الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:38 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

مؤتمر اسطنبول....ومحاولة تجاوز منظمة التحرير

الكاتب: راسم عبيدات

في ظل التطورات والمتغيرات على مستوى العالم والإقليم والمنطقة، بعد وصول اليمين المتطرف الى الحكم في أمريكا وبريطانيا، واقترابه من السيطرة على الحكم في فرنسا، وتقاطع وتلاقي مصالح هذا اليمين المتطرف مع اليمين الصهيوني القومي والديني المتطرف في اسرائيل، حيث شاهدنا في لقاء ترامب- نتنياهو منتصف الشهر الحالي، سعياً حثيثاً من أجل طمس وتهميش القضية الفلسطينية، وعدم إعتبارها المحرك والأساس للصراعات في المنطقة، وفي ظل هذا السعي الحثيث نجد بأن القضية الفلسطينية، دخلت مرحلة خطيرة جداً من التجاذبات السياسية العربية والإقليمية والدولية، حيث تسعى أمريكا واسرائيل، الى قبر حل الدولتين، والبحث عن مسار سياسي جديد لحل القضية الفلسطينية.

والمقصود هنا التصفية وليس الحل، جوهره مشروع نتنياهو للحل، سلام إقتصادي، قائم على مقايضة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بـ"تأبيد" وشرعنة الإحتلال مقابل تحسين شروط وظروف حياة الشعب الفلسطيني تحت الإحتلال بتمويل من صناديق عربية ودولية، ولتحقيق هذا الغرض تسعى أمريكا لتشكيل "ناتو" عربي مع اسرائيل من الدول العربية الحليفة لأمريكا، تحت شعار وذريعة مواجهة ومحاربة الخطر الإيراني في المنطقة، والتي رسمته وصورته أمريكا واسرائيل لتلك الدول على أنه الخطر الرئيسي على أمن المنطقة والأمن العربي. ومهمة ودور هذا "الناتو" العربي في المؤتمر الإقليمي الضغط على الفلسطينيين للقبول بحل، ينتقص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويشكل مدخلاً مهماً لتجاوز وشطب حل الدولتين.

ايران استشعرت هذا الخطر، ورأت بأنه من الهام الضروري تعزيز وتقوية وتدعيم ركائز محور المقاومة العربي- الإسلامي في مواجهة المخاطر والتحديات الكبيرة التي يتعرض لها هذا المحور، وفي المقدمة منها المحاولات الجادة والحثيثة لتصفية القضية الفلسطينية، وتفكيك المشروع الوطني، ولذلك كانت الدعوة لعقد "المؤتمر الدولي السادس لدعم إنتفاضة الشعب الفلسطيني" في طهران والذي عقد يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، هذا المؤتمر الذي حمل شعار أن القضية الفلسطينية هي أولى الأولويات للعالم الإسلامي حتى إستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشددا البيان على الحيلولة دون طمس القضية الفلسطينية أو تهميشها في خضم الأزمات التي تتعرض لها المنطقة وداعيا للعمل على توحيد الصفوف بهدف مناصرة الشعب الفلسطيني، وفي وقت أدان فيه البيان كل أنواع الدعم الذي قدمته الإدارة الأميركية لإسرائيل، بما في ذلك التصريحات اللامسؤولة الأخيرة حول نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، ودعا إلى رفض التطبيع مع إسرائيل مناشداً جميع الدول بقطع علاقاتها معه. وجاء أيضاً في البيان “الدعوة لإقفال السفارات العربية والإسلامية في واشنطن إذا ما تم نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.

وبالمقابل ينعقد مؤتمر آخر يومي 25 و26 شباط الجاري في مدينة اسطنبول التركية تحت مسمى "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، او ما يعرف بمؤتمر إسطنبول، هذا المؤتمر الذي أثار ويثير الكثير من اللغط والتساؤلات وعلامات الإستفهام، حول الأهداف والأجندات الحقيقية التي يرمي المؤتمر والقائمون عليه والمشاركون فيه الى تحقيقها، في ظل دعوات فصائلية وشخصيات فكرية وسياسة وإعلامية فلسطينية وازنه لمقاطعته، ليس فقط لأنه لم يجر بالتشاور والتنسيق مع منظمة التحرير كعنوان وبيت جامع لكل الفلسطينيين. بل إن واحداً من أهداف هذا المؤتمر إضعاف دور منظمة التحرير وتجاوز تمثيلها للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجد أبناء شعبنا.

