الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

ما يجدر بالرئيس عباس قوله عندما يلتقي السيد ترامب؟

الكاتب: جيروم سيغال

افترض الجزء الأول من هذه المقالة قيام الرئيس عباس بعرض تفاصيل الصفقة للرئيس ترامب الذي يمكن أن يقول فيها، "نعم." الجزء الثاني يتحول من تفصيليات الصفقة الى طبيعة العملية التي ستصلنا الى هناك. فيمكن للرئيس عباس المتابعة كالآتي:

"إذا السيد الرئيس، تلك هي العناصر الرئيسة. فإذا أمكنك جعل الإسرائيليين يقبلون بها، ستكون لدينا تسوية. وسنكون قادرين على إنهاء هذا الصراع الفظيع. ومع ذلك فأنا غير متفائل. ودعني أوضح."

لقد تفاوضنا مع الإسرائيليين لأكثر من ربع قرن، هذا إذا اعتبرتم مؤتمر مدريد عام 1991 نقطة بداية. لكن في الحقيقة، كان هناك مبادرة سلام فلسطينية على الطاولة منذ 1988. ففي تشرين الثاني وكانون الأول من العام 1988، أولا في إعلاننا للإستقلال وبعدها في خطاب الرئيس عرفات أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، قامت منظمة التحرير الفلسطينية بفعل ما اعتبره الكثيرون مستحيلا. فلقد غيرنا موقفنا إزاء قرار التقسيم للعام 1947 الذي يدعو الى تقسيم فلسطين الى دولتين، واحدة عربية وأخرى يهودية. لقد اعترفنا بحق اسرائيل بالعيش بسلام وأمن. وقبلنا قرار مجلس الأمن 242 كقاعدة لحل الدولتين، وبهذا تخلينا عن مطلبنا بالأراضي التي خصصت للدولة الفلسطينية في قرار التقسيم.

السيد الرئيس، لقد قمنا بكل ذلك بدون أي مفاوضات. قمنا بذلك بدون أي مقايضة من اسرائيل. نعم، لقد أعلنا الدولة الفلسطينية بشكل أحادي، وأيضا قمنا بكل ما دعونا اليه بشكل أحادي، التسوية التاريخية. واعتقدنا أن خطواتنا قد تؤدي الى نهاية الصراع، في حال التقانا الإسرائيليون في منتصف الطريق. وحدث التغيير، لكنه أتى ببطء، ويتطلب حكومة إسرائيلية جديدة. بعد خمس سنوات، في حديقة البيت الأبيض، ومن خلال التأسيس على ما بدأنا به عام 1988، قام الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء رابين بالتوقيع على اتفاق اوسلو، وهو الإتفاق الذي كان جدوله الزمني خمس سنوات لحل الصراع برمته.

ولربما أن الحادثة المصيرية التي حالت دون التوصل للاتفاق النهائي المتوقع للصراع، تمثلت في إغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي رابين من قبل متطرف يميني، بعد أن قام السياسيون اليمينيون بالتحريض على رابين. وهذا ما سيحكم عليه المؤرخون. لكن ما يمكنني قوله لكم، أن عملية المفاوضات لم تسر بشكل جيد عقب وفاة رابين. ومنذ حينها، تفاوضنا مع ثلاثة رؤساء وزراء، ولم يتم التوصل لاتفاق. لكن مع رئيس الوزراء باراك ورئيس الوزراء أولمرت، كانت المفاوضات جدية. ولو بقى باراك أو أولمرت في منصبيهما، لربما تمكنا من التوصل لاتفاق سلام نهائي.

لكن لم نحظ بمفاوضات جدية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ولا نعتقد أنه يرى أهمية التوصل لاتفاق. وهو يريد أن يبقى في المفاوضات، لكنه لا يريد التوصل لاتفاق. ولقد شغل منصب رئيس الوزراء خلال السنوات الثماني الماضية، وما زال عليه أن يقدم لنا الخارطة التي تظهر الحدود التي يقترحها. وبالفعل، منع طاقم مفاوضاته من عرض أي خارطة لنا.

السيد الرئيس، أقول ذلك لأنني أؤمن بأنه لو اتبعنا نفس العملية، سنصل الى فشل آخر. فنحن بحاجة الى مقاربة مختلفة، نشدد من خلالها على أن هذا صراع بين شعبين، وليس بين حكومتين. ويوافق هذا العام نصف قرن من الاحتلال الإسرائيلي. ونحن بحاجة الى عملية من شأنها جلب الشعبين الى لحظة الحقيقة. وللقيام بذلك، فنحن بحاجة الى مقاربة تبدأ من نقطة متقدمة جدا عن النقطة التي توقفنا عندها سابقا.

