الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

ويعاني الفلسطيني ايضا نوبات حنين للمنافي !

الكاتب: خالد عيسى

واذا كان وطن الفلسطيني في الشتات وطنا شفويا يرويه الاجداد للأحفاد وينمو في المخيلة ، فان المنافي واقع يلمس باليد ، والاماكن تتحول الى مخلوقات بشرية حين تعاشرها ، هي الاوعية التي تنمو في وعينا ، وينطق جمادها حين تتحدث عن حدوثنا بها ، وحمولة قلب الفلسطيني من العواصم ما يفيض احيانا عن حاجة الغربة لقاعة ترانزيت لا تؤدي الى طائرة للوطن !

للفلسطيني من المنافي ما يكفي ليوزعها على شعوب من اللاجئين ، ورغم ان الغرباء عادة يشتاقون الى بيوتهم اكثر من شوقهم للفنادق ، يكسر الفلسطيني القاعدة ويصاب بنوبات حنين لمنافي ومخيمات وعواصم ومدن وزع عليها شتاته بين وطن شفوي ومنفى في متناول اليد !

ولدت فلسطينيا بمخيم العائدين في حمص وسط سوريا !

حمص هي مدرستي الاولى ، وصفي الاول ، والحب الاول ، والسيجارة الاولى ، وحلاقة ذقني اول مرة .. هي اول مقالة كتبتها في حياتي كانت في جريدة العروبة في حمص ، اول مرة دخلت السجن في سجنها البولوني ، اول قصة حب كانت في شارع الدبلان ، واول مذاق لمرارة بيرة الشرق كانت في مقصف ديك الجن ، واول حادث غرق نجوت منه كان في نهر العاصي ، حمص هي مخيم العائدين الذين لم يعودوا !

في بيروت مارست حياتي المهنية والسياسية وغادرتها بعد حصار الجيش الاسرائيلي للبنان عام 82 على ظهر باخرة يونانية بعد 12 سنة من ممارسة المنفى الذي ترك في القلب اماكن واصدقاء وصديقات وزملاء يقرقشون الحنين كمنقوشة زعتر على شاطئ الروشة !

وعشت في قبرص 12 سنة منحتني جزيرة الشمس شمسها بسخاء ، واعطتني قلبها اليوناني في مطار لارنكا وكانت ملاذا امنا للصحافة الفلسطينية بعد بيروت ، وفيها صنعنا مجتمعنا الفلسطيني الصغير من زملاء المهنة في الصحافة الفلسطينية ، وغادرتها الى تونس وحنيني اليها مازال يرقص رقصة زوربا بين ليماسول وجبل ترودوس !

في تونس التي منحت الشهيد عرفات عاصمة مؤقتة ، عشت ثلاث سنوات بعد ان منحتني قلبها الأخضر ، وتركت قلبي تحت " الياسمينة بالليل " وغادرتها الى السويد والحنين يعبق في انفي مثل مشموم الفل !

لكل هذه المنافي حكايات طويلة لا يتسع لها بوست صغير في الفيس بوك لكي يفيض بسرد سيرتها ، وثرثرة الاماكن ابلغ من بلاغة الايجاز !

للفلسطيني قلب يوزعه على المنافي ويحبها ، ولكن يبقى الحب للحبيب الأول .. وطن ينمو في المخيلة ، وفي متناول القلب دوما !!

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...