الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"فكر بغيرك".. مجموعةٌ شبابيةٌ تُضيء البسمة في قلوب العائلات المستورة

رام الله - رايــة :

تقرير فراس أبو عيشة: "وأنتَ تُعد بفطورك، لا تنسَ قوت الحمام، وأنتَ تُسدد فاتورة الماء، فكر بغيرك من يرضعون الغَمام، وأنتَ تعود إلى البيت، لا تنسَ شعب الخيام، وأنتَ تنام وتُحصي الكواكب، ثمة من لم يجد حيزاً للمنام، وأنتَ تُفكر بالآخرين البعيدين، فكر بنفسك، وقُل: ليتني شمعةٌ في الظلام".
بكلماتٍ من قصيدةٍ للشاعر الفلسطيني محمود درويش، تستهل المسؤولة الإعلامية لمجموعة "فكر بغيرك" جنى نابوت حديثها، وتقول: "نحن مجموعة شبابية خيرية تطوعية مستقلة، تتكون من 80 متطوع ومتطوعة، جمعتنا الرغبة بالعطاء، وبدأنا حملتنا الصيفية لشهر رمضان وعيد الفطر للعام الثالث على التوالي، لِـمد يد العون، ورسم البسمة على وجوه عائلاتٍ وأطفالٍ حُرموا من أساسيات الحياة ومُتطلباتها".
وعن فكرة المجموعة، تروي نابوت: "وُلدت من واقع ورحم معاناة الأُسر الفقيرة في فلسطين، وتبلورت من برنامج خواطر الذي يقدمه الداعية الإسلامي أحمد الشقيري، و أسسنا صفحة على موقع التواصل الإجتماعي- فيس بوك، في بادرة أولية للإنطلاقة، ومنها انتقلنا لبدء تطبيقها على أرض الواقع في محافظة رام الله والبيرة، ولكن لم نتمكن من تطبيقها في محافظات الوطن كافة، لصعوبة معرفة العائلات المستورة، ولكن لا نُمانع من إنشاء مجموعات لتقديم يد العون لتلك العائلات في المحافظات الأخرى".
وتُضيف: "في عام 2012 ساعدنا ما يُقارب 700 عائلة من ملابس وغيرها، وفي عام 2013 نحو 1000 عائلة، والآن نطمحُ لزيادة مساعداتنا أكثر، بدعمِ أهل الخير من محافظات الوطن، وذلك لتقوية أواصر الترابط والتكافل الإجتماعي".
وواجهت المجموعة تحديات كبيرة، أهمها عدم وجود تنسيق بينها وبين الجهات الرسمية، والجمعيات والمؤسسات الخيرية العاملة على أرض الواقع، ولكن رغم ذلك، نجحت المجموعة في التنسيق مع وزارة الشؤون الإجتماعية، وأصبحت الآن جزءاً منها، وداعمةً للعائلات المستورة فيها.
ولا يقتصر عمل "فكر بغيرك" على تزويد العائلات بالملابس في عيد الفطر فَحسب، بل طالت أيضاً لتصل إلى عيد الأضحى وفصل الشتاء، إضافةً للتبرعات المادية والمعنوية قُبيل بدء أي عام دراسي، والعديد من الأعمال في المناسبات والمواسم الأُخرى، وذلك منذ لحظة إنطلاقتها قبل ثلاثة أعوام.
وتقول نابوت: "ما يُميزنا عن غيرنا، أننا نستقبل العائلات المستورة في العشر الأواخر من شهر رمضان، في قاعة كبيرة يتم تحديدها، وتكون أمامهم مئات وآلاف من القطع والملابس الصيفية الجديدة والمستعملة بحالة جيدة، ونترك حرية الإختيار فيما يشاءون لهم ولأولادهم".
ومن جانب آخر، تستقبل المجموعة السلات الغذائية بشكلٍ يومي، ليتم توزيعها أولاً بأول على تلك العائلات، وتحتوي السلة على أنواع من المواد الغذائية الأساسية والمتنوعة، شرط أن تكون خالية من المنتجات الإسرائيلية ومنتجات المستوطنات، وتُقدر السلة الغذائية الواحدة بـ120 شيقلاً على الأقل.
وتستذكر نابوت قصة لإحدى النساء، تحدثت أمامهم وهي مكسورة القلب، ودامعة العين، فقالت بلغتها العامية: "تعالوا شوفوا حالي كيف بعيش مع أطفالي الصغار، يلي أكبرهم ما بتجاوز الـ15 سنة، وأنا حامل، وصاحب البيت كل يوم بيجي بصرخ بوجهي، وبدو يطردنا من البيت، لأنو مش قادرين ندفع الإيجار، والبيت ما بتدخلو الشمس، وما بصلح للسكن، وزوجي مسكين، بعاني من اضطرابات نفسية، وفطورنا حبات من البطاطا بس، تعاااالوا شوفوا حالنا".
وتُتابع: "يمُن الله على بعض الناس في الحياة، ويمنحهم فرصة في العيش أفضل من غيرهم، لذا يجب ألا ينسوا أنها مُجرد فرصة من خالقهم، ليرى مدى تفكيرهم، ومساعدتهم لغيرهم الذين مُنحوا فرصة أقل في هذه الحياة، وبإمكان الإنسان أن يرسم لنفسه جسوراً من السعادة والرضا عن الذات، وذلك عن طريق مساعدة الآخرين، ولا ننسَ قوله تعالى (وما تُقدموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً)".
وبملامح الحُزن والألم، تُنهي نابوت حديثها قائلةً "حين تُقدم لنفسك ولأخيك ولطفلك عيديته في شهر رمضان، وتكسوه بملابس العيد الجديدة، تذكر يتيماً لا أب له، وفقيراً لا يجد لُقمة العيش ويبحث عنها، وطفلاً لم يعد له بعد الله أحداً، بعد أن ضَحى والداه من أجله، فلا تنسوا أيتامكم وفقراءكم وأطفالكم، واستغلوا هذه الفرصة، واكفلوا طفلاً يتيماً أو فقيراً واحداً، وارسموا البسمة على وجهه، لعلها تكون سبيلاً إلى تلك الجنة التي وعدنا بها الله".

Loading...