وإليك ما أقترحه:

1. لقد قدمت لك الخطوط العريضة للتسوية التي نقبل بها، وهو مقترح متوازن، لكن لا يعطينا كل ما نريد. ويلتقي مع الإسرائيليين في منتصف الطريق. ونحن مستعدون لإبداء المرونة في الاستجابة للإحتياجات الأمنية الإسرائيلية. وعلى استعداد بأن نكون خلاقين فيما يتعلق "بجبل الهيكل." ونوافق على مبدأ مبادلة الأرض للسماح لمعظم المستوطنين البقاء في بيوتهم. ونحن منفتحون لقبول الإسرائيليين كسكان أجانب في دولتنا تحت القانون الفلسطيني. ونقبل بعدم تطبيق حق العودة على أغلب اللاجئين. ونقر بأن الشرعية الدولية سمحت بدولة يهودية مع حقوق متساوية لمواطنيها الفلسطينيين. السيد ترامب، خذ مقترحنا وترجمه الى مسودة معاهدة مفصلة للوضع النهائي. ترجمها الى وثيقة إنهاء الصراع ونهاية المطالب، والتي من الناحية المبدئية بحاجة فقط الى التوقيع.

2. السيد الرئيس، لدى إعداد هذه المسودة، لا تفكر أساسا بالمواقف التفاوضية لمنظمة التحرير الفلسطينية أو بهذه أو تلك الحكومة الإسرائيلية. وفضلا عن ذلك، فكر بالشعبين. أعد الاتفاق، الذي وفقا لحكمك، من المرجح أن تقبله الغالبية من الشعبين. فهم اللاعبون الحقيقيون.

3. ومع مسودة معاهدة كهذه كنقطة بداية، اتصل بحكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية للبدء بالمفاوضات الثنائية. فلا شيء سيتم فرضه. وحدد جدولا زمنيا، لربما لتسعة أشهر، من خلاله سترى حكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية إذا كان بامكانهما الإتفاق على التحسينات المقبولة ثنائيا لما وضعته على الطاولة. ويمكن مساعدتنا في هذه العملية.

4. وبعد تسعة أشهر، عقب النسخة المحسنة المأمولة للنسخة الأصلية، علينا اتخاذ القرار. وكل طرف يمتلك الحرية باتخاذ القرار. فيمكنه القول، نعم، ويمكنه القول لا. أو يمكنه الإتفاق على عرض ذلك للاستفتاء الوطني والسماح لشعبه اتخاذ القرار.

5. بالنسبة لي، يمكن الوعد بذلك: إذا كانت نقطة البداية مرتكزة على نوعية التسوية التي فصلتها، بعد تسعة أشهر، سأخضع مسودة المعاهدة لاستفتاء شعبي لاتخاذ القرار. إضافة الى ذلك، فإذا أخضعنا ذلك للاستفتاء، نرى بأن على الإسرائيليين القيام بنفس الشيء أيضا. وبهذا، سنصل في الجانبين إلى لحظة الحقيقة للشعبين. وسنقدم لهما أفضل ما يمكن أن تقدمه المفاوضات، وعليهم اتخاذ القرار.

وأخيرا، دعني أضيف شيئا مهما جدا لا يمكن أن يتواجد في كتابك الموجز. وهذه الفكرة جوهرية من التصديق من خلال الإستفتاء، لتقريب حماس. وطرأت الفكرة عام 2006 في وثيقة المصالحة الوطنية التي بادر اليها الأسرى الفلسطينيون الذين يمثلون جميع الفصائل. وبالتالي وافقت حماس وفتح بأن تقوم منظمة التحرير الفلسطينية بإدارة ملف المفاوضات، وبأن المعاهدة المتفاوض عليها ستكون ملزمة للجميع، في حال تم التصديق عليها باستفتاء جميع الشعب الفلسطيني. وأعتقد أن أي اتفاق تمت المصادقة من أغلبية الشعب الفلسطيني سيكون ملزما لجميع الفصائل وسيشكل أساس السلام المستقر الذي من شأنه إنهاء هذا الصراع المرعب.

وعليه، السيد الرئيس، فهذه هي أفكاري. والفلسطينيون مستعدون للقول "نعم" للتسوية، وكنت عرضت نوعية اتفاق التسوية الذي أنا على استعداد لتوقيعه. والآن، لقد اقترحت عملية جديدة للتوصل لذلك الاتفاق تعتمد بكل أهمية على الولايات المتحدة لوضعها على الطاولة، كنقطة بداية، مسودة معاهدة كاملة.

السيد الرئيس، مرحبا بكم في عملية السلام. وأنظر قدما للعمل معكم. فإن جميعنا، وبضمنهم الشريك الإسرائيلي نستطيع تغيير التاريخ."

* جيروم سيغال يشغل منصب مدير مشروع استشارات السلام في جامعة ماريلاند. ويعمل على انجاز كتابه التالي: "غصن الزيتون الفلسطيني - إعلان الإستقلال الفلسطيني."

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...