الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

توزيع القبور على الموظفين في غزة

الكاتب: رأي الراية

اعلان سلطة الامر الواقع في قطاع غزة توزيع أراضي على موظفيها بدلا من مستحقاتهم التي لم تلتزم بها حكومة حركة حماس، يحمل دلالات خطيرة، ويزيد من ثقل أزمات الواقع المأساوي الذي ينتجه الانقسام كل يوم، ولا يحق لحركة حماس أن تحمل أزماتها المالية على مستقبل الأجيال الحالية والقادمة في ظل ضيق مساحة قطاع غزة لدرجة انه لا يتسع قبور لسكانه.

توضيحا لخطورة الامر نعلم القارئ المحترم أن مساحة قطاع غزة عمليا لا تزيد عن 300 كيلو متر مربع، بعد ان فقدنا في المنطقة الحدودية العازلة لدواعي امنية وبسبب توغلات الاحتلال نحو 60 كم، فيما يتجاوز عدد سكان القطاع 1.8 مليون، ولا يقل أدنى سعر للأرض عن 100 دينار أردني للمتر الواحد، ويصل بعضها الى 1000 دينار للمتر وسط المدن والمناطق التجارية.

يضاف لما سبق أن المحررات (المستوطنات سابقا) لا تقل مساحتها عن ثلث مساحة القطاع وهي أراضي مغلقة تحت تصرف حكومة غير شرعية وحركة لا تقدم معلومات دقيقة للرأي العام حول الاستفادة الوطنية من المستوطنات المحررة بعد 10 سنوات من جلاء الاحتلال، وتوزع أراضيها على جمعيات زراعية بلون واحد تقريبا رغم ان الجميع شارك في تحريرها ودفع فاتورة ذلك، ومن حق الجميع الاستفادة منها ومن ريعها.

قرار توزيع الأراضي على الموظفين بعد ما سبق، لا يعني استفادة الموظف المسكين من تلك الأرض بل سيسارع لبيعها واستعادة قيمتها كمستحقات مالية، بمعنى أن الأراض ستعود لفئة محددة من التجار الذين سيقبلون على شراء الأراضي من الموظفين الذين أرهقتهم الديون والالتزامات المالية جراء عدم حصولهم على رواتبهم من حكومة حماس التي يجب أن تلتزم بدفع رواتبهم حتى ينتهي الانقسام، لأن هؤلاء الموظفين هم ادوات حماس للسيطرة على قطاع غزة وادارته لحسابها ووفق رؤيتها ومصالحها، وعليها التكفل بموظفيها من الضرائب الجنونية التي تجنيها الحكومة من كل ثابت ومتحرك في القطاع على الأقل.

لذلك حل مشكلة الموظفين يجب ان يكون بإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية وليس الهروب للأمام والاقتصاص من حساب الجميع ما عدا صناع الانقسام. المطلوب من الجميع اخراج البطاقة الحمراء في وجه هذا الاجراء العنصري والخاطئ ومنع تطبيقه على الأراضي التي لا تتسع قبور لسكان قطاع غزة، ويتطلب هذا النهج الأحادي الاسراع نحو تقديم تنازلات وطنية من اجل انهاء دوامة الانقسام التي تفرز كل يوم جرائم وأزمات وكوارث معلنة وغير معلنة، فيما يسيطر الاحتلال على الأرض الفلسطينية بالاستيطان ويدوس غلاة المستوطنين أطفالنا وبناتنا بالسيارات .. كفاكم عبث وانتقام من الشعب المقهور.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...