ما تقرأه أنت..

الكاتب: رامي مهداوي

عزيزي خطاب،،
أتمنى أن تكون بصحة وعافية؛ أكتب لك بعد إنقطاع لأسباب خارجة عن إرادتي، أعدك بأن تصلك الرسائل بشكل منظم قدر استطاعتي في الأيام القادمة. في الأشهر التي توقفت بها عن الكتابة لك واجهت العديد من القصص والأحداث بأشكال مختلفة، وفي كل حدث كنت أخزن ما تعلمته أو استنتجته _وقد أكون مخطأ_ في ذاكرتي حتى أقوم بكتابتها في أقرب فرصة لك.

قد تفقد الرسائل التي ستصلك معناها الحقيقي إذا ما أخذنا بعين الاعتبار متغيرات الزمن والمكان، وربما ستضحك على ما كتبته، وتستغرب طريقة كتابتي كرد فعل على حدث معين، كما هو حالي مع أبي عندما يحدثني عن قصص الماضي التي أحفظها عن ظهر قلب، وفي كل مرة يقص لي أبي إحدى القصص التي أحفظها، أكتشف معلومات وسراديب جديدة لم أكن أعرفها وكأن القصة يتم سردها لي أول مرة.

ولدي العزيز..
للوهلة الأولى، ستبدو لك هذه الرسائل كدروس خاصة، لكن ثق تماماً بأنني لا أتقن دور المعلم؛ ولن تكون الطالب الذي يتلقى دروسه عن بعد. لتكن علاقتنا من خلال هذه الرسائل صديق يكتب لصديقه ما يحدث أو حدث له في أيامه؛ متمنياً أن تكون أيامك أفضل من أيامي، على الرغم بأن الحاضر يقول أن الماضي دائماً أجمل رغم التطور التكنولوجي والعلمي، إلاً أن حياة أجدادنا كانت تنبض بالحب والترابط المجتمعي أكثر من هذا الوقت، فنشاهد أحداث لا يتخيلها العقل البشري، فكيف يقتل الإنسان أخاه الإنسان بتلذذ مبرراً ذلك بتبريرات بعيدة كل البعد عن الدين والعقل البشري!!

وهنا أتمنى عند قراءتك لهذه الرسائل، أن تقرأها بعين النقد وليس المسلمات والبديهيات، فالنصوص والرسومات وأي أعمال من صنع الإنسان وحتى الظواهر الطبيعية  لا نستطيع بالتنبؤ بدقتها وصحتها الدائمة، عليك أن تؤمن بعقلك وعينك في قراءة ما تره وما لا تراه حتى تكوَن النص والاستنتاج الخاص بك أنت، فما تقرأه أنت ربما تقرأه عينك بطريقة تختلف عن ما أقرأه حتى ولو كان النص واحد... أو المشهد واحد...

انتظر عودة رسائلي مجدداً، وسامحني إن تأخرت..

مع حبي الأبدي،،
صديقك