أسرى يتضامنون مع أسرى !
الكاتب: خالد عيسى
من اللوحات الذكية للفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي لوحة وضعها على مدخل معرض لرسوماته في بيروت حيث رسم قضبان سجن على مرآة كبيرة وضعها على مدخل المعرض ، كان كل من ينظر اليها يرى صورته في المرآة وراء القضبان !
لا أدري لماذا هذا الصباح أتذكر مرآة ناجي العلي التي أراد ان يقول لنا : اننا جمعيا أسرى نتفرج على قضبان سجننا ونبتسم !
و "اذا كان من خلف القضبان ليس مثل الذي يعدّها " كحالتنا هذا الصباح ونحن نتضامن مع اسرانا في سجون الاحتلال الذين لا يملكون الا سلاح الجوع يشهرونه في وجه سجّانهم لعل الامعاء الخاوية ترد على هذا الخواء الذي نعيشه ونحن نتفرج على هذا العجز الفلسطيني في أقفاص اوسلو التي جعلت منا " اسير وسفير " في وقت واحد ، وبين اسرى ووزير اسرى تواري رام الله خيبتها وهي تقيم نصبا تذكاريا لنيلسون مانديلا ، وتعجز عن اطلاق سراح " مانديلاها " الفلسطيني مروان البرغوثي من سجن لا يبعد عن تمثال مانديلا سوى امتار قليلة !
وبين أقفاص أوسلو وسجون شريك السلام ثمة أسرى ينظرون الينا من خلف القضبان يتفرجون على عجزنا الذي " سيتعنتر" اليوم على جوعهم وهم يعلنون الاضراب عن الطعام في " أمّة الشيف رمزي " !
لا يطلق الأسرى أسرى هي الحقيقة المرّة التي نلوكها في حلوقنا ونحن نتضامن مع عصافير بلادنا في أقفاصها ونتفرج على صورتنا في مرآة ناجي العلي لنجد انفسنا أسرى يتضامنون مع أسرى .. وسبحان الذي اسرى بعبده وترك بقية عباده اسرى !
