الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:42 AM
الظهر 12:39 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:15 PM
العشاء 8:35 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

قمة الأردن

الكاتب: نبيل عمرو

لست من الذين يتناولون التطوارات السياسية، وأبرزها الآن مؤتمر القمة الثامن والعشرين، بأحكام قاطعة بالسلب أو الإيجاب، فالسلب هو نقيض للموضوعية كالإيجاب الدعائي المبالغ فيه، لهذا ومن خلال متابعتي لقمم كثيرة، حتى إنني شاركت في العديد منها، فإنني أرى في قمة الأردن رسائل يتعين أن تصل من عنوان صحيح الى عناوين مؤثرة.

الرسالة الأولى، وأخص بها الأردن، هذا البلد النوعي الذي استوعب معظم الكوارث التي ألمت بالأمة، ونجا من أقدار صعبة وخطرة حتى صار حاجة للجميع أينما توجهوا، فدعم الأردن بقمة وبغيرها أمر يندرج في قائمة الإيجابيات خصوصا في هذا الظرف العربي الصعب.

الرسالة الثانية ، من فلسطين وعنها. كادت هذه القضية التاريخية ان تحتجب وراء دخان ما يسمى بالربيع العربي، فمن ينتبه لخطر استيطان يتواصل، واحتلال يتم تحت جنح التغاضي والعجز في زمن تسقط فيه مناطق شاسعة في قبضة إرهاب مدمر، ويموت فيه الناس بالجملة، ويصل فيه اللاجئون داخل بلدانهم وخارجها إلى أن يشمل كل المواطنين باستثناء جزر صغيرة تعيش على هامش الموت وفي حالة انتظار؟!

رسالة القمة أن يقال للعالم، بالمنطق والمعلومات والقرائن، بأنها جذر القضايا جميعا، والمسبب الأول والمركزي لكل الحروب والاضطرابات والانقلابات منذ نشأت والى ما لا نهاية.

الرسالة الثالثة، موقعة من معسكر الاعتدال العربي، الذي يمثل عددا وعدة غالبية المواطنين العرب على امتداد مساحة الوطن الكبير. قد لا يكون منطقياً أن تتضمن رسالة القمة إعلان وحدة، غير أن المنطقي والممكن انضاج صيغة لخطاب وفعل عربي يخلو من التناقضات والمشاحنات والأجندات المتعارضة، فما من عضو في القمة الا ويحتاج إلى العضو الآخر، وما من خطر وصل الى قلب بلد وعاصمة الا ومثله إما كامن في ثنايا كل بلد أو واقف على تخومه، منتظراً لحظة مواتية للانقضاض، وهل بعد هذا بقي سبب يحول دون وحدة الموقف والاداة والخطاب.. لو نظر أقطاب قمة الأردن للواقع الذي كتب الدم والدمار سطور تاريخه، فلن يجدوا سبيلا للخلاص الا الإقرار الواعي بأن عوامل الفرقة والتنافر تبدو ضئيلة وتكاد لا تُرى أمام حجم الخطر وضرورة تنسيق القوى وتكاملها لمواجهته والتغلب عليه.

العالم في زمنه الراهن لم يعد كما كان في فترة ما، عالم قضايا وأعراف وقوانين وتقاليد، بل تكرس كعالم تحكمه أحجام القوى والقدرات. حين يدرك العرب هذه الحقيقة البديهية، ويعملون بوعي وإخلاص للدخول الى معادلات واليات هذا الزمن، فليس أمامهم من سبيل سوى تغيير معادلة العلاقات فيما بينهم، تلك المعادلة التي أرقامها فرضيات وشعارات ومناسبات، فما أن تقع الواقعة والحالة هذه نكتشف أن يدنا مطبقة على الريح.

تراث القمم العربية وفق الطريقة العربية النمطية في ممارسة العلاقات والتفاهمات والصراعات، تشجع المتشائمين على ان يديروا ظهرهم لأي قمة وقتما عقدت وأينما أقيمت، إلا أن الحاجات الملحة والذي وقتها الان، تحتم على أهل القمة انفسهم أن يبددوا الصورة القديمة بصورة جديدة تقنع العرب والعالم كله بأفعال ملموسة وليس بمجرد قرارات موسمية، تغادر الواقع مع مغادرة طائرات الزعماء لمكان القمة .

الفرصة دائماً سانحة لمن يرى مصلحته في استثمارها والإفادة منها، وهي من جهة أخرى غائبة، وكأن لا وجود لها عند كل من يواصلون الغفلة والتهرب من استحقاقات الواقع والحقيقة.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...