الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:32 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:42 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

“الشعبونية” عادة متوارثة بين الأجيال في نابلس

رام الله - شبكة راية الاعلامية:

كتبت: رنا حمدان

لا تقتصر شهر ة مدينة نابلس على صنع الحلويات والصابون النابلسي، بل تمتد لتتميز بعادات وتقاليد أصبحت تخص سكانها، فطالما عرف أهالي "جبل النار" – اسم الجبل الذي تعتيله المدينة وتحيط به- بعاداتهم الاجتماعية ذات النكهة المحلية الخالصة الأصيلة.

فمن هذه العادات المميزة الاحتفال ب"الشعبونية" وسميت بذلك نسبة إلى شهر شعبان الذي ينظم فيه الاحتفالات.

وتقوم "الشعبونية" على استضافة كبير العائلة وبناته وأخواته وعماته وأبنائهن في بيته لعدة أيام، ويقدم لهن المأكولات والحلويات، وتجتمع كل الأسرة على مائدة شهر شعبان ويتبادلون الأحاديث والحكايا،  ويتبادلون الاغاني القديمة التي يغنيها النسوة في الافراح, وتزداد الألفة والمحبة بين الجميع، وفي هذا الشهر يتبادل الاهالي الزيارات والهدايا.

ومع مرور السنوات وازدياد أعباء وتكاليف الحياة، بدأت هذه العادة بالانحسار بين أهالي نابلس، وبات الأمر يقتصر على دعوة الأب لبناته وبناتهم وأخواته وعماته على وجبة الغداء ليوم واحد.

وتختلف طقوس "الشعبونية" من بيت لآخر، فعند بعض العائلات تبدأ الطقوس من وجبة الإفطار وحتى المساء، بينما يفضل البعض الآخر أن تكون الدعوة على وجبة الغداء وتناول الحلويات النابلسية، وعادة ما يكون إعداد هذه الحلويات داخل المنزل.

 

اغاني يوم "الشعبونية"

وتتضمن الأجواء الشعبونية احياء الحفلات وترديد الاغاني الشعبية والتراثية، ومنها اغاني الروزنا والجفرا والعتابا اضافة الى دق الطبول وفرش موائد الطعام التي لا تخلو من انواع الاطعمة كافة دون تحديد صنف او نوع معين، وبعض العائلات يقيمون احتفالا بعد الغداء يتم خلاله توزيع الحلوى وبالأخص الكنافة، بالاضافة إلى ترديد الاغاني الشعبية.

وتشهد أسواق مدينة نابلس حركة تجارية واسعة في شهر شعبان مشابهة لتلك التي تصاحب شهر رمضان المبارك، فعند بدايه شهر شعبان تعج الأسواق بالزبائن والمتسوقين، خاصة متاجر اللحوم والحلويات والخضار والفواكه، فالجميع يحضر نفسه للاحتفالات الشعبونية.

وتضيف ام محمد قائلة "أن النساء يستيقظن من الفجر، ويقمن بإعداد الحلويات والطعام، بتقاسم الأدوار، بعضهن يجلبن الطحين وأخريات يقمن بعجنه بأيديهن وتقطعيه، وفئة ثالثة تخبر وتطبخ، بعدها تجتمع العائلة لتناول طعام الفطور؛ لتبدأ بعدها معركة ترتيب البيت وتنظيفه. 

وهناك أسباب أخرى للدعوة إلى الشعبونية مثل اختيار العروس والتعرف عليها عن قرب، فعندما كانت إحدى النساء تريد تزويج ابنها كانت تستغل وجود عدد كبير من النساء أيام شعبان؛ لتشاهد المخطوبة عن قرب، وتتأكد من مهاراتها البيتية الأخرى كالطبيخ والتنظيف، والسلوكيات الأخرى. 


لماذا انحدرت عادة الشعبونية في نابلس؟

حول الظروف التي أدت إلى انحدار الشعبونية، تقول أم محمد "هناك عوامل عدة لعبت دورا كبيرا بالتأثير على هذه العادة، فلا شك أن الظروف السياسية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني أثرت على الظروف الاقتصادية بشكل واضح، فقد ارتفعت أسعار الدواجن واللحوم والخضار والفواكة وغيرها من المتطلبات الاحتفالية، مما أدى إلى اقتصار طقوس الشعبونية إلى يوم واحد، بعد أن كانت تمتد بالسابق إلى أيام أو أسبوع".

وأضافت أم محمد أن الاوضاع الاقتصادية الصعبة أدت إلى انحصار العزومة على المقربين من الأهل، واختصار ما يقدم على الولائم من مأكولات.

بالرغم من الظروف ومرور السنوات لا تزال عادة "الشعبونية" موجودة بين أهالي مدينة نابلس، يحتفلون في هذا الشهر ويجتمعون ويتبادلون الأحاديث ويرددون الاغاني الشعبية، متمسكين في عاداتهم الفلسطينية.

Loading...