الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:10 AM
الظهر 11:44 AM
العصر 3:15 PM
المغرب 6:02 PM
العشاء 7:18 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

هل نحن سعداء؟

الكاتب: عبدالله بن عبدالمحسن الفرج

يلمح تقرير السعادة العالمي للعام الماضي 2015 إلى أن الموقع من خط الاستواء هو الذي يحدد درجة السعادة في العالم. فالبلدان التي جاءت شمال هذا الخط كانت أجوبة السكان فيها تدل على شعورهم بالرضى وإنهم أكثر سعادة من البلدان التي تقع جنوبه. وقد اخذ الاستبيان الذي أجاب عليه سكان البلدان التي شملها التقرير، بما فيهم المملكة، عدة عوامل أهمها الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي ونصيب الفرد فيه. وتكفي هنا الإشارة فقط إلى أن سويسرا التي تقع شمال خط الاستواء قد أعلنت عن عزمها التصويت على اقتراح بمنح جميع السكان 2400 دولار شهرياً سواء عملوا او لم يعملوا؛ أي دون قيد أو شرط.
فهل يمكن أن نطبق تلك المعايير علينا حتى نصبح أكثر سعادة؟

أعتقد بأن الجواب هو لا. فالمقترح المشار إليه والذي تقدمت به مجموعة من المثقفين والمفكرين السويسريين قد جاء بعد استطلاع ودراسة للطريقة التي يفكر بها السكان هناك. فنتائج هذه الاستبيانات توضح أن العاملين في هذا البلد الأوروبي عازمون على الاستمرار في وظائفهم، كما أن العاطلين مصممون على البحث عن وظائف، سواء استلموا 2400 دولاراً شهرياً أم لم يستلموا.

والأمر هنا لا يعود، كما يبدو لي، إلى الموقع الجغرافي ولا حتى إلى الغناء والفقر إلى حد ما. فنحن لو أخذنا تجربة حافز؛ هذا البرنامج الذي يحصل بموجبه العاطلون عن العمل على مكافآت شهرية فسوف نتوصل إلى استنتاجات تختلف عن تلك التي تم التوصل إليها في سويسرا. فالبيانات التي صدرت بعد تطبيق حافز كانت تشير إلى أن هناك عددا كبيرا قد الغوا سجلاتهم التجارية للاستفادة من إعانة البطالة. كما أن شبكات التواصل الاجتماعي تبين أن هناك عددا لا يستهان به لا يرغبون بالعمل في المجالات التي تعرض عليهم وأن بعضهم يفضل استلام مكافأة على البحث عن عمل راتبه 3000 ريال. ولهذا رأينا العديد ينتقد البرنامج ويضع عليه اللائمة في قتل طموحات شبابنا وتشجيعهم على الكسل.
ولكن هل حقاً أن شبابنا متسيبون ويميلون إلى الكسل؟

بالطبع لا. ومن يريد التأكد من ذلك فما عليه إلا أن يقوم بزيارة عابرة لأحد بنوكنا ومراقبة كيف يعمل شبابنا هناك. إنه وجه آخر وصورة أخرى. ففي هذه المؤسسات المالية لا يوجد مجال للتسيب والتقاعس. ولذلك نرى الجميع فيها يعملون بطريقة أشبه بما نراه في خلية النحل. ولهذا فإن استطلاع السعادة العالمي لو اقتصر على استبيان هذه الشريحة من المجتمع دون غيرها لجاء ترتيبنا في التقرير على نحو مختلف.

إذاً، فنحن حتى نكون سعداء أكثر علينا أن نطور نمط حياتنا وأداء جميع مرافقنا ومؤسساتنا، سواء كانت حكومية أو خاصة، نحو الأفضل. فهذه المؤسسات لو عملت على النحو الذي تعمل به مثيلاتها في القطاع المصرفي فإن الكثير من مؤشراتنا الاقتصادية والاجتماعية سوف تتغير إلى الأحسن. والسبب يعود إلى أن القطاع المالي يعمل وفق المقاييس والمعايير العالمية الحديثة. فهناك رقابة ومحاسبة عصرية متقدمة وسلم وظيفي متطور يساعد على تحقيق الذات. ولذا نرى موظفي هذا القطاع أكثر سعادة من العاملين في العديد من المؤسسات العامة والخاصة.

* نقلا عن الرياض

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...