ما وراء زياة كيري
الكاتب: ماجد سعيد
لا احد كان يتوقع نجاح وزير الخارجية الاميركي جون كيري فيما جاء من اجله او على الاقل المعلن منه لدى زيارته لفلسطين واسرائيل.
فالوصول الى التهدئة المرجوة في الوضع الميداني لن يتحقق بطبيعة الحال عبر المجاملات لجهة على حساب الاخرى، وانما بالنوايا الحسنة والعمل الجاد والصادق.
ولهذا فاننا لن نتحدث عما اعلن من سبب الزيارة، وانما سنذهب الى ما لم يعلن، فكيري الذي لم يحضر الى اسرائيل منذ انهيار عملية السلام اوئل العام الماضي يبدو انه كان يحمل هما اكبر بالنسبة اليه من الوضع المتأزم في فلسطين سواء فيما يتعلق بتطورات الملف السوري او الانتخابات الاميركية القادمة.
فما يجري في سوريا من اطماع دولية واقليمة ودخول موسكو في معمان الصراع هناك لتكون صاحبة القول الفصل في إيجاد حل لتلك الأزمة والتي لم تكن دوافعها نابعة سوى من مخاوف البديل لنظام بشار الاسد وهي فوضى الارهاب، يدفع واشنطن الى الاسراع بالتشاور مع حليفتها اسرائيل ومع معارضي بقاء الاسد كالامارات والسعودية اللتين حط فيهما قبل تل ابيب لاقناع المسؤولين فيهما بعدم المغالات بطلب تنحية الاسد لان استبدال النظام القائم في دمشق يعني نوعاً شرساً من الإرهاب المتمثل بداعش.
القضية الثانية الانتخابات الاميركية القادمة، فبعد ان تخلت واشنطن مؤخرا عن عملية السلام ونفضت يديها منها ارضاء لتل ابيب، سعى وزير الخارجية الاميركي الى استعطاف الاسرائيليين على حساب الفلسطينيين عندما وصف ما يجري بانه ارهاب فلسطيني وانه من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها من هذا الارهاب، في غزل صريح لتل ابيب واللوبي الصهوني في اميركا الذي يعتبر بيضة القبان في معادلة الانتخابات الاميركية.
ولان نتنياهو يعلم هذه المعادلة فقد افرط في استعلائه عندما طالب الادارة الاميركية بالاعتراف بالتجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية والقدس مقابل تقديم ما وصفها بالتسهيلات للفلسطينيين، ناهيك عن التصعيد الاسرائيلي الملحوظ الذي سبق وصول كيري الى المنطقة.
تلك المقايضة وان لم تتم او يعلن عن اتمامها بين الجانبين، لا يعني ان يبقى نتنياهو ينتظر كثيرا لانجازها، فالاخير استبق زيارة الوزير الاميركي بالحديث عما ستحمله الفترة القليلة المقبلة من خطوات احادية الجانب سيعلن عنها كأمر واقع يفرض على الارض، ما يدفعنا الى السؤال ماذا اعددنا لمجابهة هذا الامر.
