حرق العلمين الأميركي والإسرائيلي مقابل السفارة الأميركية بعمان
أحرق متقاعدون عسكريون أردنيون مساء امس الأربعاء، العلمين الأميركي الإسرائيلي خلال اعتصام أمام مقر السفارة الأميركية في عمّان، إحتجاجا على"التدخل الأميركي" بالشأن الداخلي الأردني.
وبحسب "يو بي آي"جاء الإعتصام بدعوة من تيار (معا) المنبثق عن اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين، إحتجاجاً على "التدخل الأميركي بالشأن الداخلي الأردني، والضغوط التي تمارسها الإدارة الأميركية على الأردن لحل القضية الفلسطينية على حسابه"، وهو ما أشارت إليه تسريبات (ويكليكس) الصادرة عن السفارة الأميركية في عمّان .
وشهد محيط السفارة الأميركية الواقعة في منطقة دير غبار غرب العاصمة الأردنية، تعزيزات أمنية كبيرة شاركت فيها قوات من الدرك وقوات الأمن العام والشرطة النسائية.
وتجمّع المعتصمون، الذين قُدّر عددهم بنحو 100 شخص، في شارع مقابل لمبنى السفارة، حيث منعتهم قوات الأمن من الإقتراب من الحواجز الحديدية والكتل الإسمنتية التي تحيط بمقر السفارة، ورفعوا شعارات ولافتات تستنكر التدخل الأميركي بالشؤون الأردنية وأخرى منددة بالسياسات الأميركية والإسرائيلية.
وقال رئيس اللجنة الوطنية العليا للمتقاعدين العسكريين علي الحباشنة، إن الإعتصام "يأتي كوقفة رمزية للإحتجاج على ما تقوم به السفارة الأميركية من تجنيد عملاء داخل الوطن لزعزعة إستقرار الأردن وأمنه وإثارة الفتن".
وأدّى نشر مجموعة من برقيات(ويكليكس) الصادرة عن السفارة الأميركية في عمّان حول موضوع الهوية الوطنية في الأردن، الى تأجيج الجدل في البلاد حول هذه القضية.
وتحدثت البرقيات الأميركية عن "صفقة كبرى" تتضمن تخلّي الفلسطينيين في الأردن عن حق العودة مقابل إندماجهم في النظام السياسي الأردني، ونقلت عن شخصيات أردنية من أصول فلسطينية دعوتها الأردن الى منح حقوق سياسية لمواطنيها من أصول فلسطينية.
ووجّه المعتصمون رسالة الى السفير الأميركي في عمّان، أكدوا فيها أن "ما قامت به السفارة هو انقلاب على كل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية، واعتداء على سيادة الأردن والهدف هو تمزيق الوحدة الوطنية، ما يؤدي الى الفتنة ويهدد أمن واستقرار الأردن"، وطالبوا بأن "تتوقف السفارة عن كل عمل من شأنه أن يعرض الهوية الأردنية للخطر".
وقالت الرسالة "نعلمكم أنه في حال استمرار التعدي على سيادة الأردن، فإننا سنستمر باعتصام مفتوح للمطالبة بإغلاق السفارة وطرد السفير"، مشيرة الى أن "هذا الإعتصام يستهدف السياسات الأميركية العقيمة، وليس الشعب الأميركي الصديق".
وكان تيار (معا) أصدر بياناً عبّر فيه عن رفضه وشجبه واستنكاره لما سمّاه "السياسة الصهيونية الأميركية التي تمارسها الولايات المتحدة تجاه الأردن أرضاً وشعباً، لتطبيق مشروع الوطن البديل للفلسطينين في الأردن".
وكان الملك عبد الله الثاني قال أثناء لقائه، الأحد الماضي، بمجموعة من الأدباء والمفكرين والأكاديميين الأردنيين"أريد أن أطمئن الجميع، لن يكون الأردن وطناً بديلاً لأحد"، مضيفا أن"موضوع الوطن البديل يجب أن لا يكون جزءاً من النقاش".
وأشار الملك الأردني خلال اللقاء، الى أنه لم يسمع من "أي مسؤول أميركي أو غيره لا من الرئيسين السابقين بيل كلينتون أو جورج بوش أو الرئيس الحالي باراك أوباما، أي ضغط على الأردن باتجاه حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن".
ويأتي الإعتصام مام السفارة الأميركية في عمّان اليوم، عشية مسيرة مليونية لإغلاق السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأردنية، دعا إليها نشطاء عبر موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك)، إنضمت إليها العديد من القوى السياسية.
وكانت السلطات الأردنية أعلنت أنها لن تسمح بتهديد أمن أي من البعثات الدبلوماسية العربية أو الأجنبية على أراضي المملكة.
