بشر الواقع ..ملائكة فيس بوك
الكاتب: نجوى الحمدان
لو تجولنا في صفحات اصحاب الحسابات على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك سنجد مجتمعا فاضلا او مدينة فاضلة كان الفيلسوف أفلاطون يراها في أحلامه يحكمها الفلاسفة و يصبح كل مافيها معيارياً لحِكمة قادتها.
الكُل يرفض السلبيات و الجميع ينتقد بالواهر المرفوضة مجتمعيا و اخلاقيا و وطنيا,تقرأ التعليقات اللاذعة على كل تصرف سيء و تندهش من الاجماع على أخلاقيات "المدينة الفاضلة".
نصائح ذهبية و حلول خلّاقة للكثير من الازمات و المشاكل التي يمر بها الفرد او المجتمع
لن تجد شخصا واحدا يقبل بتلويث البيئة كما انك لن تعثر على شخص واحد يقبل ان يرمي القاذورات على الشارع او ان يتركها في مكان طبيعي زاره يوماً ما,و في واقعنا الفلسطيني ستجدنا جميعاً نحب الوطن و نتغنى به و نرفض الانقسام بين شطريه و لن تجد منّا من يظهر عنصريته تجاه المرأة او اصحاب الاعاقة او بين ابن المدينة و القرية او المخيم ..الخ.
لا أحد يكره أحدا او يضمر الشر او مشاعر الغيرة والحسد .كلنا فجأة نتحول الى ملائكة!!!!
اين كلُ هذا من الواقع و لماذا يقتل بعضنا بعضا او يعتب بعضنا بعضا و لماذا لا نرى الشوارع و الاماكن العامة نظيفة,ما المانع في ان نحب بعضنا البعض,كيف يمكن الاستفادة من هذه المواقع لنتحول فعلا الى ما يشبه الملائكة؟
ان ظهور شبكات التواصل الاجتماعي وفرت نافذة ثورية يمكنها ان تنقلنا إلى آفاق غير مسبوقة فأعطتنا فرصاً للتأثير والانتقال بلا قيود,لذا فإن عالمنا العربي بمواطنيه و مؤسساته و حركاته التقديمة "ان بقي منها شيء"مدعوون اليوم إلى الاستفادة من ثورة الإنترنت في كل المجالات.
لا يجوز ان يقتصر دور هذا العالم الأزرق الجميل و الواسع على لالدردشة وتفريغ الشحن العاطفي و السياسي, اليوم علينا ان نطالب بتحسين إيقاع الحياة من حولنا,ان نحسن من الانسان العربي و ثقافته و دوره و عاداته و ان نحول الظواهر المرفوضة الى جمالية تقربنا الى الأفكار التي نُعظمُها في العالم الازرق و فيه نمقت بعضها !!!
