الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:32 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:42 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

اغتيال أبو عمار بداية ونهاية

الكاتب: رأي الراية

الشهيد ياسر عرفات أول رئيس لفلسطين وقائد ثورة شعبنها يمثل تعبير مكثف عن القضية الفلسطينية وتعقيداتها، واغتياله بغض النظر عن الفاعل المباشر الذي يخشى على رقبته  الفرنسيون بناة المفاعل النووي الاسرائيلي، لا يهم كثير فالاغتيال يهدف لتصفية خيار المزاوجة بين البندقية وغص الزيتون، ورسالة بأن كل فلسطيني هو هدف للاحتلال بغض النظر عن الموقع والعمر والنتائج.

اغتيال شهيد فلسطين الكبير، وما تلاه من اتهام ولجان تحقيق، وصخب اعلامي كبير وتداخل دولي، لا يمكن أن يغطي حقائق هي اليوم أشد وضوحا، فإسرائيل اختارت التطرف وقررت أن تفعل ويصمت العالم، ويقبل الفلسطينيون بكل جنونها، وان كانت الرسالة الاسرائيلية واضحة منذ دخول مقر المقاطعة واغتيال رمزية الدولة، الا أن الفعل الفلسطيني المقابل شديد الارتباك حتى اللحظة، ولا يخرج عن دائرة رد الفعل والحسابات شديدة الخوف و لا ترقى لخطورة عمليات الشطب الاسرائيلي للحق الفلسطيني.

قدوم حكومة الاستيطان بأغلبية يمينة متطرفة، واستمرار سياسة الاحلال العبري فوق كل معالم الهوية الفلسطينية العربية، ومقايضة غزة بالإعمار مقابل دولة على 1.7% من الأرض، يستدعي اتخاذ قرارات فلسطينية مطلوبة منذ اغتيال أبو عمار، ورغم أن خيار وقف المفاوضات بقرار فلسطيني ومبررات اسرائيلية والذهاب للمحكمة الدولية والتفاف ضمير العالم مع الحق الفلسطيني، الا أن كل هذه الخطوات تبقى ضعيفة طالما استمر الانقسام الفلسطيني، ولذلك الرد على اغتيال نهج الشهيد عرفات الذي استطاع أن يحمي الوحدة الوطنية ويدير التناقضات الداخلية لصالح القضية بشكل بارع، يتمثل باستعادة الوحدة وسياسة الهجوم بالمصالحة حتى انجازها دون النظر لتفاصيل الشراكة الصغيرة.

ما نفقده اليوم بالاستيطان والتهويد والتهجير والحصار والاعتداءات اليومية أكبر من قضايا الموظفين والسجاد الأحمر والنشيد، فالوطن بمجمله في مواجهة عاصفة التخلي العربي والانشغال الدولي وقبل ذلك الانقسام الوطني الحاد.

صورة أبو عمار وأحمد ياسين هي طموحنا الكبير، وان كان الفتحاويون والحمساويون هم ورثة الرجلين فعليهم استعادة زمام المبادرة والوفاء للشهداء جميعا بإنهاء حقبة الانقسام فورا.

رحيل أبو عمار نهاية مرحلة "تجريب التسويات" وبداية مرحلة "حصار الاحتلال"، وحصار قاتل رئيسنا الأول مقدمة لمحاكمته عاجلا أو اجلا المهم الحفاظ على وصية الوحدة ومغادرة خيارات الحزب لصالح خيار الوطن.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...