الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:34 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:19 PM
العشاء 8:40 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

النساء قادمات: الحرية لغزة والحرية لهوما هودفر

الكاتب: د. فيحاء عبد الهادي

منذ منتصف الشهر؛ تابعت باهتمام وترقب وقلق وأمل، قرب إبحار "قارب النساء إلى غزة" (WBG)،  في محاولة لكسر الحصار، كخطوة على طريق تحرير سكان قطاع غزة، من سجنهم الكبير، كما تابعت تصاعد الاحتجاج الشعبي والرسمي على اعتقال إيران للكاتبة الإيرانية الكندية -أستاذة الأنثروبولوجيا في مونتريال مدة ثلاثين عاماً، والمتقاعدة حالياً-، الدكتورة "هوما هودفار" (Homa Hoodfar)، منذ احتجازها في السادس من حزيران 2016؛ كخطوة، على طريق تحريرها من قيود السجن.
وجدت رابطاً قوياً بين الموضوعين: التمسك المبدئي بالحريات العامة والخاصة، وبضرورة تحقيق العدالة الإنسانية.

أعلن تحالف أسطول الحرية عن إطلاق مشروع "قارب النساء إلى غزة"، بمناسبة يوم المرأة العالمي، في 8 آذار 2016، وعن تصميمه على الإبحار باتجاه قطاع غزة المحاصر، في منتصف شهر سبتمبر من العام 2016، وعلى الوصول إلى الهدف، أول شهر تشرين الأول؛ لكسر الحصار على القطاع، ولتسليط الضوء على نضالات المرأة الفلسطينية، أينما وجدت، في مقاومة الاحتلال.
وأعلنت النساء المشاركات في المشروع أن الهدف القريب هو كسر الحصار على غزة، والهدف الأوسع هو دعم الحق في حرية التنقل للفلسطينيين في كل مكان، وأنهن يؤيِّدن الحق الفلسطيني، الذي كفلته المواثيق الدولية: "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستعماره لكل الأراضي العربية، وكسر الجدار الفاصل، وإعادة اللاجئين إلى ديارهم، اعتماداً على قرار 194".

حبسنا الأنفاس ونحن نتابع قاربي النساء: "الأمل" و"زيتونة"، وهما تستعدان للإقلاع من شواطئ برشلونة/ إسبانيا، إلى شواطئ غزة، يوم 17 أيلول 2016، وفي الذاكرة حديقة برشلونة للسلام، التي دمَّرها الاحتلال الإسرائيلي، خلال عدوانه على قطاع غزة عام 2009، والتي أعيد بناؤها عام 2010.

بينما تعثَّرت "أمل"؛ مضت "زيتونة" تمخر عباب البحر، وهي تحمل ثلاث عشرة متضامنة، من دول عربية وأجنبية، يتميزن بالقوة والمبدئية والرِّقة في الوقت ذاته، حملن هموم نساء غزة بشكل خاص، وآلام وآمال نساء فلسطين بشكل عام، ومطالبهن لنيل الحرية، وتحقيق العدالة، والكرامة الإنسانية، وانطلقن في رحلتهن الصعبة ذات الأهداف النبيلة.

وصل قارب النساء من أجل غزة (WBG) إلى شواطئ فرنسا (Ajaccio)، يوم 19 أيلول، ثم إيطاليا (Messina)، يوم 23 أيلول، وسوف يبحر بعد أسبوع، آملاً أن يصل إلى الوجهة الأخيرة/قطاع غزة، في الموعد المحدد.

