العلاقات الفلسطينية الروسية بين الإقتصاد المنشود والسياسة المُرتقبة!
رام الله- رايــة:
تختلف زيارة الرئيس محمود عباس الأخيرة الى روسيا والتي تمت في يناير الماضي لموسكو عمّا سبقها من الزيارات، سواء من حيث توقيت الزيارة أو مضمون المباحثات والاتفاقات المبرمة، بل وذهب بعض المطلعين لا سيما الكاتب الصحفي عريب الرنتاوي إلى القول إن الأهم من ذلك ما تحمله تلك الزيارة في ثناياها من احتمالات للمستقبل.
مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات، بسام أبو شريف، رأى أن الرئيس محمود عباس في زيارنه الاخيرة إلى روسيا أدرك "لعبة الأمم" ويريد أن يدخل روسيا في الملف الفلسطيني لقلب الموازين.
زيارة الرئيس عباس الى روسيا واتفاقه مع شركة روسية كبيرة متخصصة في التنقيب عن الغاز في الضفة و القطاع، اوجد العديد من التساؤلات التي تحتاج إلى اجابه فهل هي محاولة منه لإدخال مصالح روسية في الدولة الفلسطينية العتيدة وبالتالي كسب زخم سياسي روسي في الملف الفلسطيني؟ وإلى أي مدى...، وهل حتماً ذهب الرئيس عباس إلى موسكو وهو يضع نصب عينيه السيناريو الأكثر ترجيحاً: فشل المفاوضات، واحتمالات سقوط السلطة في أطواق الحصار والعزلة، كما حصل في مرات سابقة.
وفي هذا السياق قال سفير فلسطين في موسكو فائد مصطفى لبرنامج "ستون دقيقة في السياسة" الذي يُبث على اثير راية اف ام كل سبت،"إن الحديث عن الإتفاق الفلسطيني الروسي في مجال الطاقة والغاز لا يزال قيد المشاورات والمباحثات حتى اللحظة".
وأضاف مصطفى لـ"رايــة"، " نسعى على ان يكون لنا شراكية مع روسيا، ولكن الموضوع في بدايته ولم يتبلور في صياغة اتفاق وشراكة حقيقية مع الجانب الروسي".
ولم يُخفي السفير مصطفى سعي القيادة لتمتين العلاقات الإقتصادية مع روسيا من أجل أن يكون لها دور سياسي أقوى في الملف الفلسطيني.
من جانبه، دعا الصحفي المختص بالشأن الإقليمي عبد السلام عقل إلى كسب روسيا لصالح فلسطين، وذلك بعد أن ثبت نجاعة الدور الروسي في الملفين السوري والإيراني.
وقال لـ"رايــة": "من الافضل كفلسطينيين ان نستفيد من العلاقة مع روسيا، لتسخيرها في موضع التسوية المطروح مع اسرائيل".
ورأى عقل أن روسيا تستطيع الضغط على تل ابيب أكثر من الولايات المتحدة، وذلك بسبب وجود لوبي روسي قوي داخل الخط الأخضر، وقال" الروس من خلال ما لديهم وما لهم في الشارع الاسرائيلي يتستطيعون ان يشكلوا ضغوط حقيقية على إسرائيل أكثر من الولايات المتحدة وذلك بحكم العامل الديمغرافي، ووجود لوبي روسي قوي داخل اسرائيل".
(متابعة ادهم مناصرة، تحرير حسين ابو عواد)
