أجمل الكلام بقي في القلب

الكاتب: نجوى الحمدان

في يوم انطلاقتها لم أكن من طاقمها بل كانت تتوارد لي ردات أفعال كثيرة تصف لي تفاصيلها وابداعها و ضخامة فكرتها
مرت ثلاث سنوات فانتعشت الطريق امامي لأبدأ الرحلة معها في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات من الان وفي يوم ميلادها الثالث
اذكر جيدا كيف بدا ذلك اليوم الاول الموحش المتعب لوافدة جديدة لا تعرف سوى القليل من افراد المؤسسة.

اذكر خوفي وخجلي و كيف ترددت خطواتي في السير نحو الشارع ثم كيف تقدمت شيئا وتراجعت شيئا نحو ذلك الباب الذي فُتح واذ بعالم اخر  كأنه عالم ساندي بيل الجميل او سهول خضراء غنّاءَ تريح القلب و تذهب الرهبة وتمسح الخوف.

راية نجحت بعد اليوم الاول بأن تمزجني مع الجميع في خلطة سحرية و سمحت لكل منا الاحتفاظَ برأيه ورؤيته، بأفكاره و حريته في التعبير عنها وتنفيذها دون ان تفتح الباب لأحد بالتطاول عليها او جرّها الى نفسه أكثر.

دخلت عامها الثامن و"رايــة" تؤمن ان الإنسان لن يهرَم الا حين يتوقف عن التطور والتقدم و ادركت منذ اليوم الاول ان غاية العلـــم والعمل هو الخيـر لشعبٍ يستحقه.

فكرتها وغايتها كبرت بالمعرفة التي ان لم تنمو يوميا فستتضاءل يوما بعد يوم.
قضيتها هي القدس وغزة هي النقب والضفة.
قضيتها هي الشعب الفلسطيني في الوطن و الشتات صاحب القضية الاهم.
كانت تصمم في كل عام على التميز اكثر فحولت تجربتنا الى اعظم ومن الايام و التجارب التي لا تنسى في الراية هي الدخول في موسوعة غينيس من خلال الزميل المتألق طلعت علوي.

تجربة كانت مذهلة على قدر تعبها و سهرنا 50 ساعة متواصلة في بث حي ومباشر اكثر من 12 ملف وقضية توبعت ونوقشت وحققت انجازات كبيرة.

عايشنا الدمار والحروب التي حاولت كسر غزة، اجبرتنا المهنة على حبس دموعنا امام صراخ الاطفال وعويل النسوة، قصفتهم الطائرات فقهرها اثيرنا، عشنا مع غزة لياليها المظلمة وانحباسات فرحها طويلا و ما كللنا الا حزناً وخوفا على الاهل هناك
ودخلنا غينيس ووصلنا العالمية لكن هاماتنا مازالت صغيرة متواضعة نسعى لارضاء المزارع والمهندس ونرغب بحب راعي الاغنام تماما كالطبيب.

ايام كثيرة وساعات اكثر جمعتنا، برامج لا تعد ولا تحصى تلك التي اذيعت فمنها ما قدم المعلومة ومنها ما قدم الدعم والمساندة ومنها ما اعطى فرصة للحياة والابتسامة ومنها ما رفع الوطن نحو السماء قليلا لتخفق وتتلون بألوانكم واسمائكم وحالاتكم.