(صور) عائلة جودة .. أب يفقد زوجته و5 أطفال في لمح البصر

مكتب غزة – راية
سامح أبو دية، عامر أبو شباب

لا تخلو أحد أيام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من مجزرة بحق أحد العائلات الفلسطينية، رصدت وزارة الصحة الفلسطينية ارتكاب جيش الاحتلال لمجازر حرب بحق 90 عائلة فلسطينية في غزة خلال 50 يوما من الحرب، استشهد خلالها أكثر من 530 من أفرادها.

عائلة جودة، مجزرة استهدفت الام راوية جودة (43)، وأطفالها الأربعة، تسنيم (14 عام)، رغد (12 عام)، محمد (8 أعوام)، أسامة (6 أعوام)، بعد أن باغتتهم طائرة استطلاع بصاروخ وهم يلعبون في فناء منزلهم البسيط بحي تل الزعتر شمال قطاع غزة.

أربعة أطفال كانوا ينتظرون الالتحاق بمدارسهم وشراء ملابس جديدة ودفاتر بيضاء، مع أقرانهم الا أن الحرب أدت الى استشهاد نحو 600 طفل، وجرح عدة الاف آخرين عدد كبير منهم سيحمل معه اعاقة أو يتم للمستقبل.

وأفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن ثلث الأطفال الجرحى الذين تجاوز عددهم 3 الاف جريح سيعانون من إعاقة دائمة.

الابن الخامس ثائر (9 أعوام)، الناجي الوحيد من تلك المجزرة أصيب بجروح خطيرة وتعرضت أطرافه للبتر.

ثائر لا يعلم ما الذي حدث لإخوته وأمه، ويسأل عنهم دوما، فيما يجيبه والده "بأنها بخير ولا تزال تتلقى العلاج في قسم النساء".

"مراسل راية" زار منزل عائلة جودة والتقى رب الأسرة أبو مصطفى الذي تذكر لحظات المجزرة : " كنت داخل المنزل وفجأة سمعت صوت انفجار ضخم جدا وصوت صراخ ابنتي، فخرجت مسرعا لأطمئن على أبنائي الذين تركتهم يلعبون في فناء البيت، فشاهدت زوجتي وأبنائي جثث متقطعة ومتناثرة".

ويضيف الوالد المكلوم:" المجزرة أودت بحياة أفراد أسرتي، الذين كانوا يلعبون، في جريمة بربرية وهمجية تدل على وحشية المحتل، تهدف لكسر ارادة الشعب الفلسطيني".

وطالب جودة العالم العربي المجتمع الدولي تحمل المسؤولية، ووضع حد لممارسات الاحتلال وجرائم الابادة بحق عائلات كاملة"،

الوالد الذي حاول بصعوبة المحافظة على رباطة جأشه، والارهاق والحزن الشديدين دعا الوفد الفلسطيني المفاوض الى التمسك بالحق التاريخي الشعب الفلسطيني، وتحقيق مطالب المواطنين.

هكذا غير صاروخ واحد مسار حياة اسرة بأكملها، ووسم الذاكرة بفاجعة المشاهد المؤلمة.