الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:44 AM
الظهر 12:39 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:15 PM
العشاء 8:34 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

14 يوماً بين الاحتمالات والحسم

الكاتب: محمد فهد الحارثي

يشهد الأسبوعان المقبلان اجتماعين مهمّين ربما يحددان مسار المرحلة المقبلة في المنطقة الأول اجتماع قمة التعاون الخليجي التشاورية في الرياض الثلاثاء المقبل وقمة كامب ديفيد المقرر عقدها في ١٢ و١٣ مايو المقبل. وتأتي هذه الاجتماعات بعد انتهاء عاصفة الحزم وبدء عملية إعادة الأمل التي مثلت أول تحالف عسكري خليجي عربي بدعم سياسي دولي غير مسبوق.

ويمثل التجانس الخليجي في عاصفة الحزم أرضية مهمة لتفعيل وترسيخ التعاون الخليجي المشترك. فيما يمثل التعاون السعودي الإماراتي واحد من العلاقات النموذجية في العالم العربي. وتجسيد لتعاون وتنسيق على كل المستويات.

وكان البلدان اتفقا على التنسيق الاستراتيجي كنقلة نوعية في العلاقات العربية - العربية. واثبتت الاحداث صلابة هذا التحالف العميق والذي يميزه أنه مدعوم برغبة شعبية من البلدين وقناعة كاملة من القيادتين, ووضح في عاصفة الحزم كيف كانت الدولتين هما الداعمان الرئيسان في هذه العملية.

ولفتت الانتباه الزيارات المتكررة التي قام بها الفريق أول الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي الى السعودية والتي عكست عمق التنسيق بين البلدين، وتبديداً لتقارير صحافية وتحليلات مغلوطة عن تباين في الآراء بين البلدين, جاء الرد برسالة أقوى اختصرها الشيخ محمد بتصريحات مهمة بعد زيارة للسعودية التي رافقه فيها وفد عالي المستوى ( نرى في حزم وحسم الملك سلمان بوصلة عملنا وجهدنا الجماعي والمشترك، لحماية المكتسبات ورفع راية العزة والكرامة التي غدت خفاقة عالية في التحدي الذي يواجه العرب في اليمن). وهذا الموقف هو الذي يضع الأمل لنظام اقليمي عربي جديد تقوده السعودية والأمارات ودول الخليج بالتحالف مع مصر.

وتعكف كثير من مراكز الأبحاث على دراسة وضع المنطقة وعمل سيناريوهات مستقبلية حول الاوضاع. وتتضح صعوبة التنبؤات بعد وجود مستجدات في المنطقة. فدول عربية مهددة بحروب اهلية وهناك اوضاع اقتصادية سيئة.

وهذا الوضع فيما يمثل الإرهاب خطراً حقيقياً عالمياً وعلى المنطقة. وكانت السعودية كشفت الأيام الماضية عن إحباطها لعمليات إرهابية وسيارات جاهزة للتفجير، واتضح أن تنظيم داعش كان خلف هذه العمليات، فيما لا يزال هذا التنظيم يرسّخ وجوده في العراق وسوريا رغم هجوم التحالف الدولي ضده.

هذه الأوضاع تعاني منها المنطقة ويزيد الخطر في منطقة الخليج بعد انكشاف الخطر بصورة واضحة من خلال محاولة إيران التمدّد في اليمن واقتراب سقوط عدن، الذي كان سيقود المنطقة الى مرحلة خطيرة تهدد كيان الدول العربية ومصيرها.

ولذلك يقول صاحب السمو ولي عهد أبو ظبي أن الوقفة الشامخة التي قادها الملك سلمان سترسم المسار السياسي والتنموي في المنطقة لعقود قادمة. وأنه من من الواجب بناء إطار سياسي وعسكري وتنموي متقدم، من أجل عزة العرب ومكانتهم في المنطقة والعالم. وهذا مربط الفرس. فأسلوب الممارسات السياسية القديمة لم تعد تجدي في المنطقة خاصة أن المتغيرات سريعة ومتلاحقة. فهناك قوى إقليمية تتمدد في المنطقة وهناك قوى كبرى عالمية تغير سياساتها بشكل واضح. ولذلك من الصعب أن تظل المنطقة العربية تعيش بنفس الفكر القديم والتعامل السياسي التقليدي.

وتشكل عاصفة الحزم فرصة لبداية ممارسة سياسية جديدة في المنطقة تتوافق مع المتغيرات سواء في التحالفات او في اتخاذ القرار وحشد التأييد الدولي عند تنفيذه. ويتضح أن التنسيق السعودي الإماراتي في العمل السياسي ساهم في اعادة تماسك دول مجلس التعاون واقرار سياستها المشتركة. وكذلك في المواقف حيال القضايا الاقليمية. ويراهن كثيرون في المنطقة على أن العمل الاستراتيجي المشترك للدولتين سيحميان المنطقة من احتمالات خطيرة تهدد كيان دولها.

ويعتبر اجتماع القمة الخليجية التشاورية فرصة مهمة لمناقشة الاجتماع المقبل للقادة الخليجين مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كامب ديفيد. وهو اجتماع مهم ربما يحدد توجهات العلاقة بين دول الخليج والولايات المتحدة في المرحلة المقبلة خاصة بعد الاتفاق النووي مع ايران. وشعور المسؤولين الخليجيين ببرود أميركي تجاه قضايا المنطقة وأن الاولويات الأميركية تركز على مناطق أخرى في العالم على حساب منطقة الشرق الأوسط.

الخليجيون لديهم مكتسبات كبيرة وثروات ضخمة وهم مطالبون بتجاوز أي حسابات جانبية والنظر بعين واقعية للمتغيرات وكذلك التهديدات التي تواجههم. فأي تباين في الآراء سيكون فرصة للغير للتهرّب من التزاماتهم ورمي الكرة في ملعبهم, ومطالبتهم أولا بالاتفاق فيما بينهم قبل الاقدام على خطوات جديدة.

ولذلك قمة كامب ديفيد هي فرصة يستطيع الخليجيون أن يعيدوا من خلالها زخم العلاقة مع واشنطن الى سابق عهدها، وأن تصاحب ذلك التزامات واضحة بأن لا يسمح للقوى الإقليمية بالتمدّد في فضاء المنطقة العربية أو التدخل في الشؤون الداخلية. وربما كانت عاصفة الحزم واحدة من المبادرات التي قال فيها الخليجيون كلمتهم بأنفسهم، وفي كامب ديفيد قد تكون فرصتهم لحصد نتاج هذه المبادرة ووضع الأسس الجديدة لعلاقة متينة وواضحة وبالتزامات تضمن أمن وسلامة المنطقة.

*نقلاً عن صحيفة "البيان"

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...