الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:32 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:42 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

في القرى المهمشة بفلسطين ... الوفاة بلدغة عقرب

رام الله -رايــة:

فارس كعابنة-

مسافة طويلة قطعناها للوصول الى القرية، وعند وصولنا لم نستطع النزول، تماما كانت الاجواء كبخار يغلي، أبقينا ابواب السيارة مغلقة ونظرنا الى القرية المختفية منازلها بين كروم الحمضيات واغلبها من الحديد وخيام من أكياس الخيش، فكان السؤال الاول كيف يتحمل أبناء هذه القرية التي تبدو خالية تماما ولا حركة فيها حرارة حارقة كهذه في ظل عدم توفر كهرباء ولا وسائل تبريد؟.

درجة الحرارة تفوق الـ45 في بعض ايام الصيف، لا مشكلة في ذلك فهنا خلقنا وهنا كبرنا ولا مهرب لنا من ارضنا ومصدر رزقنا، يقول أبناء قرية فروش بيت دجن بالأغوار الوسطى، إلا ان حياة 1400 مواطنا فيها معرضة للخطر في أي لحظة في فصل الصيف، ففي ظرف عشر سنوات لقي 3 مواطنين مصرعهم بلدغات من أفاعي وعقارب، وغالبا ما تحدث الوفاة لعدم توفر العلاج فلا مركز صحي ولا عيادة ولا طبيب في القرية رغم مطالبات عدة بتوفير عيادة بسيطة على الأقل.

المواطن عماد اسماعيل توفي ابن شقيق زوجته بلدغة عقرب قبل سنوات يروي قصة الوفاة قائلا: "لحظة تعرض الطفل للدغة عقرب هرعنا عبر سيارة لنقله الى اقرب عيادة في قرية الجفتلك المجاورة لكننا لم نجد اي علاج، وقررنا الذهاب الى مستشفى بمدينة نابلس كذلك لم نستطيع الوصول لنابلس بسبب حاجز للاحتلال، وقررنا الذهاب لجنين لكن الطفل توفي قبل الوصول".

وفاة الطفل بلدغة عقرب لم تكن عادية، انما حق بسيط من ادنى متطلبات العيش في حياة آمنة لم يكن يتوفر لإبناء القرية وحال دون بقاء طفلهم على قيد الحاياة، فرغم مطالبات أبناء القرية بتوفير عيادة صحية إلا ان لا مجيب لهم، رغم عيشهم في أرض يصنفها الاحتلال ضمن مناطق "ج" ويمنع أي بناء او كهرباء فيها.

راعي أغنام كان أيضا ضحية للدغة أفعى وتوفي دون توفر العلاج السريع له، ومزارع توفي بسببب التسمم بمبيدات كيماوية أيضا لم يتلقى العلاج، وما زال واقع القرية ينذر بمزيد من الأوجاع التي سيعيشها اهلها في قادم الزمن إن لم تتوفر الجهود الجدية لمد يد العون لها.

وقال نائب رئيس المجلس القروي في فروش بيت دجن عازم حج محمد ان القرية تعاني واقع مرير بسبب وقوعها في المناطق المصنفة "ج"، وكذلك بسبب تهميشها من قبل الحكومة الفلسطينية رغم عدة مناشدات بتوفير سبل للبقاء في القرية التي انخفض عدد سكانها من 7 الاف نسمة الى 1400 بسبب الحياة البائسة.

واضاف حج محمد لـ"رايـــة" ان يومين في الاسبوع لا تكفي لحل المشكلة الصحية في القرية، إذ تأتي اللجان الصحية يومين في الاسبوع على القرية ومن كان مريضا في هذين اليومين أخذ نصيبه من العلاج وغير ذلك لا علاج لحالات الطوارئ راح ضحيتها 3 من أبناء القرية.

ويطالب اهالي القرية بتوفير عيادة صحية في القرية لتوفير العلاج الأولي لحالات الطوارئ في ظل حرارة الصيف الحارقة، في منطقة تعاني التهميش المستمر وسياسة إسرائيلية تسعى لتهجير الأغوار من سكانها.

Loading...