الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:33 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:20 PM
العشاء 8:41 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

المسيحيون والمسلمون لترامب: القدس خط أحمر

الكاتب: رأي الراية

طالما عُرفت الادارات الأمريكية أنها الراعي الأساسي لعملية السلام في الشرق الأوسط، منذ توقيع اتفاق أوسلو في البيت الأبيض الأمريكي، وتوالى وزراء الخارجية الأمريكية على دور الوسيط الذي ينسب له النجاح والفشل في كل الأحوال، لدرجة احتكار هذا الصراع رغم وجود الرباعية الدولية.

ان استهلاك وسيلة التفاوض الثنائي وعدم مقدرتها على انجاز الحل الذي يطمح له العالم خلال أكثر من ربع قرن يؤكد أن المفاوضات الثنائية كانت مهلة زمنية للطرف القوي لفرض الحل الاحادي بداية من الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة الذي لم يوفر لا الأمن ولا السلام في الأراضي المحتلة.

الفشل السابق أدى الى الاخلال بأسس السلام المتمثلة في "حل الدولتين" وفق الأسس والشرعية الدولية، إفشال متعمد عبر الاستيطان الذي قوض فرص الحل وامكانية تعايش شعبين رغم الاقرار العالمي المتزايد بأحقية وجدارة الشعب الفلسطيني في اقامة دولته التي تؤسس للسلام في المنطقة وتنزع ذرائع الارهاب والعنف الرئيسية.

أكبر برهان على قناعة العالم بأهمية الحل على اساس الدولتين تبني الادارة الأمريكية لهذا الخيار والامتناع عن التصويت في مجلس الأمن لصالح الموقف الفلسطيني العالمي ضد الاستيطان، قرار جاء بعد تجربة وخبرة ثمانية أعوام من الجهد الذي بذله الرئيس أوباما ووزارة الخارجية في أجواء من التعنت والتبجح الاسرائيلي الذي مس هيبة الولايات المتحدة الأمريكية.

كل ما سبق يجب أن يكبح جماح الدعوات المتطرفة في أمريكا وعهدها الجديد، على أساس أن العمل السياسي تراكم لخبرات وتجارب ومواقف سابقة يجب البناء عليها وليس الغاءها، لأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس المحتلة هو ضرب لكل الجهود والدور الأمريكي في صفر كبير، وانحياز لطرف عاق دون إدراك لخطورة الموقف على الدور والشعب الأمريكي، ومواجهة خاسرة مع القوانين الدولية والمواقف العالمية بعدما أيدت كل برلمانات العالم تأييدها لحق الفلسطينيين في دولة تؤسس للسلام والاستقرار وتوفر الامن  لإسرائيل.

كما إن اصرار الرئيس الأمريكي الجديد ترامب على هذه المواجهة مع العالم، والتملص من التزامات الادارات الامريكية السابقة، وجهود عشرات السنوات لوزارات الخارجية المتعاقبة وفرق العمل من كسينجر حتى كيري، لن يحقق الريادة لواشنطن ونحن نرى توسع موسكو في المساحات الفارغة وتلك التي أخفق فيها البيت الأبيض.

نقل السفارة الامريكية الى القدس استفزاز لشعوب العالم و138 دولة أقرت في الجمعية العامة للأمم المتحدة وجوب اقرار واقامة الدولة الفلسطينية، كما هو تحدي سافر لأكثر من 50 دولة وشعب مسلم وعربي، سيتأكد لديهم أن امريكا ترعى الارهاب الاسرائيلي، وسيوفر ذرائع لجماعات العنف والتطرف للمساس بالمصالح الأمريكية والمواطنين الأمريكيين وتوسيع دائرة انتاج العنف والمواجهة ضد الاحتلال الاسرائيلي.

الإشارة مهمة لوزير الدفاع الأمريكي الجديد بأن تل أبيب عاصمة دولة الاحتلال وهو موقف يدرك عمق الوضع العربي والإسلامي وخطورة المساس بالمقدسات ومشاعر الشعوب في منطقة متقلبة وخطرة مفتوحة على كل الاحتمالات.

التراجع الامريكي عن أسس السلام والاستقرار خسارة للجميع من واشنطن حتى تل أبيب ويمنح براهين جديدة على انحسار الحضور الامريكي وتضرر حلفاء واشنطن، ويعيد القضية الفلسطينية إلى دائرة الصراع الاولى مع الاحتلال على قاعدة فليخسر الجميع.

من مصلحة الادارة الامريكية الجديدة انضاج عملية السلام واستكمال دورها والبناء عليه ضمن جدول زمني لإنهاء الاحتلال وارساء استحقاقات السلام الذي بدأ من البيت الأبيض وكامب ديفيد وصولا لمؤتمر باريس ليفرض حكماء العالم السلام العادل ويغلقوا دوامة كبيرة للصراع وفتح أمال الاستقرار والتعايش وتغليبها فالسلام يبدأ في فلسطين والحرب تنطلق منها.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...