(صور) مجازر الشجاعية .. حرب تهجير وابادة

غزة - عامر أبو شباب

كشفت الهدنة الانسانية لإخلاء شهداء وضحايا مجازر الشجاعية اليوم مدى الجريمة الانسانية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي جراء القصف المدفعي وقذائف الدبابات على سكان احياء الشجاعية ذات الكثافة السكانية العالية ما يزيد عن (100 ألف فلسطيني).

عمليات انتشال الشهداء الذين بلغ عددهم (60) والجرحى الذين تجاوزوا 300 جريح في المناطق المدمرة أظهرت حجم الخسائر الناتجة عن قصف مكثف استمر نحو 18 ساعة.

وقال وكيل الوزارة يوسف أبو الريش تم انتشال 17 طفلًا و14 إمرأة، 4 مسنين من بين شهداء الشجاعية، وإصابة 210 آخرين، بينهم 62 طفلًا، و32 امرأة، و15 مسنًا.

وأكد أبو الريش في مؤتمر صحفي في مستشفى الشفاء، اليوم، أن المجزرة التي وقعت في الشجاعية عبارة عن جريمة مركبة استخدم خلالها الاحتلال بشكل واضح أسلحة محرمة ، وهذا ما ظهر عبر الإصابات التي وصلت لمجمع الشفاء الطبي.

وبذلك يقترب عدد شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الرابع عشر، من ( 425) شهيداً ، وإصابة ما يزيد عن  (3008) آخرين بجراح مختلفة.

وبدأت الهدنة الانسانية لإخلاء ضحايا العدوان المركز شرق مدينة غزة لمدة ساعتين من 1:30 الى 3:30 ظهيرة الأحد بناء على مساعي حثيثة من منظمة الصليب الأحمر ووافقت عليها المقاومة الفلسطينية، وحكومة الاحتلال التي رفضت في بداية الأمر باعتبار أن الشجاعية منطقة عمليات عسكرية مغلقة ويحظر دخول سيارات الاسعاف لها.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن قوات الاحتلال منعت نقل الجرحى والمصابين، وأطلقت قذائفها بشكل كثيف على سيارات الإسعاف والدفاع المدني، قبل اعلان الهدمة الانسانية القصيرة مما أدى الى اصابة 5 سيارات.

ورغم هذا الخطر، أفاد شهود عيان من الناجين أن العديد من رجال الاسعاف والطواقم الطبية بادرت من تلقاء نفسها رغم المخاطر الكبيرة ودخلت تحت القصف الشديد لإنقاذ المواطنين وانتشال.

وقال القدرة أن حصيلة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في اليوم الرابع عشر بلغت 87 شهيدا منهم 60 شهيدا في حي الشجاعية , وهو اليوم الاكثر دموية وبشاعة على مدار الحرب.

اجمالي عدد الشهداء منذ بداية العدوان بلغ 425 شهيدا منهم 112 طفل ,41 من النساء , و25 مسن كما بلغ اجمالي عدد الجرحى منذ بداية العدوان 3008 جريحا , منهم 904 من الاطفال , 533 من النساء , 25 من المسنين.

وأفاد الناجين من الموت أن القذائف المدفعية انهمرت على منازلهم بشكل كثيف وعشوائي، ذهب ضحيته عشرات النساء والأطفال وكبار السن.

وقد استشهد في هذه المجازر المروعة المسعف فؤاد جابر، خلال تأديته عمله في انقاذ الجرحى والضحايا، كما استشهد  المصور الصحفي خالد حمد أثناء تغطيته للأحداث في حي الشجاعية رغم ارتداءه زي الصحافة.

ومن بين الشهداء أسامة الحية الابن البكر للقيادي في حركة حماس خليل الحية وزوجته هالة أبو هين وطفليه خليل وأمامة .

وتحدث الناجون عن هول القصف المدفعي من ساعات الافطار حتى خروجهم من منازلهم فجرا وسيرهم مسافات طويلة ليلا للوصول لأماكن اكثر امنا.

وقال "محمد" في العشرينيات أن القذائف التي انهالت عليهم بكثافة مما ادى الى اصابته واثنين من أخوته، مضيفا "سرنا جرحى على الأقدام قرابة 3 كليو متر حتى وسط مدينة غزة:.

فيما قالت عمة الجريح وهي تجلس بجواره على سرير قسم الجراحة  بالمشفى أن القصف المتواصل والصراخ في حارتنا دفعنا للخروج فجرا لنسير وسط أشلاء الجيران.

وأضافت الحاجة ذات الستين عاما أنها سارت بين أشلاء الضحايا وهي تشعر بحرارة القذائف في الأرض جراء القصف، وأكدت أن منزلها والمنازل المجاورة تدمرت بعد اخلاءها مباشرة.

الشاب "أحمد" الذي ساهم في اخلاء جيرانه، قال أن القصف العشوائي الذي احتد ساعات الفجر أدى الى استشهاد نحو 30 مواطن في عدد قليل من المنازل المجاورة خلال خروجهم من منازلهم.

وأفاد أحمد وأثر الدماء على ملابسه أن الاسعافات والدفاع المدني لم تصل للضحايا بسب شدة القصف، وأشار أنه سيعود لإخلاء أحد أقاربه المعاقين الذي بقي في منزله وعدد من المسنين.

بدوره قال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري أن مجزرة حي الشجاعية ضد المدنيين جريمة حرب، لكنها لن تكسر من إرادة الشعب الفلسطيني.

وأضاف أبو زهري: "ارتقى عدد كبير جدا من الشهداء على مسمع ومرأى المجتمع الدولي.. فالاحتلال يحاول تعويض فشله أمام المقاومة من خلال استهداف المدنيين، عبر تنفيذه سياسة الأرض المحروقة في الميدان".