الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:33 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:20 PM
العشاء 8:41 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

مجزرة المونديال...

غزة- رايــة:

رمزي أبو جزر- أخذتهم الحماسة إلى نهاياتهم لم يتصوروا أن تتوقف الأحداث بهذه النتيجة المفجعة كانت مجرد لعبة ستنتهي على الأقل بشغف المتابعة، لم يدركوا أنهم جزء من مباراة استمرت وقائعها وأشواطها إلى أكثر من 60 عاما من المجزرة، ولا زالت ليتحولوا من حضور إلى شهود وشهداء.

ذهبوا إلى استراحة البحر على ساحل مدينة خانيونس لحضور المونديال فانقطاع التيار الكهربائي دفعهم للخروج رغم الخطر تجمهروا وتعالت انفعالاتهم التي وصلت إلى السماء وارتطمت بالطائرات التي تتربص بكل إنسان يشهر فرحة أمام قوة المهزوم أخلاقيا وإنسانيا لم يتواني في تسديد قذافة وحممه على رؤوسهم كانت هذه هي النتيجة التي آلت إليها المباراة الأخيرة.

وقت المرح يتحول إلى فاجعة

على الساحل بين مد الخوف وجزر القلق اجتمعوا في استراحة بحرية تحمل اسما يتناقض وواقعهم استراحة " وقت المرح" على شاطئ بحر خانيونس أكثر من 20 شخص بينهم أطفال جلسوا يتابعون مباراة نصف نهائي المونديال بين الأرجنتين وهولندا لم يرغبوا في تفويت فرصة لمشاهدة مونديال هو الأخير لن يتكرر مرة أخري في حياتهم.

يقول الشاب "احمد منتصر" الناجي من مجزرة المونديال والذي أصيب بجراح متوسطة في حديث لـ"رايــة" كنت اجلس في الصف الأخير لمتابعة المباراة كنا خائفين لكننا ذهبنا ولم نتوقع أن تقصفنا الطائرات ومع كل دقيقة في المباراة تناسينا خوفنا وقلقنا.

يضيف لحظات لم أشاهد سوى كتلة اللهب التي سقطت علينا من السماء كل شئ تطاير في الهواء كل ما شاهدته أشلاء تناثرت على امتداد الساحل وشباب يصرخون .دوي القصف ما زال يطن في أذناي لم أعي بعدها شي إلا وأنا في المستشفى.

يسجل احمد شهادته على الجريمة وهو يبكي على رفاقه الذين سقطوا شهداء من بينهم الشهيد محمد العقاد ( 24 عاما) الذي جلس في الصفوف الأمامية لمتابعة المباراة كل ما شاهدته هو لحظات الانفعال وهو يلوح بيده لي ويدعوني إلى القدوم إلى جانبه لم أتمكن فالحشد كان كبيرا ولا متسع لي.

الشاب "إسلام محمد " والذي كان يهم باللحاق برفاقه إلى شاطئ البحر يقول لـ "رايــة" كان من المفترض أن أكون معهم شهيدا أو ربما جريحا تأخرت في اللحاق بهم وصلت إلى المكان الذي لم أجد فيه سوى الدم واللحم المتناثر أخذت في الصراخ بشكل هستيري بحثت عن أصدقائي لم أتعرف وقتها على احد كل شئ كان محترق كل شئ كان دام الكل يشبه الكل.

يقول إسلام وصلت الإسعافات إلى المكان أخذت في مساعدتهم وانتشال الناجين من القصف والبحث عن الشهداء الذين دفنوا في الرمال بفعل الصواريخ ترفت على أول الشهداء كان إبراهيم خليل قنن (24 عاما) ومن ثم فجعت بشقيقه محمد ( 26 عاما) لم أتمالك نفسي من هول المشاهد فسقطت مغشيا على.
سلاح الصبر

سليمان الاسطل واحمد الاسطل وموسى الاسطل خرجوا من منزلهم القريب من الاستراحة على شاطئ البحر بعدما أغراهم الحشد وسلب منهم الخوف لمشاهدة المباراة ووقفوا كالبقية تمردوا على القصف والخوف الذي أراد الاحتلال أن يفرضه عليهم.

يتساءل احد أفراد العائلة المكلومة في حديثة لـ "راية" وقد استجمع قواه ما ذنب هؤلاء الشباب كل ما أرادوه في هذا اليوم الدامي والمشئوم أن يسرقوا لحظات من السعادة ويتابعوا مباراة لكرة القدم ما الخطر الذي شكلوه على جنود الاحتلال.

ويضيف حسبنا الله ونعم الوكيل رغم هذا المصاب الذي منيت به العائلة إلا اننا صامدين وصابرين.

مجزرة بشعة

يقول أحد رجال الإسعاف الذين وصلوا إلى المكان في حديث لـ "رايــة" تلقينا خبر قصف استراحة على شاطئ البحر "ذهبنا لنقل الإصابات كما ورد إلينا لكننا فجعنا وصدمنا شباب وأطفال مستلقين على الشاطئ يصرخون وآخرون أشلاء مقطعة حاولنا إسعاف الجرحى الذين كان عدد منهم مبتور الأطراف بفعل الجريمة.

يتابع المسعف "لم أشاهد بشاعة بهذا الحجم لم أشاهد مجزرة بهذا الشكل نقلنا جثامين الشهداء وللحظة لم أكن أري أحياء كلهم كانوا مقطعين حتى من نجا طلبنا المزيد من سيارات الإسعاف للتدخل وإجلاء الجرحى والشهداء نبشنا الأرض لإخراج أشلائهم من باطنها" .
 

Loading...