الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:32 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:42 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

زوجة الصحفي الشهيد خالد حمد تروي تفاصيل ما قبل استشهاده

رام الله-رايــة:

داليا اللبدي- تروي هالة شحادة زوجة الصحفي خالد حمد الذي استشهد في قصف على حي الشجاعية شرق غزة أثناء ممارسة عمله في التصوير هو والمسعف فؤاد جابر حين تفاصيل ما قبل استشهاد زوجها خلال استهداف الاحتلال لحي الشجاعية بالقذائف ليلا في العشرين من شهر تموز الماضي.

في حديث لـ"رايــة" تقول الزوجة هالة شحادة إن زوجها خرج فجرا من منزلهما على غير العادة مخبرا زوجته بأنه يتوجب عليه الخروج باكرا، مُشيرةً إلى أنها "شعرت بأن شيئا ما سيحصل له".

ولم تتوقع هالة ابدا ان فجر العشرين من تموز سيكون اخر لقاء يجمعها بزوجها الصحفي خالد رغم إحساسها بان شيئا ما سيحصل له، وتقول: "بعد اغلاق خالد لباب المنزل وذهابه فشعرتُ حينها بشيء ما لا يخلو من القلق فبقيت مستيقظة طوال الليل، مضيفة: "بقيتُ أدعو الله طوال الليل كي لا يصيبه مكروه".

مضت ساعات الفجر واستيقظت هالة في اليوم التالي واتصلت على خالد ولم يرد عليها وبقيت تحاول دون جدوى وبلا رد، وحينها عرفت ان هناك شيء ما غير جيد قد حصل لرفيق دربها خالد، مؤكدة شعورها بالخوف، بالقول: "خالد دائما يرد على مكالماتي".

واضافت هالة: "جهزت نفسي ولم اعرف لماذا جهزت نفسي وذهبت الى بيت اهل زوجي حيث كانوا يشاهدون التلفاز وفي حينها قالوا ان هناك زميل صحفي قد استشهد".

شاهدت هالة درع الصحافة الذي كان يرتديه خالد على التلفاز، وشاهدت الكاميرا الخاصة بخالد وحينها تأكدت انه قد استشهد وانتقل إلى الرفيق الأعلى.

وبعد تلقي نبأ استشهاد خالد لم تتوانى هالة عن استذكار اللحظات التي جمعتها بزوجها، وكتبت على صفحتها على الفيسبوك:

"مرحلة الحمل هي من أجمل المراحل التي يعيشها الزوجان وهي أكثر المراحل التي انتظرناها بفارغ الصبر أنا وخالد لعيشها بكل تفاصيلها، فكنا ننتظر أن يكبرَ بطني وأن أصبح على رأيه مثل الكرة وأمشي كالبطة... كُنا ننتظر أن يأتي العيد لشراء عباية الحمل وكنا ننتظر أن يأتي موعد زيارة الدكتور حتى يرى خالد الجنين ..كنا ننتظر لحظة المخاض وجهز خالد نفسه لكل التفاصيل التي لم يحن موعدها..... خططنا كم هي المسافة التي سنمشيها سويا أخر شهر في الحمل مع أن الجو سيكون بارد جدا ..فأخر شهر في الحمل سيكون يناير ..كنت أنتظر العيد أن يأتي حتى نشتري العباية ولأبدأ بممارسة طقوس الحمل ..ونبدأ بتجهيزات التحضير لقدوم طفلنا".

"كنا نخطط أين سنضع ملابسه ..إتفقنا على كل شيء سوى مكان نومه ..أخبرتك أنه سينام بيننا لكنك رفضت وقلت لا سينام في سريره وكنا نقضي وقتا طويلا في هذا الموضوع كنت سعيدة وأنا أراك تغار علي حتى من طفلنا".

