الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

فلسطين ليست للمساومة في قمة البحر الميت

الكاتب: زياد أبو زياد

تبدأ غدا ًاجتماعات وزراء الخارجية العرب للتحضير للقمة العربية التي ستنعقد بعد ذلك بيومين في التاسع والعشرين من الشهر الحالي في ظروف غاية في الدقة والخطورة وفي غياب عدد من الدول العربية الرئيسية التي كان لها دائما دور في الشأن العربي ولكنها سقطت ضحية صراعات دموية داخلية لم تستطع الخروج منها بعد.

وأقول أولا ً وقبل كل شيء إن الشعوب العربية ، وللأسف الشديد ، فقدت ثقتها بحكامها ولذا فلا نرى الأعناق تشرئب انتظارا لما ستسفر عنه القمة ولن نرى الناس في المقاهي والطرقات يلتصقون بأجهزة المذياع يلتقطون كل ما يمكن أن يطفح أو يتسرب من أنبائها. فقد كان ذلك في زمن مضى ، أما اليوم فقد مضى كل إلى شأنه وتركوا القمم وشأنها لأنهم لم يعودوا يعلقون الآمال الكثيرة عليها.

ومع ذلك فإنني أعتقد بأنه لا يجوز الاستخفاف بمؤتمرات القمة لانها أصبحت مستهدفة من قبل بعض الجهات الإقليمية والدولية التي تحاول استغلال مؤتمرات القمة كفرصة لإعطاء غطاء عربي أو إقليمي لتمرير بعض السياسات أو تطبيع بعض الشعارات والمسميات أو فرض بعض البنود على جدول شعوب المنطقة إن لم يكن لليوم فلأيام قادمة.

ولا بد قبل الخوض في موضوع القمة من تسجيل نقطة كبيرة وهامة لحساب الأردن الذي يستضيف هذه القمة في ظروف أمنية في غاية الحساسية وأمام تحديات أمنية كبيرة جداً ، وأنا شخصيا ً لدي قناعة تامة بأن الأمن الأردني بمختلف مكوناته هو أمن ممأسس وذو خبرة تراكمية ومتطورة ذات باع طويل ولذا فإن الثقة بأدائه تعلو على أي شك ، ونسأل الله أن يعينه على أداء المهمة وهو أهل وكفؤ لها. فلندع له بالتوفيق.

كما أن الدبلوماسية الأردنية هي دبلوماسية عريقة وبالتالي فإن الأمل هو ألا تكون قمة البحر الميت هي مجرد قمة وتسجيل مواقف في العلن وصراعات وراء الكواليس ، ونأمل أن تنجح الدبلوماسية الأردنية في جسر المواقف أو التقريب بينها.

والمعروف أن اجتماع وزراء الخارجية هو المطبخ الحقيقي الذي يتم فيه العمل ، وأنهم هم الذين يعدون كل شيء وأن دور الملوك والرؤساء ، الذين يكونون عادة في صلب ما يبحثه ويقره وزراء خارجيتهم ، هو تبني ما يقره ويتفق عليه وزراء الخارجية الذين هم أنفسهم لا يشكلون اللاعب الحقيقي على الطاولة بل لكل واحد منهم مرجعيته السياسية والأمنية في بلاده ، بما في ذلك قمة الجهاز الأمني في البلد الذي ينتمي إليه. أي أنه وإن كان وزراء الخارجية هم الجهة الحقيقية الذي يتم فيه إعداد القرارات التي ستصدر عن القمة إلا أن لكل واحد منهم من يمسك بخيوطه ويتحكم في حركاته وأدائه ويملي عليه ما يراد منه.

بإمكان القمة التي ستنعقد بعد يومين أن تكون نقطة تحول في سير الأحداث على الأرض إن توفرت الإرادة السياسية لدى قادة دول عربية بعينها ذات يد تلعب على ساحات الصراع المتعددة التي تشهدها الساحة العربية ، وبإمكانها أن تكون مناسبة للصور التذكارية وتبادل الإبتسامات الباهتة لا أكثر. وكل ذلك رهن بصراع الإرادات المحلية والإقليمية والدولية . ونأمل أن تنجح الدبلوماسية الأردنية في تحقيق أي إنجاز يسجل لقمة البحر الميت ذلك لأن الأردن يقف في عين العاصفة والحرائق تشتعل على حدوده في كل الإتجاهات وأمنه بات آخر معقل للأمن القومي العربي.

وعلى أية حال ، فإن الذي يخصنا نحن الفلسطينيون هو أن لا تحاول أية دولة عربية أو جهة دولية ومن خلال أية دولة عربية كائنة من تكون ، تمرير قرار يقبل أو يتغاضى أو يفسح المجال أو يؤسس لوضع يتم فيه التفريط بحق أساسي من حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للمساومة أو التفريط.

وما رشح عن الجامعة العربية من أنباء ، وتم نفيه من قبل السلطة الفلسطينية وعلى أعلى مستوى ، عن خطة أو مقترحات جديدة تتعلق بحل القضية الفلسطينية هو أمر يثير القلق في الشارع الفلسطيني الذي لا يمكن أن يقبل بأن يقوم أي طرف عربي ، أيا ً كان ، بتحسين علاقاته أو خدمة مصالحه الذاتية مع أمريكا أو إسرائيل على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة .

نحن نعلن وبالفم الملآن بأن لا بديل لفلسطين كما أن لا بديل للقدس ، وأن لا دولة فلسطينية بدون القدس ، وبأن الحل يجب أن يتم أولا ً من خلال تحقيق الإنسحاب الإسرائيلي التام من كافة الأراضي المحتلة ، وأن القدس والأغوار هي جزء لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية وأن القطاع والضفة هما وحدة واحدة وتوأمان سياميان لا ينفصلان وأن حقوق اللاجئين بما في ذلك حق العودة هي أمر مقدس لا مساس به ولا مساومة عليه.

فلسطين لن تكون ورقة مساومة ولن تكون في خدمة مصالح أحد ، ويقينا أن التلاحم الفلسطيني الأردني والتنسيق والعمل والتعاون بين الطرفين كفيل بتثبيت الحق الفلسطيني وحفظه وحمايته جنبا ً إلى جنب رعاية للمصالح القومية والأمنية المشتركة للجانبين اللذين مهما كانت الظروف والأحوال سيبقى كل واحد منهما هو الظهير والسند والمؤازر للآخر لا انفصام ولا انفصال بينهما.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...