الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

صواريخ حماس وسجادة عباس

الكاتب: عامر أبو شباب

مع اقتراب هبة الجماهير الفلسطينية بقرار سياسي فلسطيني صدر في الأمم المتحدة من مهندس اتفاق أوسلو الرئيس محمود عباس واعلانه الواضح نهاية الاتفاق تاركا للجيل الجديد ممن ولدوا في زمن أوسلو طريقة التخلص منه بداية من حصار "بيت الرب" بدخان الإطارات المشتعلة، الى هوس الاحتلال والمستوطنين في شوارع القدس والنقب والعفولة خشية من عمليات الطعن، وفي نفس الوقت مد أبو مازن سجادته الحمراء قرب أهم مواقع عسكري اسرائيلي "بيت أيل" بصفته رئيس دولة في مراسم استقبال رئاسية واضحة للرئيس الهندي الزائر لرام الله وليس إلى مطار تونس.


نتنياهو وذراعه العسكري يعلون يدركان جيدا أن أبو مازن نفض يده من الاتفاق ودخل مرحلة جديدة وخطيرة لا بديل عنها، وتوضأ باستعادة متدرجة لحركة فتح ودورها، للامساك بزمام المبادرة عبر تحريك الشارع حتى نتائج المؤتمر الحركي الذي سيفرز قيادة جديدة للحركة والمنظمة والمرحلة، محققا خطوات سياسية وتنظيمية أسرع من الفصائل الأخرى المكبلة بالشعارات والانتقادات والعمل العسكري المرفوض وفق حسابات المصلحة ومزاج الناس.

طبيعة الهبة – الانتفاضة منعت بذكاء فائق اقتراب حماس منها، وأبقتها معزولة خلف صواريخها القاتلة والمرتدة، القاتلة عندما تتقدم صوب الهبة الشعبية بإطلاق الصواريخ فتأثم على ذلك، وهي حتى الأن واعية لخطورة ذلك على المتنفس الوطني القائم للانفكاك من حالة الجمود واعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بعيدا عن الاستفراد الاسرائيلي، وستكون الصواريخ مرتدة لعلم حماس أن الحرب الرابعة لن تكون كسابقاتها بعد التهديد باحتلال مستشفى الشفاء وان اسرائيل ستستهدف الحركة ومؤسساتها بشكل مباشر لخلق واقع جديد، فلا يجوز لإسرائيل تهديد ايران وهي عاجزة في غزة وستجد حماس نفسها تفاوض على الاسمنت مرة اخرى كما هو حادث الأن في أحسن الاحوال.

إن استمرار الانتفاضة شعبية فردية سيطيل عمرها ويزيد من مأزق نتنياهو الذي يشترط اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة وان القدس عاصمة موحدة للاحتلال، وهي شروط تعجيزية، فيما يبدو الفلسطينيين أكثر عقلانية وواقعية من خلال المطالبة بتطبيق الحل الدولي بدولة فلسطينية أقرها العالم ما عدا تل أبيب وواشنطن، ولا مانع من جدول زمني لذلك وقوات دولية لإزالة مخاوف نتنياهو الكاذبة.

الخلاصة أن المسافة بين الشروط الاسرائيلية والحق الفلسطيني النسبي كبيرة، وتعيد الصراع لبدايته وجوهره، ويبدو أن نتنياهو لا يريد العودة للخلف ولو عدة خطوات، وحتى لو فكر في اغتيال خليفة ياسر عرفات لن يجني شيء لأن الرجل الثمانيني وضع ورقة اعتزاله في ادراج فتح والمنظمة، ولن يرث أحد بعده سلطة انتهى أجلها، كما أن القيادة الفلسطينية ليس لديها ما تخسره، لذلك ستبقى لعبة عض الأصابع في الشارع بين شبان الانتفاضة والمستوطنين في ظل عجز العالم عن تقديم حلول بين الفوضى والدولة.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...