.. ورحل .. الصديق الصدوق .. والاخ الاعز .. علي الريان

الكاتب: زعل ابو رقطي

.
ذلك الجميل ! الفلسطيني .. الفدائي المعتق .. والانسان الاجمل ..
أربع ليالي في العناية المكثفة .. فاقدا للوعي .. يتأرجح قلبه بين الحياة والحياة ..
ربما خلالها استعرض تلك المسيرة .. من قواعد الفدائيين في الاردن .. ومرورا بقواعد الثورة في درعا .. ايام الزمن الجميل .. وايام الشباب وروح الفدائي النقية .. وحتى وصوله الى يوغسلافيا لدراسة السينما .. والعمل في مكتب المنطمة فيها .. والزواج هناك والاسرة والابنة الجميلة ..
وحتى العودة الى ارض الوطن .. والزواج من عكا وابنه وابن هم الاقرب لقلبه .. وهو من طلائع من عادوا وبدأوا العمل لتأسيس التلفزيون الفلسطيني .
كل هذه المسيرة الحافلة بالعطاء والعمل جعلت منه قريبا بتواضعه من قلوب كل من عملوا معه ..
الليالي الاربعة في العناية المكثفة كان الصديق علي يوجع قلوبنا ترقبا وانتظارا .. وصوت دندنته على العود في صيف اريحا لا يفارق مسامعنا .. وهو العازف الهاوي في جلسات الانس في حضرة ضحكته وتجليات جلساته التي لا تنسى ..
علي الريان .. الطيب والوديع كطفل .. والشهم كفارس .. والانسان المسكون بحب فلسطين .. غادرنا اليوم وفي ذاكرته بحر عكا وهدير موجه ومشاكساته المرحة وليل دير غسان وجلسات حافظ البرغوثي واكلة الزرب .. وزمن مجدل الصادق بلد ولادته ..
رحل علي وقلبه الموزع بين كل هذه المحطات لم يسعفه في اليوم الخامس رغم قلوب الاحبه التي كانت تدعوا له بالشفاء ..
يا قلب علي ليتك انتظرت قليلا لترى شمس البلاد التي عدت من اجلها وهي تشرق بكل بهاء .. ليتك يا قلبه تأخرت قليلا لترى طفلتك التي احببت .. ليتك تأخرت قليلا لتتحفنا بعزفك واناملك وهي تدندن لعيون القلب .. ونحن نصيح طربا ( عودك رنان )
لقد رحلت مبكرا لانه ما زال في العمر بقية لتروي لنا ولاصدقائك حكايا الزمن الجميل ! زمن الفدائي والثورة ..
علي صديقي الاعز .. صديقنا الاحب .. نم قرير العين وجسدك سيوارى الثرى في اكناف بيت المقدس وقريبا من بحر عكا الذي احببت ..
علي ستبقى ضحكتك الطفوليه معنا .. وسنظل نقول لك عودك رنان !!!!