"خططنا أين سنضعه عندما يعود دوام جامعتي..خططنا كيف سنربيه وأخبرتك قبل إستشهادك بيوم أنني أنا من سأربيه ولن أدعك تتدخل في تربيته وأنت إكتفيت بالابتسامة والرد على بكلمة (بتحلمي) لم يخطر في بالي أنني فعلا أنا من سأربيه لوحدي وأنا من سأتحمل مسؤوليته لوحدي وأنني سأكون أمه وأبوه وإخوته الذين لم يأتوا إلي هذه الدنيا مع أننا كنا نخطط لقدومهم وجهزنا أسمائهم وكيف ستكون شخصياتهم ..فالوليد سيكون الأكثر لطفا وأدبا وعمر سيكون الأكثر شقاوة وتولين ستكون الأكثر دلالا وجود ستكون الأكثر جمالا وأنني سأكون الأكثر حبا ودلالا وحنانا ..وأن مكاني في قلبك سيكون محفوظا ولن يتغير".

"لم يأتي في بالي أنك ستغادر قبل أن يأتي العيد وأن أمي هي من أحضرت لي عباية الحمل وأنني لم أشعر بالسعادة عندما إرتديتها لأنك لم تكن موجود".

"خالد بطني الأن بدأ يكبر مع نهاية الشهر الرابع ..وطفلنا سينام بجانبي ولن ينام في سريره ولن تغار أنت منه بعد الأن ..وأنه سيكون الوحيد ولن يكون له إخوة ...ولن ينازعه أحد في الدلال والحنان والجمال ..سأربيه ياخالد كما أخبرتك قبل إستشهادك ..سأبقى كما أنا وكما عرفتني ..مازلت على العهد وسأبقى للأبد ..فلا أحد يستحق أن أتعب لأجله سوا طفلنا ..الذي أنتظر قدومه لأضمه وأشتم رائحته، أنتظر قدومه سواء بنت أو ولد لأشعر أن الدنيا مازالت بخير.. ولأخبره أو أخبرها عنك وعن طيبتك وشهامتك وعن حبك الامحدود لي.. سأريه كل هداياك لي.. سأعلمه كيف يكون الحب ..سأخبره عنك الكثير والكثير سأخبره أسرارانا وعن أحلامنا التي كان هو أحدها وسأبدأ بتحقيق باقي أحلامنا حتى تبقى فخور بي كما كنت دائما فخور بأنني زوجتك وشريكة حياتك ..لن أجعلك تحتار بيني وبين حور العين ..فأنا حبيبتك فقط ولن أسمح لإحداهن أن تشاركني فيك".

بهذه الجمل المؤلمة عبرت هالة زوجة الشهيد الصحفي خالد عما يختلجها من كلمات ومشاعر وتمنيات ورثاء، وقالت لـ"رايــة": "انا الان حامل في شهري الرابع وسأقول لابنتنا تولين كل شئ عن خالد فلقد كان حلمي من قبل ان اتزوج ان اصبح صحفية مشهورة وبعد ان تزوجت خالد اصبح حلمي كيف سأسعد خالد، وكان حلمي مع خالد اننا كيف سنربي ابنتنا، والان اصبح حلمي كيف ساجعل ابنتي نسخة عن خالد وان اكون لها الاب والام وكل شي".

وأضافت: "أول كلمة ستنطقها إبنتي "بابا" هذه الكلمة ستكون صعبة لكنني مهيئة نفسي لكل شي".

وتدرس هالة البالغة من العمر (21 عاما) الصحافة والاعلام كانت متزوجة من خالد (25 عاما) الذي درس ايضا الصحافة في جامعة الأزهر في مدينة غزة.

وكان خالد مصورا لأفلام وثائقية عن حياة المسعفين في غزة وكان يخرج في ساعات المساء ويعود في اليوم التالي الى المنزل، واستهدفت سيارة الاسعاف التي كانت معه في التصوير في حي الشجاعية ما ادى إلى إصابته.

ووفق شهود عيان تمكن ان يبتعد ليطلق الاحتلال مرة اخرى قذيفة مدفعية حيث استشهد هو والمسعف فؤاد جابر وتمكن الاسعاف بعد 4 ساعات من الوصول إليه حيث استشهد هو ومواطنون اخرون.

Loading...