الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:10 AM
الظهر 11:44 AM
العصر 3:15 PM
المغرب 6:02 PM
العشاء 7:18 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

تهويد التعليم في القدس

الكاتب: نبيل السهلي

 


تسعى حكومة بنيامين نتانياهو، في سباقٍ مع الزمن، إلى تهويد مدينة القدس، مستغلة المشهد العربي الضبابي، وعدم ارتقاء العرب والمسلمين في دعمهم السياسي والمالي للقدس إلى مستوى التحدي الذي تواجهه المدينة. فبعد قطع شوط كبير من بناء الجدار العازل حول القدس، أصدرت إسرائيل عدة قرارات بغية تهويدها، من أخطرها تهويد التعليم العربي، فضلاً عن الشروع في تطبيق قانون أملاك الغائبين الذي يشمل الممتلكات المحجوزة من المؤسسات الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة.
ويلاحظ المتابع أن المقدسيين باتوا يواجهون تحدياً هو الأخطر منذ عام 1967، حيث أشار أكثر من مسؤول إسرائيلي في تصريحات صحافية مؤخراً إلى أن حصول المدارس العربية على مساعدات مالية، وهي بحاجة ماسة إليها، من إدارة المعارف الإسرائيلية، رهن بالتزامها تطبيق المناهج العبرية. والثابت أن حكومة نتانياهو تنفذ مخططات عديدة في زمن واحد للتسريع في تهويد مدينة القدس، فمن جهة تستمر في محاصرة المدينة بالجدار العازل الذي يعتبر أكبر نشاط استيطاني، وتشير التقارير إلى أن عمليات البناء في الجدار المذكور تشرف على نهاياتها.
ومن جهة أخرى، تسعى المؤسسات الإسرائيلية المختلفة وبدعم من حكومة نتانياهو الى السيطرة المطلقة على قطاع التعليم العربي في القدس، بعد أن تمّ التحكم بنحو 65 في المئة من هذا القطاع، حيث تم فرض المناهج التعليمية على المدارس الابتدائية العربية منذ عام 1968، وتبعاً لذلك تم استبدال كلمة فلسطين بكلمة إسرائيل والقدس بكلمة أورشليم. وتقوم وزارة المعارف الإسرائيلية بتزوير التاريخ والجغرافيا، من خلال وضع مناهج تعليمية للطلاب العرب في القدس.
ويشار إلى أن البرامج التي تدرس للأقلية العربية داخل الخط الأخضر هي ذاتها التي باتت تدرس في المدارس العربية في مدينة القدس، وتفرض على الطلاب مفاهيم ومصطلحات تتلاءم مع ترسيخ فكرة يهودية دولة إسرائيل، إضافة إلى احتمال تهويد مئات الأسماء العربية المتداولة في المدينة التي تشهد نشاطاً استيطانياً محموماً منذ تشكيل حكومة نتانياهو الرابعة قبل أكثر من عام، فضلاً عن اقتحامات لم تتوقف لباحات المسجد الأقصى من جانب المستوطنين وبحراسة الجيش والشرطة الإسرائيلية. وظهر جلياً أن إسرائيل تحاول التضييق على الطلبة العرب في القدس لإجبارهم على تركها للاستئثار بخيارات التعليم، الأمر الذي يعرضهم للترانسفير من مدينتهم تبعاً للقوانين الإسرائيلية الجائرة المشار إليها سابقاً.
ومن الضروري إظهار حجم معاناة الطلبة المقدسيين، بسبب السياسات الإسرائيلية المبرمجة ضد قطاع التعليم خلال احتلال مديد، فثمة اكتظاظ شديد في الصفوف المدرسية والدوام في غالبية المدارس على فترتين، وهناك نقص حاد في المختبرات في المدارس العربية، ناهيك بضعف التجهيزات الرياضية وكذلك النقص الواضح في أعداد المعلمين، وتمنع السلطات الإسرائيلية منذ عدة سنوات تحديث وبناء غرف إضافية أو مدارس للطلبة العرب، الأمر الذي يحول دون استيعاب الطلبة الجدد عبر النمو الطبيعي للسكان الذي يزيد عن 3 في المئة سنوياً، وتبعاً لذلك فإن قطاع التعليم في القدس بحاجة إلى مئات الغرف لاستيعاب عشرة آلاف طالب هم المعروض من الطلاب الجدد سنوياً.
والملاحظ أيضاً أن مدارس العرب المقدسيين غير مؤهلة للتدريس الجيد، بسبب قدمها وعدم القيام بعملية تحديث ضرورية. ومن الأهمية الإشارة أيضاً إلى أن وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية القدس منعتا منذ العام الدراسي 2009-2010 التعليم المجاني للطلبة العرب، الأمر الذي يحرم سنوياً مئات الطلاب المقدسيين من فرص التعليم، وقد تتضح الصورة أكثر بعد افتتاح العام الدراسي في شهر أيلول (سبتمبر) القادم.
وفي ظل الحصار الاقتصادي الإسرائيلي على القدس، فإن الخيارات المالية باتت موصدة أمام الطالب والأسرة العربية هناك، للتسجيل في مدارس خاصة. وتبعاً للسياسات الإسرائيلية المطبقة بحق قطاع التعليم من فرض للمناهج الإسرائيلية ومنع للتعليم المجاني، فإن حالة تسرب كبيرة ستحصل بين الطلبة العرب. وفي هذا السياق، تشير دراسات إلى أن نسبة تسرب الطلبة العرب في القدس قبل الوصول إلى المرحلة الثانوية وصلت إلى نحو 50 في المئة في العقد الأخير، وسنشهد أيضاً هجرة قسرية من جانب أسر وطلاب فلسطينيين من القدس إلى مدن وقرى الضفة الغربية، للبحث عن فرص تعليم مجانية، ما يؤدي في نهاية الأمر إلى منعهم من العودة إلى مناطق سكنهم في محافظة القدس بحجة قوانين إسرائيلية جائرة، أقلها حجة الإقامة خارج القدس لأكثر من عام وبالتالي الانقضاض على منازلهم ومحالهم التجارية وعقاراتهم، تحت مسميات مختلفة، لتصبح بعد ذلك ملكاً لما يسمى هيئة أرض وأملاك إسرائيل.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...