الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خلة الفرن تعيش البدائية في عصر الثورة التكنولوجية

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين- يعيش البعض حياة بدائية رغم التطور التكنولوجي الذي بات بإمكان الإنسان التحكم بأدق الأمور عبر قارة لأخرى، وفي خلة الفرن الواقعة بين بلدتي بني نعيم ويطا في الخليل، حكاية اختلطت بها ألوان الحرمان في لوحة تعيش واقعا صعباً، سيّما أنها بين فكّي كماشة الفقر وافتقار أدنى مقومات الحياة وبين اعتداءات المستوطنين المتكررة.

"خلة الفرن في منطقة بيرين بدو بلدة بني نعيم شرق الخليل، تعرضت بالفترة الأخيرة لهدم خمسة بيوت وبركسين اثنين، يسكنها أكثر من 400 فرد، بمعدل 80 أسرة، أغلبهم من البدو المهاجرين سنة 1948، من بدو العزازمة والحناجرة، إضافة لأصحاب الأرض الأصليين من سكان الخليل" قال خميس الحناجرة منسق شؤون البدو في بني نعيم.

خلة الفرن، منطقة لها سحر خاص، تتمتع بهدوء كبير، وطبيعة نقية، تأخذك حيث الابداع إن توفرت أدنى مقومات الحياة، وتحدث الحناجرة لرايــة:"هذه المنطقة محرومة من أبسط حقوق الإنسان، فمنذ عام 2013 بدأنا نتوجه للجهات المعنية، ونطرق أبواب المؤسسات بعد أن أثر علينا القحل الذي مرّت به أرضنا، خاصة أننا نعتمد على الزراعة والتربية الحيوانية، فالمسؤولين جاؤوا العام الماضي، بعد رفع صوتنا، فجاءنا المحافظ وعدد من الصحفيين، ووعدنا المحافظ إنشاء مدرسة، عيادة، وغيرها من الخدمات والمساعدات، لكن لم ينفذ شيء على أرض الواقع حتى اللحظة".

"سكان خلة الفرن بسطاء، متجذرين بالأرض، يحمونها، ونحن نعاني من انعدام المدارس في منطقتنا، بالتالي طلابنا مقسومين قسمين، قسم يذهب إلى بني نعيم بمسافة تزيد خمسة كيلومترات، يتعرضون للدهس ومحاولات الاعتداء والخطف من المستوطنين، والقسم الثاني يذهب لمدرسة زيف ويتعرضون لما يتعرض له القسم الأول، والقسم الثالث وهم أهل الخليل، يقسمون الأسرة لأسرتين، وهذا يكلفهم كثيراً، ماديا ومعنويا، حتى يوصلوهم المدارس" قال الحناجرة.

في ألم يكابد مرّ الحياة ومعاناة تتحدث على محياه صرخ سليمان عزازمة بوجع الأب الذي يعي بأنه سيطارده بقي حياته:"معاناتنا الطلاب، يذهبوا لمدارسهم في الشتاء والصيف، يقاسون البرد والحر، والسنة أنوي منعهم وفصلهم من مدارسهم، لأن من يقع بين يدي المستوطنين يأخذوه، وأنا لا أضحي بأبنائي".

التعليم واجب وحق أساسي، والقانون يكفل ذلك، والأمن أكثر أهمية لكنه معدوم، والمواطن سعيد الحنجور في حيرة من أمره يقول لرايــة:" ًنعمل بالزراعة وما إلى ذلك من أعمال تتعلق بالأرض، لا أحد فينا يمتلك مهنة صناعية، وبالنسبة لأولادي، يدرسون في عرب الحناجرة في يطا، يمشون قرابة خمسة كيلوات متر مشيا على الأقدام، أرسلهم وأنا خائف عليهم، فالظروف صعبة، وكثيرا تأتيني أفكار بأنهم لن يعودوا إليّ، فنحن نأخذ الأمور على عاتقنا، فإن لم نرسلهم لن يتعلموا القراءة ولا الكتابة، فلا يوجد أي مسؤول يأتينا، لا رئيس ولا محافظ ولا غيره، فأنا بنيت بيتي وهدمه الاحتلال مع سبعة بيوت أخرى قبل عشرين يوما، ولا أحد يدري بنا".

المقاومة أشكالها تعددت، وأكثرها ضراوة وشراسة، تلك الخرب الواقعة على أطرف المدن والتي يحاول الاستيطان التفحل بها لولا مواجهة ساكنيها بأرواحهم، ورابح الرجبي يقول لرايــة:" نعاني من نقص المياه والكهرباء، فنحن متواجدين هنا على خط التفافي، ولولا وجودنا لكان هناك إقامة مستوطنات أخرى، فتواجدنا بالمنطقة بحد ذاته صمود ومقاومة".

تبعد خلة الفرن عن الشارع الالتفافي مسافة نصف ساعة مشيا على الأقدام على أقل تقجير، وفي ذلك يتنفس الرجبي:"حينما يمرض أحد أو تكون هناك سيدة في حالة ولادة، نضطر لحمل المريض ونمشي به على الأقدام حتى نوصله لأقرب نقطة فيها مواصلات، وهذا يستغرق وقت طويل ويهدد حياة المريض، وقبل ذلك كان عندي سيارة غير قانونية ننقل المرضى بها، لكن أخذتها الشرطة الفلسطينية، ولم يبقَ لدينا وسيلة نقل".

القصة ليست من وحي الخيال، ولا من تاريخ العصر الحجري، هي واقع يعيش بيننا مع أنه يفتقر لأدنى مقومات الحياة، وسليمان السعود أوجز الحكاية:" ناقصنا كل شيء، ناقصنا كهرباء، ماء، مدارس، عيادة، فنحن نعيش من قلة الموت، فلا شيء لدينا، لا سيارة ولا ثلاجة ولا غيرها، فالمريض الذي يمرض، يأخذ ساعتين حتى نوصله للمستشفى، فلا مواصلات ولا أمن ولا أمان".

Loading...