صحيح بأن القائمين على المؤتمر، يؤكدون على أن المؤتمر هو شعبي، فلسطيني، جامع، يهدف الى إطلاق حراك شعبي، وطني، واسع، يحقق تفعيل دور الفلسطينيين في الخارج من أجل الدفاع عن قضيتهم وحقوقهم في تحرير أراضيهم والعودة اليها، وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، وصحيح أيضاً أنه بعد إتفاق أوسلو جرى تهميش وتجويف لمنظمة التحرير الفلسطينية و"تغوّل" على دورها وصلاحيتها من قبل السلطة الفلسطينية، وبالتالي أصبحت عاجزة عن القيام بدورها ومسؤولياتها تجاه فلسطينيي الخارج، بسبب قصر نظر البعض في الساحة الفلسطينية، وأوهامهم بأن الدولة الفلسطينية على مرمى حجر، هذا العجز والفهم الخاطئين قادا الى وجود فراغ كبير لا بد من ملئه، ولكن لا يجوز معالجة الخطأ بخطيئة، بأن يكون ملء الفراغ من خلال تعميق حالة الإنقسام والشرذمة، مهما خلصت النيات، فالعبرة بالنتائج، وكما يقول لينين" وراء الأكمة ما وراءها"، ولذلك لا نعتقد بأن القائمين على مؤتمر اسطنبول والمشاركين فيه، يمتلكون الحق بإدعاء تمثيلهم لجميع فلسطينيي الخارج.

ليس من باب الصدفة أن يعقد مؤتمران بخصوص القضية الفلسطينية، تفصل بينهما أيام، مؤتمر طهران الدولي لدعم القضية الفلسطينية الذي عقد في 21 و22 من الشهر الحالي، ومؤتمر اسطنبول.

مؤتمر اسطنبول يحمل شعار «المشروع الوطني...طريق عودتنا»، ويتوقع أن يشارك فيه ما يقارب أو يزيد عن ثلاثة آلاف شخصية فلسطينية، في إطار السعي لإيجاد جسم تمثيلي بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورغم أن المبادرين لعقد هذا المؤتمر يقولون أنه بات من الضروري أن يبادر شعبنا في خارج فلسطين الى تطوير وتعزيز دوره في حماية حقوقه الوطنية تكاملاً مع دور أهلنا في فلسطين المحتلة، ولكن من خلال التجارب وما تعيشه الساحة الفلسطينية والوضعين العربي والإقليمي، أرى بأن هذا المؤتمر سيصب في طاحونة تعزيز وتعميق الإنقسام، ويضرب وحدة الشعب الفلسطيني وطنياً ومجتمعياً، ويهمش دور منظمة التحرير المهمش أصلاً، وواحد من الأهداف المركزية لدولة الإحتلال، إسقاط تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني وشطب دورها.

هناك من يقول لماذا كل هذا الإنتقاد والإتهامات لمؤتمر اسطنبول والقائمين عليه؟؟، ماذا بخصوص مؤتمر طهران..؟؟ سؤال محق ومشروع، مؤتمر طهران وجهت فيه الدعوة لكل مكونات ومركبات الشعب الفلسطيني، ولم تكن ايران في يوم من الأيام من الأطراف الساعية الى شرعنة وتكريس حالة الإنقسام في الساحة الفلسطينية، بل سعت وتسعى دائماً لتوحيد وتحشيد كل القوى الفلسطينية في مواجهة المشروع الصهيوني، والعمل على منع تهميش وتصفية القضية الفلسطينية، وجوهر مؤتمرها تمحور حول هذه النقطة والقضية مركزية القضية الفلسطينية في الفكر العربي- الإسلامي، ودعم المقاومة الفلسطينية، أما تركيا فالجميع يدرك ويعرف دورها في الإستثمار والإستحواذ على الورقة الفلسطينية، في تعميق الإنقسام في الساحة الفلسطينية، وطرح الحلول والمشاريع المشبوهة القائمة على الدولة المؤقتة في قطاع غزة، واطماع تركيا في المنطقة والعالم العربي واضحة، حيث سعت وتسعى الى اقتطاع جزء من الجغرافيا السورية لحساب دولتها، او ما يسمى بدولة الخلافة الجديدة.

اذا كان الهدف كما يقول القائمون على المؤتمر المطالبة بتمثيل عادل في المجلس الوطني، وإجراء انتخابات ديمقراطية له وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، وليس ايجاد بديل لها، فثمة أسئلة تطرح: لماذا لم يجر تشكيل لجنة تحضيرية يشارك فيها مختلف ألوان الطيف السياسي والمجتمعي الفلسطيني، والتحضير لذلك من قبل لون سياسي محدد..؟، ولماذا جرى تجاهل وتجاوز المنظمة والمؤسسات الفلسطينية العاملة في الخارج..؟

ولذلك يهمنا القول في النهاية في ظل المخاطر الكبيرة والتي تتعرض لها قضيتنا والفلسطينية وما تواجهه من تحديات وتجاذبات واستقطابات، أنه يتوجب علينا الحفاظ على وحدة شعبنا وقضيتنا وارضنا وتمثلينا، فالقضية واحدة والشعب واحد والمخاطر والتحديات واحدة، ولتبق المنظمة العنوان والممثل الشرعي الوحيد، وليُضمن ذلك المؤتمرون في اسطنبول في بيانهم الختامي، حتى يحدثوا نوعاً من الإطمئنان لحقيقة نواياهم وأهدافهم من هذا المؤتمر، الذي نستشعر أنه سيكون محاولة لتجاوز المنظمة، فشلت أم لم تفشل، فهي خسارة صافية لشعبنا وقضيتنا.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...