الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"الدعشنات العائلية".. إحدى تجليات الإنفجار الداخلي!

الكاتب: أدهم مناصرة

ما حدث في يعبد ونابلس بالأمس وقبله في هذه المنطقة أو تلك، وما سيحدث في اي قرية أو مدينة فلسطينية لاحقاً (لا سمح الله) من شجارات دموية مُؤسفة تودي بحياة هذا العدد (القياسي) من القتلى والجرحى هو يُترجم تنامي "التطرف والتشدد" في السنوات الأخيرة بكل أشكاله سواء كان عائلياً أو فئوياً أو فكرياً أو حزبياً.

هذا التطرف الناتج عن غياب "الخطوط الحمر" بفعل تراجع الاوضاع الإجتماعية والإقتصادية وعدم وجود افق للحل السياسي، علاوة على الطبقية السياسية والإجتماعية التي تعززت بعد صعود (النُخبوية) الجديدة خلال السنوات ال16 الأخيرة.

عندما حذرنا من الإنفجار الداخلي سابقاً، فإن ما حدث في يعبد ونابلس، على سبيل المثال لا الحصر، هو أحد تجلياته ومظاهره، يعني باختصار "الناس صارت توكل بعضها"، ولعل تعاظم "الدعشنة" الفكرية أو العائلية أو الفئوية عنوان ذلك.

وكأين من فرد أو فئة يتمنون انفلات الأمور، حتى يُصفوا حساباتهم مع خصومهم "بالدم والنار"!، نعم، فما تردد على مسامعي أُمنية شخص يقيم في إحدى المحافظات الشمالية: "ياريت ييجي الفلتان، لنصفي الحسابات"!، يدق ناقوس الخطر، فهل القادم أعظم؟!. وهل نحن على شفير انفجار القنبلة الموقوتة؟.

وهُنا لا أنسى الإشارة أيضاً إلى المخيمات التي تشهد تقليصاً تدريجياً للخدمات المقدمة لها من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين"الاونروا"، وتحذير لجنة اللاجئين في منظمة التحرير من أن ذلك يتسبب بانفجار المخيمات بلحظة ما، إثر تنامي معدلات الفقر وارتفاع نسب الحالات الإجتماعية المعدومة.

والسؤال وسط كل ما سبق ذكره، هل الحل أمني؟.. لا اعتقد ذلك، فإن ما حدث وسيحدث يستدعي من المؤسسة السياسية أولاً أن تتواصل مع الخبراء والمختصين ذوي العلاقة لعمل دراسة مهنية للحالة الإجتماعية الفلسطينية ومآلاتها والظواهر السلبية التي باتت تطفو على السطح، وثانياً: وضع خطة كاملة وشاملة لحل تراكمي مدروس للمشاكل والازمات التي تعصف بمجتمعنا بما فيها (الدعشنة العائلية)، وأن لا ننتظر ونذهب الى تحليلات غير واقعية لهذه الأزمات ظناً من البعض أنها بهذه الطريقة تلجم الفتنة وتقطع الطريق امام تفاقمها، حتى لا نذهب لسيناريوهات تراجيدية لا تحمد عُقباها، وعندها يكون الاوان قد فات وفقدنا السيطرة على لجمها.

واستذكرُ هنا مقولة لجلالة الملك الأردني عبد الله الثاني عندما قال قبل ما يزيد عن سنة "إن مواجهة داعش ليست فقط عسكرياً، وانما بحل مشكلة البطالة في صفوف الشباب في أرجاء الوطن العربي"، وأظن أن هذا المبدأ ينطبق على الدعشنة بكل اشكالها بما فيها (العائلية والفئوية) كما في حالاتنا الفلسطينية، من باب أن عدم مقدرة جيل الشباب (بما أن مجتمعنا فتي) على تحقيق ذاته في المعتركات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والعلمية لإنعدام الفرص وتلاشي الامل، يدفعه إلى تحقيق ذاته في المكان "الخطأ" عندما يلجـأ الى التطرف والتشدد، فهلاّ بدأنا بإدراك الأزمة؟!.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...