الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:38 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

بالصور: من يعيد لـ "صبا" جمالها

رام الله - ايــة:

رمزي أبو جزر - هذا الوجه الملائكي الذي حباه الله بالجمال هو كل ما تبقي "لصبا عبد الله الناطور" ابنة الخمسة أعوام من مدينة رفح جنوب قطاع غزة بعد أن آتت النيران على جسدها الغض اثر حريق سببته الألعاب النارية والمفرقعات التي تطلق في الأفراح والمناسبات وأحدث تشوهات عميقة أسلمتها للمعاناة والألم.

مشهد جسد الطفلة والذي أصابته التشوهات بنسبة 35 % وبحروق من الدرجة الثالثة لا يوازيه إلا مشهد حرقة الأهل الذين باتوا عاجزين عن مساعدة طفلتهم بعد أن تقطعت بهم السبل بعد أن أكد لهم الأطباء أن لا علاج لطفلتهم في فلسطين إلا في الخارج وحصراً في دولتين هما أمريكا وألمانيا لتقدم الطب في مجال جراحات "التجميل والترميم" حيث تتطلب زراعة جلد في الأماكن التي أصابتها الحروق .

عذابات "صبا" تبصرها في عيون والدها "أبو سامي" الذي أكد في حديث لـ"رايــة"، انه طرق كافة الأبواب من جمعيات ومؤسسات لم تبصر خيريتها بعد معاناة طفلته حيث طلب مساعدة العديد من هذه الجمعيات التي رفضت التعاطي مع حالة "صبا" تحت ذريعة أنها تقدم خدماتها للأيتام فقط.

واستغرب أبو سامي من موقف هذه الجمعيات قائلا "لم يعد أمامي إلا الموت كي تستجيب هذه الجمعيات وتنظر بعين الإنسانية لمعاناة طفلتي فالأب العاطل عن العمل ولا يقوي على تكاليف علاجها حيث تحتاج إلى أدوية يوميا يصل ثمنها إلى 80 دولار يومياً".

وأضاف انه لم يذخر جهدا في طرق كافة الأبواب لمساعدة ابنته حيث قام بعرضها على أكثر من 12 وفداً أجنبياً طبيا متخصصا في الحروق وجراحات التجميل قدموا إلى قطاع غزة جميعهم أكدوا انه لا يمكن علاجها في مستشفيات قطاع غزة أو الضفة الغربية.

والدة الطفلة "صبا" سردت لنا رحلة معاناتها مع ابنتها والتي قلبت حياتهم رأسا على عقب فبعد عامين من الإصابة لا تزال الطفلة تعاني الآمرين، ولم تنجح كل التدخلات والعلاجات في إخماد الحريق الذي يشتعل في جسدها.

تقول الأم أنها لم تتذوق طعم النوم بسبب معاناة طفلتها التي كلما حل المساء تصرخ من شدة الألم حيث تتناوب العائلة على تهدئتها نتيجة شعورها بأوجاع قاسية و"بحكة" تصل الى حد نزف الدماء.

أما صبا والتي تستقبلك بابتسامة وعينان خضراوان لامعتين من شدة الذكاء تترقرق بها الدموع ولا تدري بأي نظرات ترمقك بالحزن أم السعادة تقول لنا بكل براءة وثقة أنها سوف تسافر إلى "أمريكا" قريبا وتجري العملية الجراحية لكي تلتحق بالمدرسة فوضعها الصحي حرمها من الدخول إلى الروضة كبقية الأطفال.

أكثر من عامين ولم تفقد العائلة إيمانها وصبرها في أن تتعافي ابنتهم وان تتمكن من السفر إلى الخارج لتتلقي العلاج المناسب وتعود لها بهجتها التي اطفئتها المعاناة.

اذن من يطفئ حريق صبا وحرقة أهلها الذين استبد بهم الألم والعجز على حالها ولم يتبقي لهم سوي المناشدات لكي تستعيد طفلتهم ابتسامتها.

 

ملاحظة: بعض الصور لم نتمكن من نشرها لقسوة المشهد

Loading...