الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:38 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الأردن ووهم السلام… خرافة «العدو»

الكاتب: بسام البدارين

لا يمكن إغفال أو إسقاط الصمت الحكومي والرسمي الأردني الغريب من تلك الحسابات المرتبطة بتداعيات لقاء ترامب ـ نتنياهو الأخير حيث يتحدث سياسيون كبار عن تراجع حل الدولتين وبصورة لا تشير لها لا من قريب ولا من بعيد الحكومة الأردنية.

الموقف فعلا بحاجة إلى تفسير لأن ثقافة الإنكار تبدو مسترسلة هنا أيضا وقد تصل عندما يتعلق الأمر باليمين الإسرائيلي إلى المطالبة فيما بعد الإنكار وهو الخنوع والخضوع إلى ذلك النمط من السيناريوهات الذي يحذر منه الدكتور مروان المعشر وهو يطالب بأن تساهم الأوطان العربية بصياغة مستقبلها بدلا من أن يصوغها الآخرون.

لا أعرف سببا من أي نوع، سياسي أو غير سياسي، يدفع الحكومة الأردنية للصمت إزاء قول رأيها أو التعليق على مسار الأحداث عندما يتعلق الأمر بالسقوط الأكيد بعد لقاء ترامب ـ نتنياهو للاستراتيجية الوطنية الأردنية في عملية السلام والتي ترتكز أصلا على حل الدولتين دون أن يعني إسقاط هذا الحل استبداله بحل الدولة الواحدة الديمقراطية.

لا أعرف السبب، بالمقابل يدفع السلطة في بلادي لعدم الاستثمار في الجمهور وتحديدا في الشعبين حول ضفتي نهر الأردن عبر إرسال رسالة قوية للمجتمع الدولي وللولايات المتحدة تقول بوضوح بأن حل الدولتين مؤامرة ومرفوضة وسيتصدى لها الأردنيون والفلسطينيون قادة وشعبا.

بكل الأحوال تبدو البوصلة متجهة إلى المجهول تماما رغم أن بعض الأصدقاء في الإدارة الأردنية يحاولون إقناعي وغيري بأن الرئيس دونالد ترامب طلب من الإسرائيليين والفلسطينيين العمل معا من أجل السلام أكثر من تركيزه على إنهاء حل الدولتين.

حسب وجهة النظر تلك، ترامب لم يدفن حل الدولتين بل قال إنه وخلافا لسلفه أوباما لن يفرض هذا الحل ولا يعتبره الطريقة الوحيدة للسلام، وهي صيغة لا تعني إلا الضغط على الطرفين للوصول إلى حل ومعالجة.

تلك تبدو محاولة للتدقيق في الأحرف والكلمات على أمل وقف الانهيار بالحد الأدنى في عملية السلام التي بقيت طوال الوقت تشكل رهانا يتيما بالنسبة للدولة الأردنية منذ عام 1994.

وعمليا من الصعب القول إن رئيسا بهوية ترامب لا يمكن الرهان عليه خصوصا وأنه يكشف علنا نواياه بعدم دعم حل الدولتين ويؤسس لحالة جديدة قوامها فكرة تفاعل المخرز الإسرائيلي بالكف الفلسطيني لإيجاد صيغة يمكن أن تسمى عملية سلام بين الجلاد والضحية.

كيف نسمي هذا الأمر إذا لم يكن اسمه الصريح انحيازا مبرمجا وأكيدا لليمين الصهيوني المتطرف؟

ما الذي يعنيه احتفال اليمين الإسرائيلي الموتور بنتائج لقاء نتنياهو ترامب مادام التدقيق بين الحروف يقودنا إلى استنتاجات تنكر الواقع؟

نتنياهو كان أول ضيف رسمي في البيت الأبيض مع سجادة حمراء ومؤتمر صحافي برفقة زوجته وزوجة ترامب. وبكلمتين وجرة قلم فقط سقطت عبارة حل الدولتين من فم الرئيس الأمريكي وبعد أكثر من ربع قرن من استمرار المجتمع الدولي في الحديث عنها.

طبعا وأبدا موازين القوى في صالح العدو.. لكن بدأ يبدو أن هذه الخرافة تستثمرها الأنظمة العربية فقط وهي ترفض الاستعانة بشعوبها على العدو الذي يبتزها أو يتحسس رؤوسها فلا أحد يتحدث عن هزيمة إسرائيل أو التصدي لها عسكريا، ولا أحد حتى يتحدث عن المقاومة، وكل ما يمكن أن يطالب به البسطاء هو الاستثمار فيهم وبوقفة الشعوب وإظهار موقف بالحد الأدنى بدلا من الاسترسال في حالة المثل الشعبي الدارج الذي يقول «رضينا بالهم والهم لا يرضى بنا».

إسرائيل كلها بالفكرة والشكل والمضمون مشروع غير منجز ولا مستقبل له، وفلسطين لأهلها، تلك حقائق في وجدان الشعوب والتاريخ ووقائع لا تبدلها اتفاقيات حتى عندما تقرر الحكومات العربية تتبع سياسات الخنوع والخضوع وتخشى من أن تنقلب عليها أوراق الشعوب إذا استخدمت ضد إسرائيل.

خبرات الأردن تحديدا بكل مقومات الكيان العدو كبيرة جدا وطالما تشدق بها مسؤولون وسياسيون أمامنا.

عمان وحدها على اتصال بما يسمى بالدولة العميقة للكيان ووحدها على تماس مباشر مع مكونات الأحزاب السياسية في الكيان، وتعرف من أين تؤكل الكتف خصوصا في حال وجود بعض الأسنان وتستطيع إظهار ولو قدر من الخشونة في مواجهة مؤامرة أكيدة وموثوقة للعدو إلا إذا كان في الجعبة ما لا نعرفه ولا نستطيع فهمه ولا يمكن مقاومته.

في هذه الحالة على الأقل نتوقع أن تتحدث الحكومة مع الشعب بصراحة حتى نحتفظ بوهم الخرافة لأنفسنا ونتحدث مثل أصحاب المعالي والدولة وعلية القوم بـ «واقعية».

لا يمكنني تصديق حكاية عدم وجود شيء نفعله فيما يهدد اليمين الإسرائيلي الشعبين معا وفي الوقت نفسه.

لا أصدق عدم وجود هوامش للمناورة والمبادرة وما أعرفه على أقل تعديل أن ورقة الضغط الشعبي حصريا لم تستعمل بعد ولم تختبر سابقا ولا يمكن إزاء هول المؤامرة اليوم التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية أن نقبل ببقاء هذه الورقة في المتحف وتحت باطن الأدراج.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...