الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:09 AM
الظهر 11:44 AM
العصر 3:15 PM
المغرب 6:02 PM
العشاء 7:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الإعلام.. الدراما تتسع.. والأخبار تضيق

الكاتب: عماد الدين حسين

كيف يمكن قراءة المشهد فى سوق الإعلام والصحافة، بعد صفقات البيع والشراء والاندماجات الأخيرة بين الكيانات الكبيرة التى قادت السوق تقريبا خلال السنوات الخمس الماضية؟! هناك أكثر من قراءة للتطورات المتسارعة والفجائية بل والانقلابية فى هذا السوق الذى ظن البعض أنه محصن تماما ضد مثل هذه الظواهر؟!.

القراءة الأولى اقتصادية، وخلاصتها أن كعكة وحجم الإعلانات الموجهة لصناعة الإعلام والصحافة قد انخفضت بنسبة تصل إلى خمسين فى المائة وتزيد، ليس فقط فى مصر، ولكن فى معظم المنطقة العربية، وبالتالى فإن كل قرش أو جنيه أو دولار سينخفض فى حجم الإعلانات يعنى أنه سيتم خصمه من راتب أو مكافأة أو حافز عامل أو موظف أو صحفى أو مذيع أو مالك جريدة أو قناة. ليس سرا أن غالبية أو ربما كل الصحف والفضائيات والمشروعات الاعلامية عموما تخسر ولا تكسب.

كان لافتا فى الحديث عن الاندماجات والاستحواذات الأخيرة، الإشارة إلى أن أحد أهدافها هو توفير النفقات، وإذا صح هذا الكلام فالمعنى أن موجة تقشف شديدة ستطال بعض العاملين فى الشبكتين.

هناك حديث أيضا عن اتجاه غالبية القنوات الفضائية المصرية إلى الدراما والمنوعات على حساب الأخبار والسياسة. وإذا صح هذا الأمر أيضا، فهو يعنى الاستغناء عن عاملين وصحفيين كثيرين. الدراما مواد يتم إنتاجها مرة واحدة وبمبلغ معين، ويمكن تسويقها بل والربح منها، فى حين أن صناعة الأخبار تحتاج أموالا دائمة ومنتظمة ومتزايدة، والخسارة فيها شبه مؤكدة إلا ما نذر.

معظم أصحاب الفضائيات والمشروعات الإعلامية عموما دخلوا المجال وهم ليسوا متخصصين فيه، بل للاستثمار السياسى بالأساس، فى فترة عاصفة ومضطربة. البعض استفاد والبعض ظل يدفع باسم جهة غامضة أخرى، والبعض دفع من جيبه. لكننا وصلنا إلى نقطة، لم يعد كثيرون قادرون على الدفع، وهو ما يفسر جزءا من المشهد الأخير.

القراءة الثانية لما حدث سياسية، ومن الواضح أن صدر الدولة يضيق شيئا فشيئا بالنقد عموما حتى لو كان معتدلا، يقابله إصرار أطراف متشددة أو متطرفة فى المعارضة، تسعى إلى صدام بكل الطرق ظنا منها أن ذلك يعجل بنهاية النظام.

وما بين تطرف هنا وتطرف هناك، فإن تيار الاعتدال عموما يدفع الثمن، فى كل المجالات. البعض كان يمكنه تحمل الخسارة المالية فى سبيل استمرار إصدارات يعتقد أنها مفيدة للوطن بأكمله، لكن عند درجة معينة، ربما لم يعد قادرا على تحمل الضغوط النفسية والعصبية والمالية والاقتصادية، والتى قد تتطور إلى مالا يحمد عقباه.

وما بين القراءتين الاقتصادية والسياسية، يمكن تصور سيناريوهات متعددة. فى تقدير البعض فإن ما حدث ليس النهاية، بل هو البداية. وان الفترة المقبلة ستشهد المزيد من العمليات العنيفة التى قد ترج السوق بأكمله. قد تحدث صفقات كبرى، قد تختفى صحف وقنوات ظن كثيرون أنها رساخة.

المفارقة أنه رغم كل الأزمات الاقتصادية فهناك توقعات بظهور فضائيات جديدة، وربما صحيفة بميزانيات ضخمة.

خبير فى اقتصاديات الإعلام قال لى تعبيرا ينتمى إلى الكوميديا السوداء، قد يفسر جانبا من المشهد، يقول إنه فى بعض الصفقات فان البائع لم يكن يعلم أنه سيبيع، والمشترى لم يكن يعرف أنه سيشترى قبل تنفيذ الصفقة بـ ٢٤ ساعة!!!.

دلالة ما سبق أن السوق يشهد عملية إعادة تنظيم شاملة بصورة كبيرة ربما للمرة الأولى منذ ١٥ عاما وربما أكثر شعارها نقص فى الإعلانات واتجاه إلى الدراما والمنوعات والتقليل من الأخبار إلا إذا كانت تنموية طبية و«كيوت»!.

الدولة وأجهزتها لديها يقين بأن على الإعلام أن يعود إلى حجمه الطبيعى، ويتوقف أصحابه عن لعب وممارسة دور سياسى، يجعل من أصحابه رؤساء الأحزاب الحقيقيين. وعلى الإعلام أن يلعب دورا «تعبويا تنمويا»، وألا يتحول إلى رأس حربة للمعارضة. تشعر الحكومة انها ليس بحاجة للضغط على الإعلام المشاغب، لان الأزمة الاقتصادية وشح الإعلانات أو إعادة استخدام ورقة الإعلانات الحكومية، يمكن أن يتكفل بكل شىء من دون اتخاذ أى إجراء إدارى زاعق.

قبل الختام وإذا صح كل ما سبق أو معظمه، وإذا تمكنت الحكومة من تهذيب وتأديب وإصلاح وتدجين الإعلام التقليدى من صحف وفضائيات وبوابات إلكترونية.. فماذا ستفعل مع «الشوسيال ميديا»؟!!.

*نقلاً عن "الشروق" المصرية

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...