الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:38 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

في "مسرح الأشباح"!

الكاتب: محمد أبو رمان

رجّح السفير الأميركي السابق في سورية، روبرت فورد، (في محاضرة ألقاها مؤخراً) تقسيم سورية إلى 6 مناطق نفوذ، يسيطر النظام فيها على المناطق الساحلية والحدود اللبنانية، ذات الكثافة العلوية، فيما تسيطر الجبهة الجنوبية (الموالية للحلفاء العرب) على المناطق الجنوبية، و"داعش" على المناطق الشرقية، و"جيش الفتح" (جبهة النصرة وحلفاؤها) على المناطق الشمالية الغربية، والأكراد على المناطق الشمالية الشرقية. وسوف تخضع دمشق لتقسيم الأحياء بين القوى المتصارعة.

بالرغم من عدم تقدم "عاصفة الجنوب" سريعاً، وفقاً للتوقعات المسبقة، فإنّ حفاظ النظام على درعا بمثابة مهمّة صعبة للغاية، وخارج السياق الحالي. وتبدو المفارقة الجلية أنّ هناك قلقاً كبيراً لدى الحلفاء ومن يديرون غرفة عمليات الجنوب من قرار تحرير درعا المدينة، إذ إنّ ذلك سيعزز من احتمالات انهيار سريع للنظام في العاصمة دمشق. وهو الأمر الذي تخشاه الدول الغربية والعربية!

لذلك، ليس غريباً أن يؤكّد خبير سوري (مطّلع جيداً) على أنّ قرار إخراج النظام من دمشق هو قرار سياسي عربي-غربي، في ضوء التطورات الميدانية الأخيرة وسيطرة المعارضة على أغلب المناطق في ريف دمشق والمناطق الجنوبية والشرقية المحيطة بها.

هذا السيناريو الكارثي الذي قدّمه فورد (وكان متداولاً قبل ذلك)، لا يضمن قدراً أكبر من الاستقرار، حتى ضمن مناطق النفوذ المتوقعة؛ فالتحالفات وموازين القوى في المناطق المختلفة، هشّة وغير ثابتة. ففي الجنوب، ما يزال جيش الفتح ضعيفاً مقارنةً بالجبهة الجنوبية الموالية للحلفاء العرب، لكنّ هذا الواقع من الممكن أن يتغيّر قريباً، أو أن تنشب صدامات بين القوى المعارضة. والحال نفسها حتى عند النظر إلى تشكيلات المعارضة في حلب وريف حلب والريف الشمالي الغربي.
الجديد في الأمر أنّ هناك أفكاراً بدأت تطرح في الغرف المغلقة ومراكز التفكير الغربي، تتحدث عن سيناريو "التعايش" مع "دولة داعش"، مع عدم وجود قدرة إقليمية ودولية على الخروج من نفق الصراعات الأهلية الداخلية!

ما يعزّز من "السيناريو الأسود" في المنطقة، أنّ مؤشرات الوضع في العراق لا تسير نحو الأفضل. ففي الوقت الذي فشل فيه رئيس الوزراء، حيدر العبادي، في تحقيق وعده للعراقيين بتحرير الأنبار من "داعش" خلال أيام، فإنّ الأزمة الداخلية عادت إلى التصعيد بصورة غير مسبوقة، مع هيمنة "الحشد الشعبي" على المواقع القيادية في محافظة ديالى، ما اعتُبر استهدافاً للسُنّة؛ ومع التعامل غير الإنساني مع نازحي الأنبار، فضلاً عن فصل مئات من عناصر الشرطة العراقية في الأنبار.
من الواضح أنّ العملية السياسية في العراق لا تسير وفق المخطط لها، وأنّ الوعود بحل المشكلة السُنّية تبخّرت مع الهواء؛ بل على النقيض من ذلك، ما يحدث حالياً يعزز من دعاية "داعش" ويعطيه مصادر أخرى للتجنيد الداخلي، وبما يعني أنّ الأمور تزداد تعقيداً وغموضاً.

إذن، الفرضيات المتفائلة، التي تأسست عليها "الحرب على داعش" قبل قرابة 10 أشهر من الآن، تجاوزتها الأحداث الجارية، وأصبحنا في المشهدين السوري والعراقي أمام مليشيات تتحكم بكل شيء، ليس فيما يتعلق بتنظيم "داعش" وحده، بل حتى على الصعيد الحكومي. فحكومة العبادي تخضع لحسابات معقدة، فيما تبدو قوى "الحشد الشعبي" صاحبة القرار العسكري، ولها نفوذ واسع في القرار السياسي. أمّا النظام السوري، فلم يعد قائماً عملياً، بقدر ما تتحكّم به تحالفاته مع حزب الله ومصالح الطائفة العلوية وطبعاً إيران، ولا يسيطر إلاّ على 20 % من الأراضي.

جملة القول أنّنا أمام مسرح أشباح يحيط بنا، أردنياً، في المرحلة المقبلة، فهنالك قوى متحركة ومصالح متضاربة وحدود ذائبة مضطربة، ويبدو أنّ هذا هو السيناريو المطروح على المدى المنظور!

 

نقلا عن "الغد الأردني"

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...