أمان تستعد لعرض تقرير الفساد في فلسطين لعام 2013

رام الله- رايــة:

يعتبر "ائتلاف أمان"الفرع الوطني الفلسطيني لمنظمة الشفافية الدولية الذي يعنى بمساعدة الساسة وصناع القرار ومؤسسات المجتمع المدني على الاطلاع على حجم الفساد في فلسطين ومكافحته، بما يصدره الائتلاف من تقارير سنوية تسلط الوضع على واقع ظاهرة الفساد.

في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، يستعد ائتلاف أمان للنزاهة والشفافية لعقد مؤتمره السنوي لتقديم تقريره حول الفساد في فلسطين لعام 2013.
ويعالج التقرير العديد من الجوانب والظواهر في مختلف المؤسسات الوطنية، في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، ويعتبر التقرير أن هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية سجلت تطورات إيجابية في استلام وحفظ إقرارات الذمم المالية، ورفع مستوى المساءلة.

إلا أن تقرير "أمان" يعرض العديد من جوانب القصور، إذ لم يتغير الحال في سلطة المياه الفلسطينية مقارنة بالعام 2012 ولم توضع خطة لتطوير واقع المياه في فلسطين، كما ولا تزال الخروقات في قائمة فيما يتعلق بالمركبات الحكومية، فموظفو الفئات العليا لا يزالون يستخدمون وسائل النقل الحكومة في شؤون خاصة.
ويسلط التقرير السنوي لأمان الضوء على قضايا التحويلات الطبية التي وأن شهدت إصلاحات من قبل وزارة الصحة الفلسطينية، إلا أنه استمر العمل بالتحويلات الاستثنائية الصادرة عن مكتبي الرئيس ورئيس الوزراء علاوة على استمرار الجانب الإسرائيلي في عمليات سرقة أموال الصحة.

كما ويتطرق التقرير للإعفاء الجمركي الممنوح لأغراض انسانية لكل من ذوي الاحتياجات الخاصة والجمعيات الخيريةالذي يتماستغلالهبإعفاءات جمركية لسيارات لصالح جمعيات خيرية استخدمت فقط للنقل العام.

وفي مجال الأغذية والأدوية الفاسدة، تقلصت هذه الظاهرة بقطاع غزة في منتصف عام 2013 الثاني نتيجة إغلاق وهدم معظم الأنفاق ولكن الرقابة على جودة ونوعية الأغذية والأدوية لا يزال ضعيفاً بسبب عدم وجود آليات محددة وفاعلة في هذا المجال، رغم جهود وزارة الصحة في قطاع غزة في نشر جداول الأدوية والأغذية المراقبة واعتمادها.

وأما على صعيد الهيئة العامة للبترول في غزة فهي لا تزال دون أطر تشريعية تنظم عملها، حيث شابها العديد من الشبهات وقضايا الفساد منذ انشائها في عام 1994. وقد تفاقمت الأزمة بسبب حالة الانقسام حيث أثر ذلك على توريد الوقود والمحروقات للقطاع خصوصاً لمحطة توليد الكهرباء مما زاد من تعقيد أزمة الكهرباء في قطاع غزة. ولا تزال الاتفاقيات الموقعة مع الشركات الإسرائيلية لتزويد الضفة والقطاع بالوقود تفتقد إلى الوضوح والشفافية، وتنطوي على مخالفة للقانون.

من جانب اخر، فديوان الرقابة المالية والإداريةحقق خطوات مهمة باتجاه زيادة القدرات المهنية للديوان عبر رفع الاهتمام ببرامج بناء قدرات العاملين وزيادة مستوى المأسسة الداخلية.واعتمد الديوان منهجية محدثة في التدقيق المالي وأدلة اجراءات جديدة، والعمل على اعداد تقارير رقابية وفقا لمعايير الانتوساي بحسب تقرير أمان. إلا أن الديوان خلال عام 2013 استمر بمواجهة العديد من الإشكاليات والتحديات ومن أهمها ضعف تعاون عدد من المؤسسات العامة الوزارية وغير الوزارية وهيئات الحكم المحلي في تنفيذ التوصيات الخاصة بمؤسساتهم على ضوء التقارير التي يعدها الديوان.

وحول التقرير السنوي الذي سيعرض خلال مؤتمر أمان في التاسع والعشرين من الشهر الجاري يقول رئيس وحدة الإعلام في ائتلاف أمان "فضل الخالدي" : يعتبر التقرير السنوي لأمان حول الشفافية والنزاهة وظواهر الفساد من الوثائق المهمة في تصويب الأوضاع الداخلية الفلسطينية، ولفت نظر صناع القرار ومنظمات المجتمع المدني للثغرات القانونية أو الإجرائية والظواهر المترافقة التي تشوب العمل المؤسساتي بما يكفل تسهيل عملية مكافحتها وأيجاد الحلول المناسبة لها".

ويتابع الخالدي : " بعض الحلول تكمن في تصويب اللوائح الداخلية، في حين تحتاج العديد من الثغرات لتصويبها من خلال سن تشريعات وتطوير تشريعات أخرى، كما هو الحال في قانون حق الوصول للمعلومات، وغيرها، إلا أن ذلك لا يمنع من خلق ظروف أفضل في مواجهة الفساد ومحاسبة الفاسدين، والقضاء على الظواهر غير الصحية في العمل المؤسسي".

ويضيفمختتما : "يعرض التقرير كما هو متعارف عليه خلال مؤتمر عام لمنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية وممثليها ومن ثم نشره وتعميمه لجميع الأطراف المعنية ليكون مؤشرا على الفساد، ودليلا خلال مواجهته".

الجدير بالذكر أن الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة (أمان) تأسس عام 2000 بمبادرة عدد من مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الصالح، كحركة مجتمع مدني تسعى لمكافحة الفساد وتعزيز منظومة النزاهة والشفافية والمساءلة في المجتمع الفلسطيني. وفي العام 2006 حاز الائتلاف على العضوية الكاملة لمنظمة الشفافية الدولية، حيث يلتزم الائتلاف بالمبادئ التوجيهية لهذه الحركة، وينشط في ترويج أهدافها ونشاطاتها في ظل التصاقه بالسياق الفلسطيني.