الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

دونالد ترامب.. رئيس الترفيه

الكاتب: محمد العضاضي

في مقال قبل أيام لكاتب أميركي، توقع أن يفوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة بعد شهرين، بالرغم من أن جميع الاستفتاءات تقول عكس ذلك. السبب، كما يدعي الكاتب، هو أن الثقافة الشعبية الأميركية ثقافة تلفزيون، يقضي المواطن الأميركي أكثر من 5 ساعات يومياً في مشاهدة برامج تلفزيونية، وأكثر من 8 ساعات مبحلقاً في شاشة ما، تلفون أو كمبيوتر أو تلفزيون. الشعب الأميركي مدمن للترفيه المرئي، ودونالد ترامب من أكثر الشخصيات ترفيهاً وإثارة على الشاشة.

مثير في طريقة كلامه، في تسريحة شعره، في تاريخه مع النساء، جريء إلى حد الوقاحة، نقاشاته السياسية بمنطق المراهق. بسيط جداً في لغته، يستخدم مفردات يفهمها ذوو الرقاب الحمر (الريد نيكس) وطبقة العمال من البيض متدني التعليم، وهي شريحة كبيرة، والعنصريون من البيض – وهم كثر أيضاً - الذين يخفون عنصريتهم، لكنهم وجدوا في ترامب بوقاً فجاً جريئاً يقول ما يدور في خلجاتهم وما يهمسون به في جلساتهم الخاصة، ضد السود والهسبانيك والمسلمين والعرب والنساء والشاذين وغيرهم.

مثير فلا أحد يستطيع توقع ماذا سيفعل أو ما سيقول. لا يزن كلماته قبل أن تخرج من فمه، ولا يعير اهتماماً كبيراً لمستشاريه ومدراء حملته الانتخابية. قد ينصت لهم قليلاً، لكنه لا يعتد بما يقولون وقد يعتبرهم تافهين أغبياء، لأنه الأذكى والأنجح، كما يقول دوماً عن ذاته بكل صفاقة وبثقة جاهل ولد وفي فمه ملعقة من ذهب. لذا يضطر للكذب دون أن يدري أو مع سبق الإصرار، والنتيجة تناقض تصريحاته ومواقفه من يوم لآخر، ناهيك عن تجريح مشاعر كثير من شرائح المجتمع الأميركي. لا يشرب الخمر لكنه يبدو وكأنه يتعاطى أعتى أنواع المخدرات.

بهذه الخلطة العجيبة، أعاد دونالد ترامب تشكيل نكهة - بل جوهر- الانتخابات الأميركية، في حزبه أولاً، حيث حاربه بقوة سدنة الحزب الجمهوري وشيوخه من آل بوش وآل رومني وآل مكين وغيرهم، لكنه خالف كل التوقعات وفرض كل سخافاته على الجميع فأسقطهم واحداً تلو الآخر، كل مرشحي الحزب الستة عشر الذين بدأوا السباق معه قبل عام، وسجل في الختام أعلى نسبة أصوات فردية في تاريخ الحزب فاقت 15 مليون صوت. أصبح الانتماء للحزب الجمهوري من الآن فصاعداً يسمى "ترامبي جمهوري أو لاترمبي". كل هذا وهو ليس جمهورياً لو أخذت معايير ومقاييس الحزب التقليدية ومبادئه.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...