الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:33 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:20 PM
العشاء 8:41 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

اسرائيل صارت حليفا ونحن نكاد نضيع

الكاتب: ابراهيم دعيبس

بعد الهجمة الاستيطانية المدمرة ومصادرة الارض وهدم المنازل والمدارس والمنشئات وتهجير المواطنين او التضييق عليهم جاءنا الرئيس الاميركي ترامب بمواقفه المؤيدة لاسرائيل وتعيين يهودي مستوطن سفيراً في اسرائيل وزوج ابنته المستوطن الآخر مسؤولاً عن متابعة عملية السلام.

هكذا ضاقت الدائرة علينا وباتت أوضاعنا أكثر سوءاً من أي وقت مضى، وقد حدث ما زاد الأمور تعقيداً وزادنا وزاد قضيتنا عزلة، وهو ما يتعلق بالعلاقات الرسمية العربية مع اسرائيل، والاجتماعات المتكررة في غياب أي دور أو وجود لنا فيها.

أيام وزير الخارجية السابق كيري، عرفنا مؤخراً ومن مصادر إسرائيلية أساساً، أن قمة مصرية أردنية إسرائيلية برعايته قد انعقدت في العقبة وتم خلالها تقديم مشروع سلام عطلة نتنياهو بشروطه التعجيزية، وكانت السلطة الفلسطينية غائبة كلياً. وتردد أن كيري قابل الرئيس أبو مازن قبل وبعد هذه القمة ووضعه بالصورة، ولكن هذا، حتى وإن صح. غير كاف ولا مناسب، وكان لابد من حضور أبو مازن لاجتماع كهذا يبحث القضية الوطنية وسبل إيجاد حل لها، لا أن يتم الاكتفاء باطلاعه على النتائج وكأنه طرف مراقب وليس طرفاً رئيسياً أو الطرف الرئيسي الأول.

قبل أيام قليلة أيضاً عقد في القاهرة لقاء بين الملك الاردني عبد الله الثاني والرئيس المصري السيسي وكانت القضية الفلسطينية محور المحادثات، ومرة أخرى نجد السلطة والقيادة في غياب كامل ويتم الاكتفاء باطلاعها على مضمون هذه الاجتماعات.

على صعيد آخر مماثل، ورغم كل الممارسات الاسرائيلية والاستيطان والقضاء على حل الدولتين، نجد دولاً عربية عدة تقيم تحالفات مع إسرائيل علناً ورسمياً بدون أية مواربة أو تمويه، بينما كان المفترض قطع أية علاقات موجودة تضامناً مع قضيتنا لو كان الاهتمام بها كما يجب أن يكون من هذه الدول العربية.

ويبلغ التجاذب ذروته في مؤتمر طهران لدعم الشعب الفلسطيني من جهة ومؤتمر أسطنبول للمغتربين الفلسطينيين من جهة أخرى، ويتحول المحور من فلسطيني إسرائيلي الى محور سني شيعي وتصبح إيران لدى بعض الدول العربية هي الخطر الأكبر وتصبح إسرائيل هي الحليف الأكبر، وتصبح قضيتنا في آخر الاهتمامات.

وسط هذه الدوامة يظل الإنقسام الفلسطيني بين فتح وحماس على أشده بل ويتعمق ويزداد تدميراً للموقف والقضية، ويظل تبادل الاتهامات هواية يومية تقريباً لدى الطرفين...وتظل المصلحة الوطنية غائبة رغم كل التحديات المصيرية القائمة والمعروفة.

الغريب أن المواطن لا يجد تجاوباً رسمياً تجاه هذه التطورات واستمرار التصرف وكأن شيئاً لا يحدث، وهذا غير منطقي ولا طبيعي.

إن الحديث عن الانتخابات المحلية لم يعد مهماً أو حتى ضرورياً لان القضية أكبر بكثير، وإذا كان لابد من انتخابات فلتكن رئاسية وتشريعية وبأسرع ما يمكن لعلنا نجد من يخرجنا من هذا المأزق الذي نحن فيه ولعلنا نخرج ايضاً من مأساة الانقسام ودائرته المغلقة.

في كل الاحوال فإن القيادة على مختلف مستوياتها وفصائلها مطالبة-إن كان ثمة من يسمع أو يريد أن يسمع- بجلسات تقييم جادة للوضع والخروج بالمواقف المطلوبة وعلى قدر التحديات..وإلا فإن القادم لا يبشر بأي خير...

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...