من بين المتضامنات على ظهر القارب، ممثلة المسرح، والمخرجة الأميركية: "ليزا غي هاملتون" (LISAGAY HAMILTON)، التي تحدثت عن سبب التحاقها بالقارب، معربة عن إعجابها بشجاعة نساء غزة، وبالفخر لإبحارها إلى غزة مع زميلات رائعات. أعربت عن اهتمامها البالغ بأثر الحرب على النساء، حيث التأثير الأكبر على التعليم، والصحة، بالإضافة إلى التأثير على وسائل الحياة كافة:
"أنا هنا لأن حوالي مليونين من سكان غزة يعيشون في سجن كبير مفتوح. أنا هنا من أجل 299 امرأة و551 طفلاً قتلوا خلال العدوان على غزة عام 2014، ومن أجل 40,000 امرأة حامل حرمت من حقها في الرعاية الصحية، نتيجة للحصار والتدمير الذي تسببت به الحرب. أنا هنا بسبب العقاب الجماعي المفروض على غزة، والذي ينتهك اتفاقية جنيف، التي تمنع العقاب الجماعي. أنا هنا لأن رئيسي زاد المساعدات العسكرية لإسرائيل من 3.1$ بليوناً إلى 3.8$ بليوناً، سنوياً، لعشر سنوات قادمة، دون حدود، ودون أي اعتبار لما يعانيه قطاع غزة. أنا هنا لأنه بالرغم من بعض التسهيلات؛ إلاّ أن الحصار هو المسؤول عن ارتفاع نسبة البطالة، والنقص الغذائي، والكارثة الصحية المستمرة، والبنية التحتية المدمَّرة. لسنا هنا لتقديم المساعدات الإنسانية إلى شعب غزة؛ بل للمساهمة في الجهود الدولية لكسر الحصار. أضم إلى قلبي كلمات الكاتبة المصرية الروائية "أهداف سويف": العالم يعامل غزة كقضية إنسانية؛ كأن الفلسطينيين يحتاجون مساعدات. ما تحتاجه غزة: الحرية. سوف تلتحق بنا عند محطتنا الأخيرة الشاعرة، وكاتبة المسرح الأميركية "نعومي والاك" (Naomi Wallace)، بقوة ودون خوف ذكَّرتني نعومي أننا هنا من أجل الدفاع عن حرية التعبير الفني، حيث مؤخراً أجبر المسرح العام في نيويورك على إلغاء إنتاجه الفني "السياج": مسرحية عن خمسة أعضاء في حركات تضامن دولية، أجبروا على اللجوء إلى كنيسة في بيت لحم خلال انتفاضة 2002. آمل أن رحلتنا سوف تساهم في كسر الحصار الأميركي غير المعلن عن فلسطين والفنانين الفلسطينيين".

انطلقت حملات التضامن الدولية مع "هوما هودفر"، مباشرة بعد اعتقالها في سجن إيفن (Evin)، في طهران، في سجن انفرادي، يوم 6 حزيران 2016، خلال زيارتها لعائلتها، واتسعت بعد استمرار الاعتقال دون توجيه تهم محددة، ودون السماح لأفراد عائلتها، أو لمحاميها الاتصال بها، واتسعت أكثر بعد إعلان أسباب التحقيق معها، يوم 24 حزيران: "التورط في النسوية وأمور أمنية" (dabbling in feminism and security matters).

تضامن الأكاديميون/ات، من دول العالم المختلفة مع البروفيسورة "هوما هودفر"، كما تضامن الطلبة، ومنظمات حقوق الإنسان، وبعض الحكومات، في تخوف من تيار في الإعلام وفي السياسة، يستهدف المناضلات النسويات، اللواتي يبحثن في قضايا النساء بعمق، ويسعين لتطوير أوضاع المرأة سياسياً واجتماعياً وثقافياً.

كرَّست الكاتبة (65 عاماً) حياتها للعمل الأكاديمي التنويري، الذي يضيء ويكشف ويغذّي ملكة التفكير النقدي، والذي يعنى بتطوير أوضاع النساء، ويغرس قيم المساواة من حيث النوع الاجتماعي، وخاصة في المجتمعات المسلمة، وكتاباتها شاهد على أفكارها المعلنة. ومن خلال أبحاثها عن المرأة المسلمة؛ كسرت الصورة النمطية عنها، وكشفت عن ثراء وتنوّع شخصيات النساء. في واحدة من مقالاتها: "الحجاب في عقولهم وعلى رؤوسنا" (The Veil in Their Minds and On Our Heads)، التي اعتمدت على المقابلات الشفوية مع مئات الكنديات المسلمات؛ بيَّنت أن: "النساء المسلمات اللواتي يخترن الحجاب يفعلن لأسباب عديدة، وليس لأنهن انحدرن من عائلات أو من ثقافة فرضت عليهن الحجاب. الكثيرات اخترن الحجاب في معارضة لرغبات عائلاتهن".

غزة الحبيبة، النساء قادمات،
السلامة والأمان لهنَ ولكِ،
الحرية لغزة #FreeGaza
والحرية لفلسطين #FreePalestine
والحرية لهوما هودفر #Freehoma

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...