكما يفعل أتلتيكو مدريد دائمًا مع مدربه الأرجنتيني دييجو سيميوني الذي سيواصل مسيرته مع النادي حتى 2020 مثلما يسعى مورينيو تكرار أسطورة فيرجسون...يعني ربنا يصبرنا!!.

لم أجد ما يُبرر الإصرار الغريب من مورينيو وسيميوني للعب بنفس الأسلوب الذي سبب لهما ألمًا لا يُنسى، فمورينيو لعب مدافعًا أمام باريس سان جيرمان في إياب ثمن نهائي الأبطال هذا الموسم رغم إقامة المباراة على ستامفورد بريدج ورغم تعرض إبراهيموفيتش للطرد بعد 25 دقيقة، ورغم امتلاكه للاعبين مثل إدين هازارد ودييجو كوشتا وأوسكار وويليان وراميريز يجيدون التحول من الوضع الهجومي للدفاعي بسرعة قياسية.

وبعد توديعه للبطولة بفارق الأهداف الاعتبارية، عاد ليكرر نفس الأسلوب بغرابة أمام ضيفه مانشستر يونايتد مطلع الأسبوع الماضي، لكن الحظ فقط هو من خدمه في لعبة هدف هازارد حين تغاضى الحكم عن احتساب خطأ على جون تيري لدفعه فالكاو قبل أن تصل الكرة لفابريجاس وأوسكار.

أما سيميوني، فبعد تسجيله لهدف في منتصف الشوط الأول بنهائي لشبونة الموسم الماضي، قرر الانكماش بشكل فظيع في الخطوط الخلفية لتتسلل لنا فكرة تفوقه برباعية أو ما شابه وليس بهدف يسهل تعويضه حتى لو في الدقيقة 93 كما فعل سيرخيو راموس.

الخسارة بالأربعة في النهائي الحلم لم تؤثر على سيميوني، لم تُعلمه أن يستفيد من قدرات لاعب مثل جريزمان وراؤول جارسيا وجابي وكوكي وآردا توران بشكل يمتع ويبهر المشاهدين، فكرر نفس الفكر الشرير أمام ريال مدريد لمدة 180 دقيقة في ربع نهائي الأبطال هذا الموسم ليودع بهدف قاتل في الدقيقة 88 للاعب لم يسجل سوى ستة أهداف منذ مجيئه من مان يونايتد شهرته حبة البازلاء.

هناك نوعان من المدربين العجزة، النوع الأول «متطور فكريًا» لكنه محروم من نوعية معينة من اللاعبين القادرين على تنفيذ أفكاره وجمله التكتيكية، ما يضطره للعب بأسلوب دفاعي بحت كما فعل المدرب السويسري «كارل رابان» مطع ثلاثينيات القرن الماضي، فبعد عام من توليه تدريب نادي سيرفيت السويسري عام 1931، أيقن عدم قدرة لاعبيه على تطوير إمكانياتهم الفنية والبدنية، ومن هنا وُلدت خطة الكاتناتشيو، من رحم المعاناة وفقر الإمكانيات.

أما النوع الثاني فهو يمتلك كل شيء ممكن من امكانيات دفاعية وهجومية، إلا أنه يخشى اللعب بأسلوب متحرر قد يؤدي لخسارته كل شيء بسهولة أو الخروج بفضيحة كروية كما حدث ليوغسلافيا سابقًا أمام هولندا في يورو 2000، وعلى ذكر هذه البطولة، هل تتذكرون كيف لجأ «دينو زوف» للكاتيناتشو رغم امتلاكه لنخبة ألمع لاعبي خط الوسط والهجوم في تاريخ الكرة الإيطالية بل وفي العالم؟ من مالديني وكانافارو وزامبروتا وتوتي وديلفيكيو وديل بييرو وكريستيان فييري وفيوري وانزاجي وكونتي، كل هذه الامكانيات الرهيبة وراح يلعب للدفاع ثم الدفاع.

مورينيو حين تعادل 1/1 في ملعب باريس سان جيرمان، كان عليه بالهجوم وانهاء المباراة لصالحه في الإياب بتسجيل كم وافر من الأهداف، فالضغط على فريق منقوص العدد سيولد بالضرورة انهيارًا نفسيًا، لكنه لم يفعل ذلك وترك رجال بلان يستعيدون ثقتهم في أنفسهم بمرور الوقت، لتحدث الكارثة بالتعادل 2/2.

ولتوضيح عقلية مورينيو وضعف قدرته على تطوير نفسه، يمكننا إلقاء الضوء على تساهله في التخلي عن عناصره الهجومية أمثال شورله ودي براوني لفولفسبورج، ومحمد صلاح لفيورنتينا وديمبا با لبيشكتاش ولوكاكو لإيفرتون، هل كان فخور بنفسه حين ودع دوري الأبطال دون شن هجمات واضحة على فريق مكون من 10 لاعبين وعلى ملعبه في غرب لندن؟

نقطة أخيرة توضح مدى عجز مورينيو، ما فعله مدرب شاب لا يمتلك نفس خبراته «لويس إنريكي» أمام نفس الفريق الذي أقصاه «باريس» بمباراتي ذهاب وإياب ربع نهائي الأبطال، فاز بثلاثية لهدف على ملعب حديقة الأمراء وضمن الترشح، وكان بإمكانه لعب مباراة دفاعية وإراحة الأساسيين في الإياب من أجل التفرغ لمنافسة الريال بالدوري، لكنه لم يلجأ لأسلوب المدربين العجزة واحترم جمهوره في كامب نو وقدم مباراة ممتعة أكد خلالها أنه أحد المرشحين لنيل اللقب بالفعل لا بالكلام في المؤتمرات الصحفية كعادة «المو».

أعترف أن أسلوب الكاتيناتشو نجح بإمتياز مع المدرب «روبرتو دي ماتيو» في نسخة دوري الأبطال 2012 حين توج تشيلسي، والسبب أنه لجأ له في وقت معاناته من أزمات دفاعية أو هجومية، فحين أتيحت له الفرصة للهجوم أمام نابولي على ستامفورد بريدج سجل أربعة أهداف وقدم مستوى مبهر حقًا، وكررها أمام ريال مدريد هذا الموسم على ملعب سنتياجو برنابيو وفاز برباعية لأول مرة في التاريخ منذ 15 عامًا.

وعندما لجأ للدفاع أمام برشلونة في نصف نهائي 2012 عانى من ظروف إصابة جاري كاهيل وطرد جون تيري وعلى كامب نو فكان من الطبيعي أن ينكمش وينفذ المرتدة بسرعة راميريز وتوريس ونجح في التسجيل مرتين، وعندما لعب أمام بايرن ميونخ في النهائي، هذا طبيعي فهذا النهائي والحذر واجب خصوصًا أنه على ملعب آليانز آرينا، ولهذا الحظ لعب معه، لأنه طبق الكاتيناتشو في وقته.

*خاص بالعربية.نت - رياضة

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...